هل تكفي تسعة عشر عاما ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

هل تكفي تسعة عشر عاماً؟

امرأة تبر بأمها تسعة عشر عاماً يقول ولد هذه الأم: جدتي تسكن معنا في البيت وكانت كفيفة لا تبصر وأيضا مصابة بشلل نصفي وأمي لا تخرج من البيت براً بأمها التي هي جدتي...

وأمي لا تخرج حتى للمناسبات الخاصة وتقول لمن أترك أمي, حيث كانت جدتي متعلقة بأمي, وإذا اشتد المرض بجدتي تقول أمي:  اذهبوا وأحضروا الطبيبة أنا أدفع لكم الزيادة, لكن أمي لا أريدها أن تنام على سرير المستشفى.

وأصرت جدتي أن تصلي وتطوف بالحرم وقد كانت ترفض ركوب العربات,  والله يقول إن أمي تحمل جدتى وتطوف بها ولم تنزلها لحظة واحد.

وكنت أرى دمعة والدتي وهي تدعو لأمها, يقول ومع الأيام تأثر عقل جدتي.. وهذه القصة وقعت في مكة ومكة جوها حار.. وكانت جدتي عنيدة.. ولا تريد التكييف, وأمي لا تفارقها تنام معها في هذا الحر الذي لا يطاق, تنام معها على وسادة واحدة.. تسعة عشر عاماً.. ,فوالله طوال هذه المدة والدتي جالسة عند أمها تبرها, والعجيب أن جدتي أحيانا بسبب الخرف.. كانت كثيرا ما تضرب أمي وتأخذ أي شيء بجانبها وتضرب به أمي.. فوالله لم تشتكي أمي أبدا تسعة عشر سنة, وأمي تنظف القذر من تحتها وتغسلها ولا تفارقها , وتقول دائما.. ما فعلت شيئا لأمي.. ما فعلت شيئا لأمي... ثم العجيب يقول.. بعدما توفيت جدتي.. نقول ونذكرها دائماً جزاك الله خيراً يا أماه على ما قدمت وصبرت...

تقول: والله ما قدمت لأمي شيء.. والله ما قدمت لأمي شيء.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply