بسم الله الرحمن الرحيم
كان رجلاً يعيش من أجل الدنيا والدينار ولا يكترث لآخرته وكان يعمل محصِّل تذاكر في المواصلات التابعة للنقل العام، وفي إحدى الأيام تقدم من أحد الركاب وكان من شباب الصحوة وسأله الحساب فرد عليه بدعابة: (الحساب يوم الحساب) وأعطاه ثمن التذكرة..
وعملت الكلمة في الرجل أمراً عجيباً.. نعم والله.. الحساب يوم الحساب.. لماذا لا نفكر في ذلك اليوم العظيم الرهيب.. لماذا انشغلنا بالدنيا عن الدين لماذا لا نعد الزاد ليوم الميعاد.. وصاح إلهي.. عفوك..
ومرت الشهور وبينما كان ذلك الشاب يصلي في أحد المساجد إذا برجل كثَّ اللحية يبدو على وجهه آثار التقوى والصلاح ينكبٌّ عليه يقبله ويقول له ألا تتذكرني.
فرد عليه الشاب معتذراً (لا أتذكرك) فقال له أنا محصل التذاكر الذي قلت لي في ذلك اليوم الحساب يوم الحساب، لقد أثرت والله في كلمتك هذه وأخذت تتفاعل مع نفسي وجعلتني أفكر كثيراً بهذا اليوم العظيم، حتى كانت سبباً في هدايتي.. فحمد الله الشاب وسأل له الثبات وصارا أخوين في الله.
يقول الحبيب - عليه الصلاة والسلام -: (إن الرجل ليتكلم الكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلي يوم يلقها وإن الرجل ليتكلم الكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عليه سخطه إلي يوم يلقاه) صححه الألباني.
فلنحرص جميعاً أيها الأحباب على بذل المعروف ونشر الخير بين الناس ولا نحتقر شيئاً في جنب الله.. فكم سمعنا ورأينا والله من اهتدى بل وأسلم ودخل هذا الدين العظيم بسبب كلمة ومنهم بسبب شريط أو كتيب ومنهم بسبب ابتسامة أو حسن معاملة..
وسبل ووسائل الدعوة بفضل الله الآن كثيرة ومتعددة فأين العاملون؟ واعلم أخي الحبيب أن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها وليس أعظم حسنة من أن يحمل المسلم هم إقامة هذا الدين في الأرض وإصلاح إخوانه المسلمين فمن حمل هذا الهم وسعى فيه أعقبه الله خيراً وفتح عليه من رحماته..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد