مصابة بالوسواس القهري في كل ما يتعلق بالعقيدة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلام عليكم ورحمة الله أنا مصابة بالوسواس القهري في كل ما يخص العقيدة فالشكوك تراودني في كل ما يخص عقيدتي وما أن أتخلص من شك حتى يجيء الآخر وأحاول التخلص منها عبر الحجج من إعجاز القران والسنة في جميع المجالات ولكن الآن أحس أني بدأت أركن إلى هذه الوساوس ومقاومتها ضعفت والحجج التي كنت أحضرها لم أعد أستطيع استحضارها وكأني أصبحت أصدقها مع قسوة كبيرة بالقلب فلم أعد أبكي من الخوف كما هو الحال من قبل وهذه الحالة أفظع لأني أصبحت ممن غلفت قلوبهم ما مصير أمثالي إني أنتقل من حالة إلي أفظع لقد اختصرت ولكن الحقيقة أكثر ولا أدري هل هو وسواس قهري أم ما يسمي بالفصام أو الذهان لم أعد أعلم شيء أعينوني أعانكم الله في أقرب وقت ممكن والسلام عليكم ورحمة الله.

 

الرد

الأخت الكريمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ثم أما بعد:

فمن الواضح بلا شك أختي الكريمة أن ما لديك يشخص على أنه وسواس قهري وإذا كان الأمر كذلك دعينا نتفق على مجموعة من الأمور:

(1) لا تستطردي في تصور الأمراض النفسية الأخرى من فصام وذهان وخلافه فالأمر واضح للعيان ومن طبيعة الأمراض النفسية أن أعراضها كثيرا ما تختلط وتتشارك ولكن ما ذكرتيه أكرمك الله لا يعدو أن يكون وسواسا قهريا في الأفكار لا في الأفعال فطيبي نفسا وهوني عليك الأمر.

(2) علاج الوسواس القهري سهل وميسر وإني لأستغرب كيف أنك لم تتجهي للطبيب مع أنه من الواضح في رسالتك أن لديك خلفية عن مرض الوسواس وخلافه وفي هذا المجال فأنا بلا شك أدعوك وبقوة أختي الكريمة إلى أن تتجهي إلى طبيب مسلم ثقة يشغله صالح المريض فتعرضي عليه ما لديك وستجدين بإذن الله - تعالى -الشفاء على يديه اللهم آمين، وقبل الذهاب للطبيب اسمحي لي أن أمدك بجملة من الأمور التي توضح لك الرؤية وتضمن لك النجاة من هذا الجحيم المؤلم أعانك الله عليه.

(3) العلاج فيما يتعلق بالوسواس القهري لا يتم أبدا بأسلوب المسايرة بل من يتبع هذا الأسلوب إنما يدمر نفسه ويؤذيها فهذا وسواس أي خطاب نفسي لا علاقة له بالحقيقة أو الواقع من قريب ولا من بعيد بل هو محض زيف علاجه يكون بالامتناع عن مسايرته بل دفعه يكون بإهماله وعدم التفاعل معه ولذا فلا شك أختي الكريمة أنك أخطأت بهذا المسلك في البحث عن الحجج التي تدفع الوساوس وذلك لأن هذه الوساوس ليست أسئلة منطقية تنتظر إجابة واضحة فتنتهي بل هي سيل لا ينقطع من الأسئلة لا تزيده الإجابة إلا تدفقا وهذا ما سيوجهك إليه الطبيب الثقة بإذن المولى.

(4) الوسواس القهري مرض نفسي لا علاقة له بالتدين من قريب ولا من بعيد فليس معنى أن المرء تأتيه أفكار وسواسية حتى لو كانت متعلقة بالعقيدة أنه بذلك يكون قد تخلى عن دينه أو تجاوز الأدب مع ربه والدليل أن مريض الوسواس بمجرد تعاطي بعض الأدوية والتعامل مع الوسواس بالطريقة الطبية يزول الوسواس أو بمعنى أدق ينحصر في مجرد وشوشات لا واقع لها ولا تأثير لها على جريان الحياة بصورة طبيعية.

(5) الضعف المتوهم للحالة الإيمانية وكذلك قسوة القلب ما هي إلا صورة متوهمة ناتجة عن قناعتك أن الوسواس له علاقة بالتدين وهذا ما أستنكره بشدة وهو كذلك ما سيؤكده الطبيب المختص فانفضي عنك هذه الأوهام أكرمك الله وأعز قدرك وابذلي جهدك لتضبطي علاقتك مع المولى خاصة وقد أصابك هذا البلاء أعانك الله عليه بل إننا نخاطب مريض الوسواس أنه في بلاء يرفع الله - تعالى -به الدرجات للعبد إن أحسن التعامل معه فطلب دواءه وصبر ورضي جعلنا الله وإياك من الراضين بقضائه.

(6) عند عرض الحالة على الطبيب سيوجهك بإذن الله إلى العلاج على ثلاث مستويات هي (العلاج المعرفي العلاج السلوكي العلاج الدوائي) فتعاوني معه واصدقي اللجأ إلى الله - تعالى -وهو - سبحانه - الكفيل بالإجابة أعانك الله - تعالى -ووفقك ويسر لك أمرك كله أختي الكريمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 2 )

-

شهد

21:23:25 2020-04-26

انا احتاج مساعده تكفونن

انا مثلك

-

احمد يوسفي

19:29:52 2018-02-23

وانا يا اختي مثلك اعاني من هذا المشكل