بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله -: من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن يُنزِل بهم من الشدة والضر ما يُلجِئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحدًا سواه، فتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكل عليه، والإنابة إليه، وحلاوة الإيمان، وذَوق طعمه، والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف، أو الجدب، أو الضر، وما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين فأعظم من أن يُعَبَّر عنه مقال، ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانهº ولهذا قال بعض السلف: يا بن آدم! لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك. وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة، فأدعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته، وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يُعَجِّل قضاء حاجتي خشية أن ينصرف عني ذلكº لأن النفس لا تريد إلا حظها، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا) وقال أيضًا: (وجد طعم الإيمان)، فوجود المؤمن حلاوة الإيمان في قلبه وذوق طعمه أمرٌ يعرفه من حصل له هذا الوجد وهذا الذوق. فالذي يحصل لأهل الإيمان عند تجريد التوحيد يجذب قلوبهم إلى الله وإقبالهم عليه دون ما سواهº بحيث يكونون حنفاء له مخلصين له الدين. إلى أن قال- رحمه الله -: وهذا هو حقيقة الإسلام الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب، وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رحاه، والله أعلم.
المرجع:
الآداب الشرعية للإمام: أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي - رحمه الله -
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد