بسم الله الرحمن الرحيم
الساعة تقارب الرابعة فجرا..
لكن عيون الطفل الرضيع لم تغمض بعد.. فهي أبصرت النور منذ ساعات معدودة وترك على صغر سنه ليواجه قدره...
يشق صراخه سكون الليل لعله يصل إلى ضمائر المحسنين.. فهذا الصوت عجز عن استصراخ ضمير والديه.. وطالما أن حضنهما لم يتسع له.. فالكون كله أصبح ضيقاً.. لكن الحياة تستمر..
ها هي الإجراءات القانونية تسير في مجراها الطبيعي.. ليعهد بالطفل إلى دار الأيتام ويضاف إلى قائمة اللقطاء..
إنهم أطفال الخطيئة والاستهتار.. والحب الممزوج بالعار.. إنهم ثمرة جريمة لم يشاركوا في صنعها.. وإن كانوا أبرز نتائجها..
مئات الأطفال يضافون سنوياً إلى قائمة اللقطاء.. وهذه أصبحت نسبة تتزايد كل عام.. وكأنها جريمة منظمة ضحيتها أطفال أبرياء.. والمجرم دائماً مجهول الهوية..
وما إن يكبر هؤلاء الأطفال ويشتد عودهم.. حتى يفهموا معنى أنهم لقطاء.. أدركوا أنهم وجدوا على قارعة الطريق مجهولي الأبوين... فتبدأ الأفكار تتراكم في مخيلتهم.. والحالة النفسية تسوء يوماً بعد يوم..
سؤال يتبادر إلى ذهنهم.. ما ذنبنا نحن من ذلك.. وما مصيرنا في هذه الحياة.. يتمنون أنهم وجدوا في هذه الدار أيتاما فذلك أفضل بكثير من ذلك اللقب الذي يحملونه ولا ذنب لهم فيه..
هم من قائمة المنسيون في هذا العالم..
أغمضت الأعين عنهم لكيلا نبصر بصمة العار التي لا ذنب لهم فيها..
فهل سنغمض الأعين طويلاً.. فمن يلتقط هذا الرضيع؟!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد