طريقة تمثيل الأدوار


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عندما نتحدث عن اللعب فإن أول ما يتبادر إلى الذهن على أنه ذلك العمل الذي يقوم به الإنسان بغرض التسلية وتمضية الوقت. واللعب بهذا المعنى يرتبط بالنواحي السلبية وبخاصة عندما نتحدث عن التعليم والتعلم والعملية التربوية. إن هذا النوع من اللعب هو اللعب غير الموجه وغير الهادف ولكن قد يكون اللعب موجهاً وهادفاً وذا قيمة تربوية إذا ما استغل بطريقة صحيحة. هذا ما أكده قود Good عندما عرف اللعب على أنه نشاط موجه أو نشاط حر يمارسه الأطفال بهدف التسلية ويستثمره الكبار في تنمية سلوك الأطفال وشخصياتهم. وهذا هو هدف الألعاب التعليمية فهي تستخدم بغرض إنماء العقل عند الأطفال كما يرى بياجيه وتسهيل محتوى التعلم وفهمه من قبلهم إن اللعبة بصفتها نشاط أو مجموعة من الأنشطة يمارسها الفرد أو الجماعة.

* يجب أن يتوافر فيها ستة عناصر رئيسية على الأقل هي:

1. الأدوار: ففي اللعب أو اللعبة الواحدة يتم تحديد أدوار معينة للأفراد ذوي العلاقة.

2. القواعد والقوانين: فاللعبة تسير وفق قواعد وقوانين محددة بصورة مسبقة ويجري الاتفاق عليها من قبل الأفراد أو اللاعبين.

3. الأهداف: كل لعبة لها هدف أو مجموعة أهداف يسعى اللاعبون ويتنافسون لتحقيقها، فهدف لعبة كرة القدم مثلاً هو تحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف.

4. الطقوس: لكل لعبة نمط سلوكي متعارف عليه لا يتصل بالأهداف أو القوانين إلا أنه لازم أو ضروري لارتياح اللاعب للعب، والاستمرار فيه.

5. اللغــة: لكل لعبة مصطلحاتها أو قاموسها الخاص لا يتصل بالأهداف والقوانين ولكنها لازمة وضرورية ويجب تعلمها واستعمالها.

6. القيمة أو المعيار: لكل لعبة معايير نجاح معينة أو قيمة معينة.

 

* المحاكاة Simulation

نوع آخر من لعب الأدوار أو تمثيلها وفيها يتصرف الأفراد أو الممثلين وكأنهم في مجريات الحياة الواقعية محاولين تحقيق أهداف معينة ضمن قواعد وقوانين محددة. إن طلبة مدرسة الطيران أوقيادة السيارات مثلاً يتدربون على المحاكي الميكانيكي أو الآلي حيث يوفر هذا المحاكي ظروف واقعية للطلبة للتعلم على قيادة الطائرة أو السيارة.

 

* التمثيل (الروايات، الحكايات، القصص)

تمثيل الروايات والحكايات والقصص أمر مألوف لدى طلبة المدارس. ولا تقتصر عملية التمثيل هذه أو لعب الأدوار على مرحلة دراسية معينة بل تراها تستعمل في مختلف المراحل الدراسية مع اختلاف في طبيعة ونوع المادة التعليمية المراد تمثيلها على خشبة مسرح المدرسة أو داخل غرفة الصف نفسها فهناك العددي من قصص البطولة والشجاعة والكرم والإخلاص ومساعدة المحتاج والحفاظ على الجار التي يمكن للطلبة من أن يتعلموها عن طريق تمثيلها.

 

*أهمية طريقة تمثيل الأدوار:

تتصل هذه الطريقة وما تتضمنه من ألعاب ومحاكاة وتمثيل اتصالاً مباشراً بحياة الطلاب وتعمل على إنماء شخصياتهم وتكوين سلوكهم.

وفيما يلي النقاط الأساسية التي تظهر أهمية استعمال هذه الطريقة، وهي: -

1. إن التدريس بطريقة تمثيل الأدوار ما هو إلا استمرار لما اعتاد الطلبة أن يعملوه في حياتهم العادية للحصول على المعرفة فالناس يتعلمون كيفية القيام بالأشياء عن طريق القيام بها وهذا ما نطلق عليه اسم التعليم بالعمل Learning by Doing إن الأطفال وهم يلعبون دور الزوج والزوجة والعريس والعروس والقاضي ورجل الشرطة إنما يتعلمون وهم يؤدون هذه الأدوار.

2. إن عدم وجود الحماس والرغبة في التعلم من أهم المشكلات التي تواجه المعلم في تدريس طلبته، وتعمل هذه الطريقة على رفع درجة الحماس والرغبة عند المتعلم، وبخاصة إذا ما عرفنا أن الطلبة وبصورة خاصة صغار السن منهم يحبون اللعب، وهم يتعلمون عن طريقه.

3. إن هذه الطريقة وبخاصة ما يتعلق منها بأنشطة المحاكاة تشجع عمليات التفكير والتحليل لدى الطالب، حيث يتعلم عن طريقها الحقائق والعمليات والاستراتيجيات.

4. إن طريقة تمثيل الأدوار من الطرائق الجيدة لتعليم الطلبة القيم الاجتماعية كما إنها أداة فاعلة في تكوين وتشكيل النظام القيمي عند الطلبة وتكسبهم معايير السلوك الاجتماعية المقبولة في المجتمع كالتنافس والتعاون وغيرها.

5. تشجع الطلبة على الاتصال والتواصل فيما بينهم والتعلم من بعضهم البعض بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والاجتماعية فيما بينهم.

6. يستطيع المعلم، مستخدماً هذه الطريقة، أن يتعامل مع مختلف فئات الطلبة بغض النظر عن قدراتهم. فهي طريقة جيدة للتعامل مع الفروق الفردية بين المتعلمين.

7.يستعمل المربون هذه الطريقة لحل المشكلات عند الطلبة وذلك وفقاً لمدرسة التحليل النفسي عند فرويد.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply