بسم الله الرحمن الرحيم
- كلما قضيت فترة طويلة في أمر مباح تبادر إلى ذهني هذا السؤال.. ألهذا خلقت؟.. وحتى لا أنغص على نفسي أو من معي.. أطرد السؤال.. أو أهرب منه.. وأتناساه حتى يتلاشى لفترة.. ثم يعود.. طالما أنا في تلك الإجازة الطويلة..
هكذا بدأ صاحبي حديثه في لقائنا الأول بعد إجازة الصيف:
- ولكن من الطبيعي أن ينتاب المرء شعور كهذا، لاسيما إذ برمج نفسه على العطاء والإنتاج في كل شيء في شؤونه.. فما الخطأ في هذا؟
- الخطأ عندما يتذكر أحدنا قول الله - تعالى -: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون).. الخطأ عندما يذكر المرء حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \"لا يندم أهل الجنة على شيء من الدنيا إلا على ساعة قضوها في غير ذكر الله\"..
قاطعته..
- ولكن في المقابل يتذكر المرء حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"وإن لأهلك عليك حقا وإن لبدنك عليك حقا.. فأعط كل ذي حق حقه\".. وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"واللقمة تضعها في في امرأتك لك بها صدقة\".. \"وفي بضع أحدكم صدقة\" .. فهذه الأمور المباحة تكون مصدر أجر إذا حدد المرء فيها النية.. وابتغى وجه الله وأراد الأجر.. بأن يقضي وقتاً مع أبنائه.. يرشدهم ويعلمهم ويتعامل معهم على مدار الساعة لفترة من الزمن.. فلا ضير في ذلك.. شعر صاحبي أنني أحدثه لأهون عنه.. لا عن قناعة لدي..
- وهل حقاً تعتقد أن يمضي أحدنا ستة أسابيع كاملة.. وربما أكثر.. لا يحضر صلاة الجماعة في مسجد جامع.. وربما فاتته صلاة الجمعةº لأنه ينتقل من مكان إلى آخر فهو على سفر.. وأن يقرأ شيئاً يسيراً من القرآن كل بضعة أيام.. أتظن حقاً أن في ذلك أجراً؟! مقابل ما يفعله أحدنا ويحرص عليه وهو صحيح مقيم؟!
تبسمت موافقاً بعض الشيء..
- وهل لك في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - تسلية.. عندما يقول - صلى الله عليه وسلم -: \"إذا مرض المؤمن أو سافر كتب له أجره كما لو كان مقيماً صحيحاً\" أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -: نعم هناك أحاديث كثيرة تطمئن المؤمن وتسليه، ولكننا في زمان كثر فيه عملنا للدنيا.. وانشغالنا بملذاتها.. ولا نعطي الآخرة حقها ومع ذلك نبرر لأنفسنا التقصير.. والتخاذل عن الآخرة بأحاديث قيلت لأناس نذروا أنفسهم للآخرة، فلا مكان للدنيا في قلوبهم.. أما نحن فالدنيا همنا كل حين.. ثم نأخذ إجازة للراحة.. من الدنيا.. إلى دنيا زيادة.. أسأل الله العفو والعافية..
تابع صاحبي حديثه..
- هل خلقنا الله لنلهو بأمور لا علاقة لها بالآخرة لأكثر من ستة أسابيع متواصلة.. لا ندعو فيها إلى الله.. ولا نعمل فيها لأجل دين الله.. ولا نحمل فيها هم الإسلام والمسلمين..ألهذا خلقنا الله تعالى؟ هذا هو السؤال الذي يراودني دائماً..وأرى أنني لا أريد الإجابة عنه.. لأنني أضعف من أن أكون صادقاً في إجابتي..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد