الفوائد المترتبة على التقوى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد،،،

فإن وصية الله للأولين والآخرين من عبادهº هي تقواه - سبحانه و تعالى -، قال - عز وجل -:{ وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا[131]}سورة النساء وهي أيضًا وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمته، فعَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخطُبُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: [اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُم وَصَلٌّوا خَمسَكُم وَصُومُوا شَهرَكُم وَأَدٌّوا زَكَاةَ أَموَالِكُم وَأَطِيعُوا ذَا أَمرِكُم تَدخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم] رواه الترمذي وأحمد. وعَن بُرَيدَةَ قَالَ:\'كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ, أَو جَيشٍ, أَوصَاهُ بِتَقوَى اللَّهِ فِي خَاصَّةِ نَفسِهِ وَبِمَن مَعَهُ مِن المُسلِمِينَ خَيرًا\' رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وأحمد.

 

ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم، ومكاتباتهم، ووصاياهم عند الوفاة:

كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى ابنه عبد الله:\'أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله - عز وجل -º فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده\'.

 

 وأوصى عليُّ رجلاً قال:\'أوصيك بتقوى الله - عز وجل - الذي لابد لك من لقائه، ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة\'.

 

 وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله - تعالى -:\'أما بعد: أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم من حذرك، وليكثر وجلك، والسلام.

 

معنى التقوى:

أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه، وتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه، وسخطه وقاية تقيه من ذلكº بفعل طاعته، واجتناب معاصيه.

 

بعض عبارات سلفنا الصالح في توضيح معنى التقوى:

 قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: [المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته].

 وقال طلق بن حبيب:\'التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من اللهº ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من اللهº تخاف عقاب الله.

 

 وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله - تعالى -:{ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ[102]}سورة آل عمران: [أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر].فاحرص يا أخي الكريم على تقوى الله - عز وجل -º فهو سبحانه أهل أن يخشى، ويجل، ويعظم في صدرك.

 

 بيان الفوائد المترتبة على التقوى:

 أولاً:الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا:

1 - التقوى سبب لتيسير أمور الإنسان: قال - تعالى -:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا[4]}“سورة الطلاق”. وقال - تعالى -:{فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى[5]وَصَدَّقَ بِالحُسنَى[6]فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى[7]}“سورة الليل\".

2 - التقوى سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان:قال - تعالى -:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِنَ الشَّيطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبصِرُونَ[201] }\"سورة الأعراف”.

3 - التقوى سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض: قال - تعالى -:{ وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ, مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ [96] }\"سورة الأعراف\".

4 - التقوى سبب في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل ومعرفة كل منهما: قال - تعالى -:{ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجعَل لَكُم فُرقَانًا[29]} “سورة الأنفال”، وقال - تعالى -:{يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نُورًا تَمشُونَ بِهِ[28]}“سورة الحديد”.

5 - التقوى سبب للخروج من المآزق وحصول الرزق والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب: قال - تعالى -:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا[2]وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ[3]}“سورة الطلاق”.

6 - التقوى سبب لنيل الولايةº فأولياء الله هم المتقون: كما قال - تعالى -:{إِن أَولِيَاؤُهُ إِلَّا المُتَّقُونَ[34]}“سورة الأنفال”، وقال - تعالى -:{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ, وَاللَّهُ وَلِيٌّ المُتَّقِينَ[19] }“سورة الجاثية”.

7 - التقوى سبب لعدم الخوف من ضرر وكيف الكافرين: قال - تعالى -:{وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرٌّكُم كَيدُهُم شَيئًا [120]}“سورة آل عمران”.

8 - التقوى سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد ولقاء الأعداء:قال - تعالى -:{ وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدرٍ, وَأَنتُم أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ[123]إِذ تَقُولُ لِلمُؤمِنِينَ أَلَن يَكفِيَكُم أَن يُمِدَّكُم رَبٌّكُم بِثَلَاثَةِ ءَالَافٍ, مِنَ المَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ[124]بَلَى إِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُم مِن فَورِهِم هَذَا يُمدِدكُم رَبٌّكُم بِخَمسَةِ ءَالَافٍ, مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ[125]{“سورة آل عمران”، وبنزول المدد تكون البشرى، وتطمئن القلوب، ويحصل النصر من العزيز الحكيم، قال - تعالى - بعد ذلك:} وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشرَى لَكُم وَلِتَطمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصرُ إِلَّا مِن عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ[126]}“سورة آل عمران”.

9 - التقوى سبب لعدم العدوان وإيذاء عباد الله: قال - تعالى -:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِِ[2] }“سورة المائدة”، وقال - تعالى - في قصة مريم:{فَأَرسَلنَا إِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا[17]قَالَت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا[18]}“سورة مريم”.

10 - التقوى سبب لتعظيم شعائر الله، قال - تعالى -:{وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ[32]}“سورة الحج”.

11 - التقوى سبب لصلاح الأعمال وقبولها ومغفرة الذنوب: قال - تعالى -:{ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولًا سَدِيدًا[70]يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا[71] }“سورة الأحزاب”.

12 - التقوى سبب لغض الصوت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء كان ذلك في حياته أو بعد وفاته عند قبره - صلى الله عليه وسلم -: قال - تعالى -:{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضٌّونَ أَصوَاتَهُم عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُم لِلتَّقوَى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظِيمٌ[3] }“سورة الحجرات”.

قال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره - صلى الله عليه وسلم - كما كان يكره في حياته - صلى الله عليه وسلم -º لأنه محترم حيًا وفي قبره - صلى الله عليه وسلم - دائمًا.

13 - التقوى سبب لنيل محبة الله - عز وجل -: وهذه المحبة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: [إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَن عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَد آذَنتُهُ بِالحَربِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ, أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ وَمَا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذِي يَسمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبطِشُ بِهَا وَرِجلَهُ الَّتِي يَمشِي بِهَا وَإِن سَأَلَنِي لَأُعطِيَنَّهُ وَلَئِن استَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ...] رواه البخاري.قال - تعالى -:{بَلَى مَن أَوفَى بِعَهدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبٌّ المُتَّقِينَ[76] } “سورة آل عمران”.

14 - التقوى سبب لنيل العلم وتحصيله: قال - تعالى -:{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ...[282]}“سورة البقرة”.

15 - التقوى سبب قوي تمنع صاحبها من الزيغ والضلال بعد أن منّ الله عليه بالهداية: قال - تعالى -:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السٌّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ[153]}“سورة الأنعام”.

16 - التقوى سبب لنيل رحمة الله، وهذه الرحمة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة: قال - تعالى -:{ وَرَحمَتِي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ, فَسَأَكتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤمِنُونَ[156]}“سورة الأعراف”.

17 - التقوى سبب لنيل معية الله الخاصة: فمعية الله لعباده تنقسم إلى قسمين:

معية عامة: وهي شاملة لجميع العباد، بسمعه وبصره وعلمهº فالله سبحانه سميع، وبصير، وعليم بأحوال عباده، قال - تعالى -:{ وَهُوَ مَعَكُم أَينَ مَا كُنتُم...[4]}“سورة الحديد\"وقال - تعالى -:{ أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلَاثَةٍ, إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلَا خَمسَةٍ, إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلَا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ, عَلِيمٌ[7]}“سورة المجادلة”.

 معية خاصة:تشمل النصرة والتأييد والمعونة كما قال - تعالى -:{لَا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[40]}“سورة التوبة\"وقال - تعالى -:{ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسمَعُ وَأَرَى[46] }“سورة طه\"ولا شك أن معية الله الخاصة تكون للمتقين من عبادهº قال - تعالى -:{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحسِنُونَ[128]}“سورة النحل\"وقال - تعالى -:{وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ[36]}\"سورة التوبة”.

18 - إن العاقبة تكون لهم: قال - تعالى -:{وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقوَى[132]}\"سورة طه\"وقال - تعالى -:{ وَإِنَّ لِلمُتَّقِينَ لَحُسنَ مَآبٍ,[49]}“سورة ص\"وقال - تعالى -:{ فَاصبِر إِنَّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ[49] }\"سورة هود”.

19 - التقوى سبب لحصول البشرى في الحياة الدنيا:سواء بالرؤيا الصالحة أو بمحبة الناس له والثناء عليه، قال - تعالى -:{ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[63] }\"سورة يونس”. وعَن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَأَلتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – عَن قَولِهِ - تَبَارَكَ وَ تعالى -:{ لَهُم البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ[64] }\"سورة يونس\"فَقَالَ: [هِيَ الرٌّؤيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا المُسلِمُ أَو تُرَى لَهُ] رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد. وعَن أَبِي ذَرٍّ, أَنَّهُ قَال:َ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يَعمَلُ العَمَلَ فَيَحمَدُهُ النَّاسُ عَلَيهِ وَيُثنُونَ عَلَيهِ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: [تِلكَ عَاجِلُ بُشرَى المُؤمِن] رواه مسلم وابن ماجه وأحمد.

20 - إن التقوى إذا أخذت النساء بأسبابها والتي من ضمنها عدم الخضوع بالقول فإنها تكون سببًا في ألا يطمع فيهن الذين في قلوبهم مرض: قال - تعالى -:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ, مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلَا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولًا مَعرُوفًا[32]}\"سورة الأحزاب”.

 

21 - إن التقوى سبب لعدم الجور في الوصية: قال - تعالى -:{ كُتِبَ عَلَيكُم إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوتُ إِن تَرَكَ خَيرًا الوَصِيَّةُ لِلوَالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ بِالمَعرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ[180] }\"سورة البقرة”.

22 - إن التقوى سبب في إعطاء المطلقة متعتها الواجبة لها: قال - تعالى -:{وَلِلمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ[241]}“سورة البقرة”.

23 - إن التقوى سبب في عدم ضياع الأجر في الدنيا والآخرة: قال - تعالى - بعد أن منّ على يوسف - عليه السلام - بجمع شمله مع إخوته:{ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ[90]}\"سورة يوسف”.

24 - إن التقوى سبب لحصول الهداية: قال - تعالى -:{الم[1]ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ[2]}“سورة البقرة”.

 

 ثانيًا: الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة:

1 - التقوى سبب للإكرام عند الله - عز وجل -: قال - تعالى -:{إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقَاكُم إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[13]}“سورة الحجرات”.

2 - التقوى سبب للفوز والفلاح: قال - تعالى -:{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ[52] }\"سورة النور”.

3 - إنها سبب للنجاة يوم القيامة من عذاب الله: قال - تعالى -:{وَإِن مِنكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتمًا مَقضِيًّا[71]ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا[72] } \"سورة مريم”، وقال - تعالى -:{ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى[17]}“سورة الليل”.

4 - إنها سبب لقبول الأعمال: قال - تعالى -:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ[27] }\"سورة المائدة”.

5 - التقوى سبب قوي لأن يرثوا الجنة: قال - تعالى -:{ تِلكَ الجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا[63] }\"سورة مريم”.

6 - إن المتقين لهم في الجنة غرف مبنية من فوقها غرف: قال - تعالى -:{ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِهَا غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ وَعدَ اللَّهِ لَا يُخلِفُ اللَّهُ المِيعَادَ[20]}\"سورة الزمر\"وعَن عَلِيٍّ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: [إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِن بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِن ظُهُورِهَا فَقَامَ إِلَيهِ أَعرَابِيُّ فَقَالَ لِمَن هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ لِمَن أَطَابَ الكَلَامَ وَأَطعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ] رواه الترمذي وأحمد.

7 - إنهم بسبب تقواهم يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة: في محشرهم، ومنشرهم، ومسيرهم، ومأواهم، فاستقروا في الدرجات في أعلى عليينº قال - تعالى -:{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الحَيَاةُ الدٌّنيَا وَيَسخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوا فَوقَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَابٍ,[212] }\"سورة البقرة”.

8 - إنها سبب في دخولهم الجنة: وذلك لأن الجنة أعدت لهم، قال - تعالى -:{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغفِرَةٍ, مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ, عَرضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقِينَ[133]}“سورة آل عمران”، وقال - تعالى -:{ وَلَو أَنَّ أَهلَ الكِتَابِ ءَامَنُوا وَاتَّقَوا لَكَفَّرنَا عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَلَأَدخَلنَاهُم جَنَّاتِ النَّعِيمِ[65]}“سورة المائدة”.

9 - إن التقوى سبب لتكفير السيئات والعفو عن الزلات: قال - تعالى -:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّر عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعظِم لَهُ أَجرًا[5] } \"سورة الطلاق\"وقال - تعالى -:{ وَلَو أَنَّ أَهلَ الكِتَابِ ءَامَنُوا وَاتَّقَوا لَكَفَّرنَا عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَلَأَدخَلنَاهُم جَنَّاتِ النَّعِيمِ[65]}“سورة المائدة”.

10 - إن التقوى سبب لنيل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين: قال - تعالى -:{جَنَّاتُ عَدنٍ, يَدخُلُونَهَا تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ لَهُم فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجزِي اللَّهُ المُتَّقِينَ[31]}\"سورة النحل”.

11 - إن التقوى سبب لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة: قال - تعالى -:{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِم لَا يَمَسٌّهُمُ السٌّوءُ وَلَا هُم يَحزَنُونَ[61] }\"سورة الزمر\"وقال - تعالى -:{أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ[62]الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[63] }\"سورة يونس”.

12 - إنهم يحشرون يوم القيامة وفدًا إليه - تعالى -: والوفد هم القادمون ركبانًا، وهو خير موفود، قال - تعالى -:{ يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحمَنِ وَفدًا[85] }\"سورة مريم”.

13 - إن الجنة تقرب لهم، قال - تعالى -:{ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقِينَ[90]} “سورة الشعراء\"وقال - تعالى -:{ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقِينَ غَيرَ بَعِيدٍ,[31]}\"سورة ق”.

14 - إن تقواهم سبب في عدم مساواتهم بالفجار والكفار: قال - تعالى -:{ أَم نَجعَلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِ أَم نَجعَلُ المُتَّقِينَ كَالفُجَّارِ[28]}\"سورة ص”.

15 - إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين: قال - تعالى -:{ الأَخِلَّاءُ يَومَئِذٍ, بَعضُهُم لِبَعضٍ, عَدُوُّ إِلَّا المُتَّقِينَ[67] }\"سورة الزخرف”.

16 - إن لهم مقامًا أمينًا وجنات وعيونًا: كما قال - تعالى -:{ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ, أَمِينٍ,[51]فِي جَنَّاتٍ, وَعُيُونٍ,[52]يَلبَسُونَ مِن سُندُسٍ, وَإِستَبرَقٍ, مُتَقَابِلِينَ[53]كَذَلِكَ وَزَوَّجنَاهُم بِحُورٍ, عِينٍ,[54]يَدعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ, ءَامِنِينَ[55]لَا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوتَ إِلَّا المَوتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُم عَذَابَ الجَحِيمِ[56] }“سورة الدخان”.

17 - إن لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر: قال - تعالى -:{ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ, وَنَهَرٍ,[54]فِي مَقعَدِ صِدقٍ, عِندَ مَلِيكٍ, مُقتَدِرٍ,[55] }\"سورة القمر”.

18 - إن التقوى سبب في ورود الأنهار المختلفة: فهذا نهر من ماء غير آسن، وذلك نهر من لبن لم يتغير طعمه، وآخر من خمر لذة للشاربين، قال - تعالى -:{ مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنهَارٌ مِن مَاءٍ, غَيرِ ءَاسِنٍ, وَأَنهَارٌ مِن لَبَنٍ, لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمرٍ, لَذَّةٍ, لِلشَّارِبِينَ وَأَنهَارٌ مِن عَسَلٍ, مُصَفًّى وَلَهُم فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم كَمَن هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمعَاءَهُم[15] }“سورة محمد”. وفي الحديث عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: [... فَإِذَا سَأَلتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِردَوسَ فَإِنَّهُ أَوسَطُ الجَنَّةِ وَأَعلَى الجَنَّةِ وَفَوقَهُ عَرشُ الرَّحمَنِ وَمِنهُ تَفَجَّرُ أَنهَارُ الجَنَّةِ[رواه البخاري وأحمد.

19 - إن التقوى سبب للسير تحت أشجار الجنة والتنعم بظلالها: قال - تعالى -:{ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ, وَعُيُونٍ,[41]وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشتَهُونَ[42]كُلُوا وَاشرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ[43] }\"سورة المرسلات”، وعَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, - رضي الله عنه - عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ, لَا يَقطَعُهَا] رواه البخاري وأحمد.

20 - إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع الأكبر وتلقي الملائكة لهم: قال - تعالى -:{ أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ[62]الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[63]لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ لَا تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ[64]}“سورة يونس”. قال ابن كثير:\'وأما بشراهم في الآخرة فكما قال - تعالى -:{ لَا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلَائِكَةُ هَذَا يَومُكُمُ الَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ[103] }“سورة الأنبياء\"\'.

21 - إن المتقين لهم نعم الدار: قال - تعالى -:{ وَلَنِعمَ دَارُ المُتَّقِينَ[30] }\"سورة النحل”.

22 - إن المتقين تضاعف أجورهم وحسناتهم: كما قال - تعالى -:{ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نُورًا تَمشُونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[28] }“سورة الحديد”.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply