بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية..لقد قرأت رسائل كثيرة في الموقع الذي اسأل الله - عز وجل - أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة إن شاء الله، ووجدت أن أكثر من 90 بالمئة ممن يعانون من مشكلات: النساء إن لم يكن 100 بالمئة.
فأنا شاب في ال30 من العمر، متزوج منذ 6 سنوات، ولقد رزقني الله ببنتين الأولى 5 سنوات والأخرى 2 ونصف، مشكلتي أن زوجتي تفتقد الرومانسية في الحياة الزوجية، في بداية زواجنا كانت تحبني كثيرا وكانت تهتم بي، مثل: أن أرجع إلى البيت أجد الطعام جاهزا وأجدها مهتمة بنفسها، صراحة كانت لا تتكلم في الحب، وأنا قلت: ممكن هذا لأنها زوجة جديدة، ولا تعلم شيئا عن الزواج وخصوصا أنها تربية متحفظة قليلا، بما أنها ولدت في بلد (أرياف)، ولكنها متعلمة، معها دبلوم وكذلك أنا، المهم قلت: أنا أعلمها وبدأت أقول لها: افعلي كذا وكذا، وقولي كذا وأنا أحب ذلك، علما أني لم أقصر في أي شيء تحبه المرأة، أي شيء! أشعرتها بأنوثتها وأعطيتها حقوقها الشرعية كاملة، وكنت أبادر دائما بالرومانسية، وهي تستمع فقط وتقول: إن شاء الله سأفعل ما تريد، إلى أن جاءت الابنة الأولى، أصبحت كل اهتماماتها لابنتها، وأنا (على الرف) احتياطي، حافظت على ما أنا عليه من تأدية واجباتي الزوجية والشرعية على أكمل وجه مما يرضي الله - عز وجل -، وعن رضا نفس، وأنا أيضا أوجه لها ما أريد أن تفعله، نعم لا أنكر أني كنت في بداية زواجي عصبي جدا، قالت لي: حاول أن تكون أهدأ من هذا.وحاولت والحمد لله نجحت، أما هي فلم تحاول. كل هذا وأنا راضٍ, لما يخطر لي ببال أنها مقصرة، وجاءت الطفلة الثانية وازدادت الأمور تعقيدا، وبدأت أعلق: لماذا لا تتجمل لي لما أرجع من العمل بعد الساعة 10 مساء وأجد البنات مستيقظين؟ ولماذا أنا دائما الذي يطلب؟ لماذا تأخذين ولا تعطين؟ حتى في أحسن أوقاتنا كانت مستمعة فقط! وقلت لها: أحبك أن تكوني كذا وكذا، كما قال الله لا أطلب شيئا حراما، أنا اطلب حقي كما أعطيكِ حقك. أحيانا تقول: إن شاء الله، وأخرى تتعلل بأنها مريضة من السهر طول الليل مع البنت، وأخرى تقول: هذا هو طبعي، اقبلني عليه. تنازلت قليلا، قلت لها: (خلاص) لا أريد أن تتزيني وتتجملي، أريدك فقط أن تستقبليني جيدا عند رجوعي من العمل، وتودعيني عند الذهاب إليه فقط، فعلت: يومين أو ثلاثة! ورجعت ريما إلى......
بدأت أتغير وأتعصب، وأتأخر خارج البيت، شربت سجاير وشيشة وجلست على المقاهي، وهي لاحظت وكانت تعلق: لماذا التأخير؟ أحيانا أقول: العمل، وبعد ذلك قلت لها: صراحة! لا أريد أن أرجع لك مبكرًا، لأنك تتركيني وتغسلين الصحون أو تنظفين البنات أو تفعلين أي شيء ما دمت أنا موجود قالت: تعال ولن أفعل، جئت، ويوم واثنين، ورجعت ريما.......... خرجت عن شعوري، كسرت كل أدوات المكياج، وشكوت لأمها، ووعدتني أنها ستكون على ما يرام، ولم يحدث أي تغير! شكوت إلى أبيها بعد4 سنوات لم ينصفنِي، بل قال: (خلاص) يا بنتي اخلعي النقاب وافعلي ما يريد، قلت: ما دخل النقاب (النقاب يحجبها عن الناس لتكون لي أنا كما قال الله) هو لازم تكون الزينة للناس، قال: (خلاص) أنا الآن سآخذها إلى البيت لكي تستريح يومين قلت جبتك يا عبد المعين تعنى................. قلت لها: أنت لكي تكوني كما أحب لابد أن أسافر وأبعد عنك لكي تعرفي قيمتي! سكتت، ولما فعلت جاءت فرصة السفر كانت فرحة، ولم تبدِ أي حزن لأني سأتركها! وسافرت إلى دولة عربية، في بداية سفري كانت كما هي، ولكن بعد مرور 7 شهور بدأت تعترف أنها كانت على خطأ في السابق، ووعدتني بالتغير، نزلت إجازة وكان التغير الذي وعدتني به قد لحق بالوعود التي سبقته، رجعت ثانية للسفر، بعد ما كنت قررت ألا أسافر وأيضا بدأت مرة ثانية ـ أقصد المرة المليارـ بالوعود، حاولت أن أتجاوب معها، ولكن حتى وأنا هنا ألاحظ أنها تقول شيئا، وبعد يومين ترجع عنه!
آسف أني أطلت، ولكن أنا مكبوت من الداخل، والخلاصة: إن زوجتي تحبني، وتريد أن نكون سعداء، وقد عرفت عن تجربة ما هي السعادة؟ وعلى لسانها هي أني لم أقصر في أي حق من حقوقها الشرعية ولا الجسدية وأعطيتها لها كاملة، والآن بعد 6 سنوات زواج لا أصدق وعودها أبدا أبدا أبدا، وأيضا أحبها جدا وهي تقول: جرب هذه المرة ولن تندم، ولكني لا أثق في كلامها علما أن زوجتي كما أسلفت ترتدي النقاب الشرعي كما قال الله، وحتى عينها لا تظهر وهي سعيدة أنها ترتديه، ولا تتذمر منه، حاولت أن أتزوج عليها ولم أستطع لحبي الشديد لها، هي ـ إلى حد ما ـ جميلة، وأنا ـ والحمد لله بالنسبة للرجال ـ شكلي مقبول، أخيرا..... أنا آسف على التطويل، وأريد أن يوفقكم الله في أن تجدوا حلا لمشكلتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أسأل الله - تعالى -أن يوفقك للوصول إلى أمثل الحلول لهذه المشكلة، أو الحصول على الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة، ونسأله - تعالى -أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، ونسأله - سبحانه - أن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه.
المقدمة:
أشكرك على أمرين: الأول: على ثقتك في الموقع (لها أون لاين)، وثقتك في القائمين عليه.
ثانيا: اعترافك بحبك لزوجتك، وذكرك لبعض مميزاتها، وهذا يدل على منهجك في التجرد والإنصاف وحسن الاستعداد لحل المشكلة، وأيضا أشكرك على إحساسك أنك واقع في مشكلة مع زوجتك، و قد أحسنت عرضها، مع حسن الاستعداد لتقبل النصائح، أو البحث عن العلاج للوصول لحل المشكلة، مع أني كنت أرغب في المزيد من التوسع في عرضك للمشكلة لأكتشف حقيقة شخصيتك جيدا، وكذلك طبائع زوجتك، ليكون الحل مقنعا ومناسبا، لكني سأحاول أن أستفيد من كل كلمة جاءت في كلامك والله الموفق.
وأنت ذكرت عدة قضايا في كلامك، وكل منها يحتاج لحل منفرد، وقد قرأت الرسالة عدة مرات وكتبت الرد المناسب أكثر من مرة، ثم وجدته مختصرا لا يتناسب مع حجم المشكلة، وكثرة تكرارها من الأزواج، ولذلك سوف أرد على جميع النقاط، وسأحاول الاختصار ما أمكن.
ملحوظة: على الرغم من حسن عرضك للمشكلة لكنك لم تذكر بعض الأمور المهمة التي قد تساهم في حل المشكلة مثل هل الزوجة تعمل أو لا؟ وكذلك لم تذكر بعض جوانب من شخصيتك وشخصيتها، وللتغلب على هذا الأمر فسوف أذكر في أثناء حديثي بعض الاحتمالات التي قد تكون هي السبب في تفاقم المشكلة.
أولا: ملخص المشكلة:
عدم قبول الزوج ببعض العيوب في الزوجة، وهذا هو مفتاح الحل أو أول خطوة في العلاج، وهو الرضا بزوجتك وقبولها كما هي، مع وضع خطوات عملية لإصلاح بعض العيوب التي تحتاج للتحسين، وليس في الزوجة فقط، بل فيك أيضا، لأنك قد وضعت خطوات والزوجة لم تمانع، لكن لظروفها الصعبة لم ترضِك، وأنت لم تعذرها، ولم تقبل بهذه العيوب فيها، فكل إنسان فيه عيوب، فأنت كذلك من المؤكد أن فيك بعض العيوب، والزوجة تقبلك بها وتقدرك وتحترمك وتحاول إرضاءك وتسعى لإسعادك، ولكي تستمر السعادة ويشعر الطرفان بالهناء لا بد من قبول الطرف الآخر بعيوبه مع حسن التعايش معه، بالإضافة لتقديره واحترامه، ومما يساعد في قبول الزوجة: أن ترضى بنصيبك، وتستسلم لقضاء الله - تعالى -، ولا تنس حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \" يا ابن آدم ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس\"، مع العلم ومن خلال كلامك أن الله - تعالى - قد وهبك زوجة صالحة، تتمتع بصفات طيبة يرغب فيها كل زوج فهي سلسة في التعامل، حلوة المعاشرة، ولا تفتقد الاستقامة، وتبدي استعدادها لطاعتك وتسعى لإرضائك، فهي لا تعارضك أو تتحداك، وليست صاحبة شخصية قوية أو مسيطرة أو متسلطة، أو ليست مسترجلة، كل ما هنالك أنها ليست رومانسية بحسب وجهة نظرك، أو ليست الأنثى التي تشبع رغباتك وترضى تطلعاتك، خصوصا عند مقارنتها بما تظهره النساء الفاتنات في وسائل الإعلام، ومشكلتك الأساسية هي أنك تتعامل مع زوجتك بطريقة عسكرية جادة لا تصلح بين الزوجين، تقول وتؤكد: أنك تعطيها حقها، وهي لم تعطك حقك، وهكذا أنت تتصور، وهذه الطريقة تصلح في التعامل من غير الزوجة، تصلح في المعاملات المالية أو غيرها، وسوف أوضح ذلك، ثم أنت لم تقدم لها الحلول الكافية العملية، أو الطرق العملية لحل المشكلة للوصول بها إلى الزوجة المحبوبة المطلوبة أو الأنثى الرومانسية المرغوبة.
مع العلم أن كل زوج له طلبات تختلف عن الآخرين، فمثلا التزين للزوج كما تطلب أنت بوضع المساحيق لا تقتنع به بعض النساء، إضافة للرجال نظرا لأضراره الصحية، بالإضافة إلى أن الزوج سيتعود على زوجته بالمساحيق فإذا تعرضت لمرض أو نست وضع هذه المساحيق فسوف يستغرب الزوج شكلها، والأفضل أن يعود بصره على شكلها العادي دون مساحيق أو على الأقل مع عدم المبالغة في وضع مستحضرات كثيرة تستغرق وقتا طويلا، بعض الأمهات نصحن أولادهن قديما بالاهتمام بالماء فهو أساس النظافة، وأصل الزينة، والزوجة الصالحة تحاول التعرف على رغبات زوجها، وتعمل على إرضائه وإسعاده، و لكن كل زوج له صفات وطلبات تختلف عن غيره، و ينبغي للزوج أن يصبر على عيوب زوجته وكذلك الزوجة.
وكل نقطة مما سبق سوف أتوسع فيها لأبين لك بهدوء: الخطوات العملية التي ينبغي لك السير فيها لتحل المشكلة بإذن الله - تعالى -، وأسأل الله - تعالى -التوفيق والسداد، ولكن سأبدأ ببيان سبب المشكلة.
ثانيا: لب المشكلة:
أو السبب الحقيقي للمشكلة، يوجد احتمالان:
الاحتمال الأول:
أن الزوج قد يكون اطلع على ثقافة جديدة خاصة بأمور المعاشرة الزوجية و أوضاع الجماع المنوعة، وهذه لا تعرفها الزوجة أو لا تحسنها، أو لم تتعلمها، وهي الثقافة الجنسية، التي يتحدث عنها الرجال كثيرا، والزوج يطمع في التطبيق المباشر، والزوجة لا تستجيب بسرعة، وهي معذورة لانشغالها بأشغال المنزل، أو بالحمل وما يصاحبه من تغييرات منوعة، وتنشغل بالرضاعة ورعاية المولود، والزوج منشغل بأمور المعاشرة الزوجية ويرغب في التمتع مع زوجته ويحصل على حقه، حتى لا تتطلع نفسه للمحرمات، والزوجة لا تتفاعل جيدا في أمور المعاشرة الزوجية إلا بعد أن يكبر الأولاد وتقل طلباتهم، وتتفرغ للزوج.
وأحب أن أوضح للزوج بعض الأمور التي تسهم بإذن الله - تعالى - في تصحيح المفاهيم عند الزوج، كما تساهم في حل المشكلة:
أ) أن الحياة الزوجية لها مراحل وتمر بمحطات، وكل مرحلة لها طعم خاص، فالزوجة الغشيمة في أمور المعاشرة الزوجية يحب الزوج جهلها المؤقت ويستمتع معها بهذه الفترة، وفي محطة أخرى يكتشف الزوجان طرقا جديدة للسعادة تكون لها طعم جديد وتعطي لهذه الفترة من الحياة لذة خاصة وذكريات جميلة. والمشكلة أن الرجل متعجل، يحب أن يطبق كل ما يقرأه أو يسمع عنه، والزوجة لا تزال خجولة أو جاهلة أو غشيمة، أو مشغولة ولا تحس بحاجة الزوج الماسة إلى الاكتفاء الجنسي أو الوصول للإشباع العاطفي.
ب) أحب أنبهك إلى أمر مهم: وهو أن معظم الرجال قبل الزواج لا يفهم العلاقة الزوجية جيدا، ويتصور أنه إذا تزوج فسيعيش في حب دائم، ويحيا في سعادة مستمرة، وهناء لا ينقطع، و سيتمتع بعلاقة جنسية حميمة مستديمة، وهذا هو خطأ معظم الشباب، فالعلاقة الزوجية الحقيقية، علاقة روحية واجتماعية وإنسانية مستمرة، وهي في الأساس علاقة مودة وسكينة ورحمة، وليست علاقة جنسية بحتة بين الرجل والمرأة، بل ربما كان نصيب الجزء الجنسي في تلك العلاقة لا يتعدى سوى ساعة أو ساعتين في اليوم بينما بقية اليوم تقوم علي العلاقة النفسية الاجتماعية الإنسانية، تعتمد على المحبة والمودة والعاطفة، وبعض الشباب لا يعيش الواقع وقد يقع في وهم كبير حين يظن أو يتخيل أن الزوجة الفتاة الشابة الجميلة تغيرت بعد الزواج، سواء في الشكل بسبب كثرة الأعباء أو بسبب الحمل والولادة، أو في الأخلاق التي اطلع على جزء منها فقط أثناء فترة الخطوبة، أو يتخيل أن حياته بعد الزواج ستكون سعادة مستمرة أو شهوة ولذة بدون منغصات أو أمراض بينما يعلن لسان الحقيقة نقيض ذلك تماماً.
ت) يمكن للرجل الذي يتمتع بالذكاء الاجتماعي: الاستفادة من حرصه على المعاشرة الزوجية أو الجنسية التي يحسن فيها الكلام الجميل ويبث الحب وينشر الحنان، فهو يقوم بحرص على ذلك لحاجته لزوجته لتشبعه عاطفيا وجنسيا، فهو أيضا بحاجة لاستخدام هذا الدفء في هذه العلاقة لينسحب إلى حسن المعاشرة مع زوجته عموما في كل الأوقات، لأن الرجل غالبا يستخدم في أثناء علاقته العاطفية أو الجنسية الكلمات الحلوة، والجمل الرقيقة أو العبارات المثيرة، فلماذا لا يستخدم الكلام الحلو دائما في علاقته مع زوجته؟ ولا يكتفي بالكلام العاطفي إلا عند حاجته الجنسية لزوجته، خصوصا أن هذه الشكوى عامة من النساء، ويتهمن الرجال بالجفاء والغلظة إلا في ساعات الخلوة في غرفة النوم.
ث) ويمكن أيضا للزوجة الفطنة أن تستغل هذه العلاقة الجسدية لبناء علاقة عاطفية ناجحة ومثمرة، فتدرب نفسها وزوجها على طيب الكلام دائما، لأن هذه العلاقة تولد الشوق والمودة والحيوية بالنسبة لكلا الطرفين. والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتين لبيوت سعيدة، وهما: أن البيوت تُبنى على المودة والرحمة والحب والعطف والاحترام، وأن دمار البيوت وهدم الأسر يبدآن من جفاف المشاعر، فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة، وترفرف عليها المشاعر الطيبة والكلمات الحلوة، والزوجة هي ركن أساس، فهي المعين المتجدد للمودة والحب والدفء والحنان.
الاحتمال الثاني:
أن الزوج يحب أو يواظب على رؤية التلفاز، ويتعلق بالفضائيات أو يقرأ القصص ويتأثر بالغراميات و تفاعل مع الرومانسية، أو أنه رأى الفضائيات، أو شاهد المسلسلات وتابع الأفلام، أو تصفح المجلات، أو تأثر بالفتيات في الفديو كليب، وكل هذه الفتن يتعرض لها الزوج ويظن أنها صور حقيقية وجمال طبيعي غير مزيف، وهذه الفتن تطارده، و تغير قناعاته، وتجعله ينخدع بالممثلات والجميلات والمغنيات، والتي فيها مبالغات وغش وخداع، فكل هذه الصور تظهر جزءًا من الحقيقة ولا يطلع الرجل على العيوب أو الجانب المظلم في حياة كل هؤلاء الفاتنات، وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية في أن الزوج يبدأ في المقارنة بين هذه الصور الخادعة وبين زوجته، ثم يبالغ في هذه المقارنة الظالمة، وتتفاقم المشكلة للزوج الذي لا يقف على زيف هذا الإعلام المخادع وهذه الفتن المتتابعة،، أو إذا كان لا ينخدع بما يعرض في وسائل الإعلام فيقارن زوجته بغيرها من الزوجات القريبات منه، أو يقارنها بفترة ما قبل الزواج، ويظل يقارن، ويتساءل، ويتسلل للزوج عدم الرضا بالزوجة، ويطلب منها كما حدث معك طلبات لا تتناسب مع قدراتها، أو لا تنسجم مع شخصيتها، ويزعم الزوج أن هذا حقه و لا يتنازل، ولا يتعاون معها في تحمل التكاليف الإضافية التي أضيفت عليها، وأيضا لا يعذرها، فهي كيف تكون أنثى كما يحب الزوج، وهي قد زادت عليها الأعباء وتحملت عددا إضافيا من التكليفات والأعباء، مثل الرضاعة وتنشئة الأولاد وتربيتهم، والزوج أيضا لا يمكن أن يتنازل عن حقه في وجود الأولاد، و لا يوفر لها الدعم اللازم لتلبي طلباته، أو لا يدربها ولا يقدم لها الخطوات العملية اللازمة فهو يبحث عن حقه فقط، و زوجته مطلوب منها أعمال المنزل من تنظيف وترتيب وطبخ وغسيل، وأيضا تربية الأولاد، وأيضا إرضاء الزوج والتزين له وإسعاده، والزوج أناني لا يساعدها، ولا يعذرها، ولا يسأل عن حقها، أليس من حقها الشرعي الذي يغيب عن معظم الرجال أن الزوجة للفراش فقط أو الاستمتاع كما بين معظم الفقهاء، ولا يطلب الزوج منها القيام بأعمال المنزل المنوعة، والزوجة تقوم بتلك الأعمال طائعة ومختارة، ولم يوجب عليها الإسلام القيام بذلك، وإن كان هناك رأي فقهي آخر يوجب ذلك على الزوجة فهو رأي مرجوح، والراجح خلافه، بالإضافة إلى بيان أنه ينبغي أن يطلب منها الزوج هذه الأعمال بلطف ورفق، فعلى الزوج إذا أراد أن يستمتع بزوجته فقط، ويطلب منها الأنوثة الطاغية والدلع المستمر وحسن الاستقبال: أن يوفر لها خادمة للقيام بأعمال المنزل، ويوفر لها طباخة إذا لم تقم الخادمة بأعمال الطبخ، أو يحضر هو الطعام و الوجبات الجاهزة من خارج البيت.
وعليه إذا أراد أن تستجيب الزوجة لطلباته المتكررة من الأنوثة الطاغية أو الدلع المستمر والزينة والدلال وحسن العشرة، وجودة الاستقبال أن يوفر لها ما يعينها للقيام بذلك كما سبق وذكرت مثل بنات الطبقة الراقية، لأن القيام بهذه الأمور ستكون مرهقة إضافة للأعمال الأخرى المنزلية التي تتحملها الزوجة وحدها، و الرجل أو الزوج لا يعذر الزوجة ويحملها وحدها مسؤولية تنشئة وتربية الأولاد، ولا يساعدها، ولا يتحمل تقصيرها في حقه، ويطالبها بكافة حقوقه.
فعلى الزوج ألا يطلب منها القيام بجميع هذه الأعمال دون مساعدة منه، أو التغاضي عن إنجاز بعض الأعمال المنزلية، ولا أظن أن الزوج سيجلب لزوجته خادمة تساعدها باستمرار إلا في ظروف معينة، أو أن الزوج ليس عنده الاستعداد لذلك نظرا للظروف المالية المعروفة، ولا يمكن مثلا أن تتغير مفاهيم الناس بالسهولة المطلوبة.
ثالثا: حسن الاستعداد من النساء:
نعود للموضوع الأول الذي ذكرته في مقدمة كلامك: هو أن غالبية النساء هن المتجاوبات مع الموقع الذي يظهر من اسمه أنه خاص للنساء فقط، وعدد الرجال المشاركين قليل وهذا مفتاح أو مدخل جيد يساهم في حل هذه المشكلة، فأنت قد ذكرتنا بحقيقة مهمة يشترك فيها غالبية الرجال، وهي الترفع عن الشكوى، وعدم الاستشارة، وكأن الرجل يشعر بقدرته على تسيير الأمور دون معونة من أحد، والرجل قد يقرأ قول الله - تعالى -: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ, وَبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضرِبُوهُنَّ فَإِن أَطَعنَكُم فَلاَ تَبغُوا عَلَيهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) النساء34 ويطبقه بصورة خطأ، فلا يقرأ سوى صدر الآية ولا يكملها، ولا يعرف السبب الحقيقي للقوامة، أو لا يتشبه بسيرة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - مع نسائه وفي بيته. فبعض الرجال يفهم أنه مادام هو القائد في الأسرة، فكل قراراته صحيحة، وكل آرائه وجيهة، وأنه بلا شك أفضل من المرأة، ويرفض استشارتها أو تقبل آرائها، أو الاستماع لنصائحها، علما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استشار أصحابه، ولا يتكبر عن فعل هذا، وأخذ باستشارة أو رأي بعض نسائه، وللعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد مدح بعض النساء كالسيدة مريم، وأم المؤمنين السيدة خديجة، وعائشة وغيرها كما في الحديث المتفق على صحته، وقد أوصى بالنساء عموما خيرا. ولا تدل مشاركات الرجال القليلة في الموقع على أن الرجال بدون مشاكل، بل قد تدل على تكبرهم على عدم عرض المشاكل، وترفعهم عن البحث عن حلول، كأن هذا عجز أيضا.
رابعا: زوجتي تفتقد الرومانسية، ما الحل؟:
ذكرت رضاك عن زوجتك في بداية الزواج، وسرعة تعلمها لما تطلبه منها، واستجابتها المتواصلة لطلباتك دون ملل، ثم تغيرت بعد الحمل والولادة وتنشئة الأطفال، وهذه مشكلة الرجل خصوصا المتأثر والمخدوع بما يراه في الأفلام أو المسلسلات أو القصص الغرامية، التي غالبا تبتعد عن الواقع وتصور الحياة الزوجية كلها هناء وسعادة دائمة، وتبين أن الزوجة دائما جميلة لا تتغير، ولا تنقل للزوج الصورة الحقيقية للمرأة بعد الزواج من تغييرات نفسية وعضوية خاصة بعد الحمل وما يصاحبه من تغيرات عديدة، ومن رسالتك تأكدت أنك قد ضعفت وذهبت للشيشة على القهوة، وهذا يدل على أنك قد تكون قد تأثرت ببعض الجلساء على المقاهي الذين يبحثون عن حقوقهم فقط ولا يحاول أن يتعرف على حقوق الآخرين، ولا يحرص على الخطوات العملية لحل المشكلة.
ومن أهم الحلول لكي تصل إلى القناعة بزوجتك و ترضى عنها أن تبتعد عن المقارنة عموما أو ابتعد عن المقارنة السلبية، فإذا قارنتها فقارنها بمن هي أقل منها لتحمد نعمة الله عليك، وقد ورد في سنة خير المرسلين حديث جميل يضع لنا قاعدة إسلامية مهمة لاستمرار الحياة الزوجية بنجاح، وهي تشبه القول المشهور: عليكِ أن تنظري لمصيبة غيرك فسوف تهون عليكِ مصيبتك، فالسليم ينظر لصاحب الابتلاء فيصبر ويشكر، فالمبصر مثلا لو نظر للأعمى حمد الله على نعمة الإبصار، وهانت عليه المشكلة أو المصيبة التي نزلت به. وهذه القاعدة مستمدة من الحديث الصحيح: (انظروا لمن هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكمº ذلك أجدر ألا تزدروا نعمة ربكم عليكم) رواه البخاري ومسلم، فلو قارنت حالك أو مشكلتك بحال من تعرض لمصائب أشد فسوف تتقبل المشكلة وتنجح في حلها فالأمر يحتاج إلى صبر و قوة في التحمل وقدرة على مواجهة المشكلة.
فأنت ذكرت بعض الأمور التي تشتكي منها، ولكن توجد زوجات ليس لديهن أنوثة بالمرة، ولا يتمتعن ببعض ما تتمتع به زوجتك من رومانسية، وسأبين لك الآن متى تضيع أنوثة المرأة، لتحمد الله - تعالى -على صفات زوجتك.
تضـيع أنوثة الـمـرأة أحياناً إن رفعت صوتها على زوجها، أو أصبح صوتها خشناً فظاً أو تطاولت على زوجها بلسانها، أو أدمنت التكشير و العبس بوجهها، وأكثرت الغضب والانفعال، أو نطقت بألفاظ فاحشة أو جارحة، أو كانت تمتلك قلبا قاسيا لا يعرف الرحمة، ولا تتعامل برفق أو شفقة.
تفقد الزوجة أنوثتها أيضا إذا فضلت الانتقام عـلى التسامح، وتضيع أنوثة المرأة حيـن تهـمل الرقة أو تخاصم الحنان، و تفقد الرومانسية حـيـن تـنسى حـق زوجها، ولا تعرف الهدف الأسمى من الزواج، ولا تحرص على تماسك الأسرة فلا طاعة للزوج، ولا استجابة لطلباته، ولا وعود مستقبلية للتحسن.
خامسا: علاج للزوجة:
فهذه الزوجة تحتاج أن تتعلم مع التطبيق ولكن برفق ولين وحكمة مع الكلام اللين الطيب، وأن تتدرب على الوصول للمطلوب منها مع الحلم والصبر والتدريب درجة أعلى من التعليم، ولكن بأسلوب مباشر منك أو غير مباشر، كما سبق وجربت مرتين ولا تمل من التكرار مع تنوع الأساليب مع استخدام بعض الوسائل كشريط نافع أو مجلة هادفة، أو حضور محاضرة أو دورة تدريبية أو غير ذلك مع هدية ولو رمزية، أو كلمة حب تخرج من القلب.
وأرجو أن تتفهم السبب الحقيقي لضعف الزوجات في هذا الجانب، فأنت بالطبع تتفق معي أن الفتاة لم تتلق في منزلها كيف تكون زوجة ناجحة من جميع النواحي، وغالبا يتم تهيئتها لتكون خادمة أو ربة منزل، وتحرص الأم على تعليم ابنتها كيفية الطبخ أو ترتيب المنزل أو كيف تربي الأطفال، ولا تتعلم في المنزل أو المدرسة أو الجامعة، إضافة لما سبق كيف تكون زوجة رومانسية دلوعة، أو أنثى هادئة مطيعة.
فمن هنا ينبغي على المهتمين أن يدربوا الزوجات على هذه الأمور التي تبحث عنها، والتدريب عملية ينبغي أن يقوم بها الزوج الذي يعاني من هذه المشكلة، وإذا كانت زوجتك تعمل فاطلب منها ترك العمل ولو مؤقتا لتأخذ إجازة لتتعلم هذه الفنون التي تنقصها، وترتب معها رحلة مثل ما يسمى بشهر العسل بدون الأولاد بقدر الإمكان لتطبيق هذه الفنون أو تنفيذ ما تعلمته في الدورات التدريبية.
وهذه الدورات لا تعلم فقط بل تهذب وتدرب وتطبق، إضافة للتعليم، والزوجة بحاجة أيضا أن تزداد قناعتها بأن الإسلام قد ضمن ووفر وأباح لكل من الرجل الاستمتاع بالحلال وبالطريقة الأسلم والألذ لقضاء غريزة الجنس، أو تصريف الشهوة الفطرية الجنسية بالشرع، ولا حرج من أن تفعل الزوجة كل ما يرضي زوجها في تصريف هذه الغريزة الفطرية، حتى يشعر الزوجان بالأمان ولا يتطلع الزوج للحرام أو الانصراف خارج البيت، والزوجة ينقصها الجرأة أو التفاعل وهي تفضي أو تفرغ مشاعرها على زوجها، وتحتاج للتخلص من الخجل، وإن كانت الزوجة الخجولة مطلوبة في فترة بداية الزواج كما ذكرت سابقا، و الزوجة بحاجة لتتعلم كيفية تفريغ مشاعرها على شريك حياتها بجسدها وروحها وإحساسها ومشاعرها، وهي بحاجة لمن يعلمها فائدة هذا التفاعل الذي يربط الأرواح بالأرواح، و يقوي العلاقات، و يصل النفوس بالنفوس، ويجذب القلوب ببعضها. فالزواج هو الطريق الوحيد الذي يرتقى بهذه الغريزة ويهذبها في حدود علاقة شريفة نظيفة بين الزوج وزوجته، وربط الإسلام بينهما بميثاق غليظ.
ومشكلة الزوج أنه يبحث عن جودة العلاقة الجنسية، والزوجة تبحث عن الحب والحنان وجودة المشاعر والكلمات الشاعريةº كالحب والمودة والسكينة والرحمة والأمن والاطمئنان، وبذلك يصل الإسلام بالغريزة والشهوة إلى درجة السمو والرفعةº فيرتقي الفرد والمجتمع.
إن الاتحاد الحسي والنفسي الذي يحرص الإسلام على تحقيقه بين الزوجين أثناء العلاقة الحميمة له فوائده الكثيرة، التي لا تخفى على من لهم إلمام في العلوم النفسية والجنسية، ويكفي أنه يضمن الإشباع الكامل للطرفين، مما يحقق معه العفة والإحصان للزوجين، وتوثيق عرى المحبة والمودة بينهما.
ونحاول أن نهتم بقوة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية طبعًا، لما يترتب عليها من ثمار و فوائدº لأن من أعظم غايات الزواج هو العفة والإحصان، والعفة لا تأتي إلا من هذا الطريق المأمون السليم بين الأزواج، وحتى لا يبحث أي طرف لإشباع رغبته بطريق حرام. انظر إلى قول الله - تعالى -وتأمل كيف شبه العلاقة بين الزوجين: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَّهُنَّ) البقرة: 187 ويقول - تعالى -: (نِسَآؤُكُم حَرثٌ لَّكُم فَأتُوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم) البقرة: 223، وفي الوقت الذي نقول وننصح الزوجة
بأن تعي أهمية العلاقة الخاصة بينها وبين زوجها، ونطلب منها ألا تمنع الزوج حقه، ونذكرها بالحديث الصحيح (إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التنور) راجع صحيح الجامع.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجىء، فبات غضبان عليهاº لعنتها الملائكة حتى تصبح). رواه البخاري. وعلى الرجل ألا يفهم هذا الحديث بصورة خطأ، أو يستغله في الغضب.
و لا تنس المرأة أن النجاح في العلاقة الخاصة هو من أسباب السعادة الزوجية، وهي من الروابط الهامة لتضمن لنفسها ولزوجها العفة والعفاف. ولا تنس أنها بحاجة إلى هذه العلاقة، كما أن الرجل بحاجة إليها، مما يجعل المرأة تتهيأ لها نفسيًا وجسديًا وعاطفيًا حتى تصل إلى الدرجة التي تتعادل فيها مع الزوجº فيصلان للمتعة المشتركة التي تزيد الترابط والأواصر الحميمة بينهما. وتشير الكثير من الدراسات الجنسية الحديثة إلى أن الانحرافات والخيانات والمشاكل التي تصيب الحياة الزوجية إنما تعود في معظم الحالات إلى عدم التجانس الجنسي والنفسي بين الزوجين، وعدم بلوغها درجة الاتحاد.
وخلاصة القول: إن الأنثى الحقيقية فعلًا هي مصدر الاكتفاء العاطفي والجنسي لزوجها، فالمرأة هي الحنان والرعاية والحب والعطاء والأمومة والسكن للرجل والحنان حتى على الجماد بوضعه في المكان المناسب وإضفاء الجمال على بيتها. المرأة هي الدفء والتضحية والعطاء والحلم والصبر والحكمة وقوة التحمل. أسأل الله العظيم أن يوفق المرأة المسلمة إلى الأنوثة الحقيقية كما أرادها الله وارتضاها لها.
سادسا: لا تفقد الأمل:
قد أكرر بعض الأمور السابقة مرة أخرى لأهميتها، و أرجو منك ألا تفقد الأمل في تغيير أو إصلاح زوجتك، لأنك ركزت على عيوبها، وتناسيت مميزاتها، وأرجو منك أن تنظر أنت أيضا لعيوبك وتحاول إصلاحها، ولا تهتم بفحص عيوب زوجتك فقط، وإذا كانت زوجتك فيها عيوب فهكذا كل إنسان والكمال لله وحده، ولكن لا بد أن تحاول مرات ومرات إرشادها بالوسائل المباشرة والغير مباشرة، المباشرة كالنصح منك لكن برفق وحب وحكمة، نعم برفق وحب وبعد علم وتحلي بالحلم، لكن دون تسلط أو تطاول أو شعور بأنك الأفضل، بل يكون النصح بحب ورفق وفن.
أو توصل لها النصائح بوسائل غير مباشرة مثل تقديم بعض الكتب النافعة أو الأشرطة المفيدة مثل شريط بحر الحب أو غيره، أو تشاركها في الدورات التي تعلم فن إظهار الحب، أو تشاهد معها هذه الدورات بالفيديو أو التلفاز، أو تسمعا معا المحاضرات المتعلقة بحسن المعاشرة بين الزوجين، وإذا لم تستجب أو تتحسن، فيمكن أن تبحث عمن يؤثر فيها كشخصية كبيرة قريبة لقلبها، أو صديقة حميمة أو جارة حريصة، أو زميلة رفيقة، ولكن ليس أي أحد بل من يعرفها ويؤثر فيها، ولا تلجأِ لهذا الحل قبل بذل الجهد منك أنت في الإصلاح، أو توفير الخادمة وتغيير ما يلزم.
لكن لا تكتفِ في الإصلاح بالكلام فقط فالزوج الناجح ممكن أن يستغل أوقات المودة والصفاء للوصول لما يريد، وإذا وصلت لقلب الأنثى بالفن في إظهار الحب، و بالكرم و بالهدايا فسوف تحبك وتسمع كلامك، وتطيعك، وابتعد عن إلقاء التعليمات بطريقة عسكرية جافة.
ومن وسائل تنويع النصح: اكتب لها رسالة غرامية فيها بعض كلمات الحب، واطلب منها
1- أرجو أن تملئي عليًّ حياتي بحنانك وعطفك ورقتك و دلالك.
2- حاولي أن تكوني أجمل امرأة في عينيº فالجمال قسمة عادلة بين النساء، ولكن بعض منكن لا تحسن إبرازه في صورة لائقة، وفي مظهر مقبول ومعقول.
3- لا تبتعدي عني، كوني قريبة مني دائمًا في كل شيءº في النوم واليقظة، في الحل والترحال، في الخلوة والتفكير، في الطعام والشراب، وفي كل شيء حتى لا أنصرف عنك.
4- كوني رحيمة بي وبأولادي، فالرحمة لا تُنزع إلا من شقيّ.
يقول الروائي الروسي الشهير [توغينيف]: سأتخلى عن كل عبقريتي وكبتي، لقاء زوجة تنتظر قدومي على العشاء بلهفة وشوق.
ذكرها مثلا بهذه النصيحة قالت أم تنصح ابنتها:
\" يا ابنتي، أنتِ مقبلة على حياة جديدة فيها، ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك أحد، حتى لو كان من لحمك ودمك، كوني له زوجة، كوني له أمًا، اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته\". الشاهد في قول الأم: كوني له أمًا نفهم من ذلك أن الرجل يحتاج إلى المرأة التي تحيطه بالحب والحنان والرعاية الأمومية مثل الأم مع أطفالها، إن هذا العطاء الذي يشرق من داخل نفسك بكل الفضائل والحب والخير والصفاء بلا حدود يجعل الحياة تسمو فوق الأنانية، والعداوة والبغضاء والكراهية، والحقد والحسد، هذا الحب الذي يسمو بالمرأة إلى مدارج الرقي والحنان والعطاء. فليفض صدرك وقلبك بالحب والحنان، كما تفيض روحك بالخير والعطاء.
إن الرجل في حاجة إلى من يمنحه الحب والعطف والحنان والمودة، والمرأة التي هذه سماتها هي المرأة الصالحة التي تعرف حق زوجها وأبنائها، وبيتها وأسرتها ومجتمعها، وتأملي معي قول ربنا - تعالى -: (وَمِن آيَاتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أَزوَاجًا لِّتَسكُنُوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ, لِّقَومٍ, يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]
ولا تنس دائما وقبل كل شيء التضرع إلى الله - تعالى - والتوجه إليه بالدعاء لزوجتك ولنفسك أولا، بأن يوفقك الله- تعالى - للوصول لإصلاح نفسك، وإصلاح زوجتك، ويمكنك أن تستغل أوقات إجابة الدعاء، خصوصا في جوف الليل مع معرفة شروط استجابة الدعاء وآدابه. واللجوء إلى الله - تعالى -هو النجاة في أشد الظروف وفي أحلك اللحظات، وهذا الحل قد جرب كثيرا وأتى بنتائج مضمونة، فركعات السحر وقيام الليل والدعاء فيها خصوصا قبيل الفجر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية فما أحوج الإنسان لخلوة بربه، ومولاه، لكي يناجيه، ويدعوه، ويطلب منه تفريج همه أو إصلاح أمره.
ونسأل الله - تعالى -لنا ولكِ التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات.
هذا و الله - تعالى - أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
سراب بعد سراب
-على
08:59:46 2021-07-02