بسم الله الرحمن الرحيم
كانت نصرانية..نشأت وترعرعت وتعلمت وتخرجت في الجامعة، وهي مسيحية في بيت مسيحيّ ملتزم بالنصرانية فأبوها قس في الكنيسة.
لكنها الآن أصبحت مسلمة.. ليست مسلمة عادية.. بل داعية إسلامية شهيرة، تعرفها الأوساط الإسلامية في حي المهندسين بالقاهرةº لأنها داعية إسلامية يُشار إليها بالبنان، وتعمل في مجال العمل الخيري التطوّعي حسبة لله ودعوة للدين الحنيف. في هذه السطور نتعرف على الداعية الإسلامية \"شهيرة صلاح الدين\" وعلى تجربتها المتميزة..
كيف كانت نشأتك الأولى؟
نشأت في أسرة ثرية ألحقتني بمدارس اللغات الراقية، وكان والدي قسيساً في الكنيسة، وأعمامي من رجال الأعمال المعروفين. وكان والدي حريصاً على أن أذهب إلى الكنيسة كثيراً وأن أكون مسيحية ملتزمة.. وقد حدث ذلك بالفعل إلى حد كبير.. وقد قرأت كتباً كثيرة في المسيحية، وآمنت بما فيها، وكان لديّ اعتزاز بالمسيحية.. ولم أفكر ولم يخطر على بالي في يوم من الأيام أنني سأصبح مسلمة.
كيف كانت علاقتك بالإسلام في هذه الفترة من عمرك؟
كان الشحن الديني من والدي ومن الكنيسة كبيراً.. وكان ذلك يدعمني إلى حد كبير.. وكوني تربيت في مدارس فرنسية فهذا ساعدني في عدم الاحتكاك بالدين الإسلامي في المناهج الدراسية.. لذلك فقد كنت أكره الإسلام، وأنظر إليه على أنه شيء بربري همجي إجرامي غير إنساني.. وعلى أنه ليس ديناً سماوياً لكنه من وضع أحد العرب في الجزيرة العربية.
كيف بدأت قصتك في التعرف على الإسلام؟
في إحدى الحفلات (حفلة زفاف صديقة مسلمة) التقيت بشاب مسلم.. وتحدثنا سوياً في أمور كثيرة، وقد جذبني بعقليته الواعية وأخلاقه وعائلته الكبيرة المثقفة وبشخصيته المتوازنة... فأُعجبت به، وكذلك أُعجب هو بي.. أي أن الإعجاب كان مشتركاً. وقررنا الزواج.
وذهبت إلى أمي (وهي سيدة أعمال)، وفاتحتها في الأمر، فانزعجت بشدة ورفضت رفضاً تاماً.
فجمعت ملابسي وذهبت أنا وزوجي إلى المأذون وعقدنا القِران، وأقمنا في أحد الفنادق لبعض الوقت.. وأرسل هو إلى أسرته ليخبرهم بالأمر، وكذلك فعلت أنا.. إذ أرسلت رسالة لأسرتي أخبرهم بزواجي وأرجوهم أن يباركوه.
يعني أنكما تزوجتما وأنت ما زلت على النصرانية؟
نعم تزوجت زوجي وأنا مسيحية.. وقبل الزواج ذهبت إلى والدته، وتعرفت عليها.. وقد تقبلتني هذه السيدة دون أن تعرف أنني مسيحية.
وبعد الزواج أرسل والد زوجي إلى أبي وسيطاً يطلب منه مباركة الزواج والموافقة حتى يمكن أن نقيم زفافاً علنياً يحضره كل الأهل والأقارب، لكن أسرتي رفضت رفضاً قاطعاً.
وقد عشت مع أهل زوجي.. وكان اتفاقي مع زوجي أن أظل على مسيحيتي. وأهم من أثّر فيّ هي حماتي التي قابلتني بمودة وطيبة شديدة واحترمتني وعاملتني مثل أمي بل أفضل.. واستمرت إقامتي في بيت حماتي لمدة خمس سنوات عوملت فيها أفضل معاملة.
وكنت على اتصال مستمر مع أمي التي كانت تسألني: هل ما زلت على مسيحيتك؟ وكنت أؤكد لها أنني على العهد، وأنني على مسيحيتي. وكانت أمي ترسل شقيقتي لتزورني ولتطمئن على أخباري.. ولتعرف إذا كان هناك قهر وتضييق عليّ أم لا.. وكانت حماتي تحسن استقبال شقيقتي. وكان أهل زوجي يتعاملون معي بود وترحاب وتسامح على الرغم من أنني كنت أرتدي الصليب.. وأتناول طعامي في رمضان أمامهم وهم صائمون.. وكان تسامحهم معي يجعلني أشعر في داخلي بالدونية رغم تمسكي بالصليب.
كيف كانت حالتك النفسية خلال تلك الفترة؟
بدأ يحدث في داخلي صراع وقلق.. وكنت أناجي القديسين، وأسأل عن كثير من الأشياء الغامضة فلا أجد إجابة تريحني.. وكانت صورة العذراء صامتة أمامي لا تنطق، ولا تستطيع أن تخرجني من حيرتي.
وعندما ذهبت مع زوجي في رحلة إلى أمريكا، ثم زرنا بعض الدول الأسيوية.. رأيت صورة المسيح والعذراء مختلفة حسب المكان الذي أذهب إليه، فالصورة تأخذ رؤية كل بلد وملامح هذا البلد.. ولم يكن هناك شيء موحّد بل أشكال متعددة، وأسئلة تبحث عن إجابات، ولكن لا أجد هذه الإجابات.
وذات مرة سألت زوجي: ماذا تفعل عندما تريد أن تناجي ربك.. بأي وسيلة؟ ومن خلال من؟
فقال لي: أناجيه مباشرة.. وكانت هذه الكلمة هي البداية.. فجلست عدة أيام أناجي ربي وحدي دون وساطة القديسين أو العذراء. وسألته الهداية.
ألم يبذل زوجك جهداً معك للدعوة إلى الإسلام؟
لم يكن زوجي لديه ثقافة إسلامية عميقة.. ولكن كان له شقيق في الولايات المتحدة الأمريكية مثقف وعميق التدين.. فأرسل له كتباً وأشياء جميلة.. وبدأ زوجي يعلم نفسه ويعلمني.
وقد كان من تعصبي للمسيحية أنني قلت لزوجي: إنني عندما أنجب سأصطحب أبني معي للكنيسة.. فقال لي: \"ربنا يسهل\".. وكان هذا دافعاً له ليتصل بشقيقه وليبدأ رحلة التدين والثقافة الإسلامية.
لكن ما هو الموقف الفاصل الذي قادك إلى الإسلام؟
حينما بدأت أناجي ربي مباشرة دون وساطة، رأيت السيدة العذراء في منامي تقف فوق بناية شاهقة وتحتها الإنجيل وهو يحترق. ومرة أخرى رأيت في منامي جدتي المسيحية، وهي تقول لأمي: اتركي شهيرة على دين الإسلام لكي تدخل الجنة.
ساعتها قلت لزوجي قل لي: كيف أصلي؟ فعلمني الصلاة.. ومن يومها وأنا مسلمة ولم أقطع الصلاة أبداً.
ماذا كان ردّ فعل أسرتك؟
كانت والدتي دائمة الاتصال بي.. وكذلك كانت ترسل شقيقتي لتزورني، وكانت أمي خائفة وتسألني كل مرة: هل ما زلت مسيحية أم لا؟ وعندما قلت لها أنني أصلي الآن صلاة المسلمين.. قاطعتني وامتنعت عن مكالمتي في الهاتف.. وكذلك امتنعت شقيقتي عن زيارتي.. وجاهدت نفسي، وحاولت أن أصل أمي وأهلي ولكن دون فائدة.
كيف كانت رحلتك بعد ذلك مع القرآن ومع الثقافة الإسلامية؟
حينما هداني ربي، ودخلت الإسلام كان أهم شيء عندي هو قراءة القرآن، وكنت متعطشة له.. فالتحقت بمعاهد الدعوة.. وحفظت القرآن الكريم مجوداً والحمد لله.. وبدأت رحلتي مع الدعوة إلى الله، وخلالها شعرت بالسعادة وقيمة الحياة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد