الطب البديل... ماله وما عليه


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

-       الطب البديل يعتمد على إثارة الجسم للشفاء بالطرق الطبيعية.

-       الطب البديل يعتمد على الطاقة التي تتوزع على 12 مسار حيوي في الجسم.

-       الجلوس بجوار الأشجار المعمرة، واحتضانها يعجل بالشفاء.

-       احتضان الأم لوليدها الصغير يشفيها من الأمراض.

-       سم النحل من علاجات الطب البديل الفعالة.

-       يجب أن تكون ممارسة الطب البديل عن طريق أطباء والصيدليات.

-       لا يعقل أن تصل الأمور إلى أن نرفض الطب النبوي!!.

 

يتطور العالم وتتطور معه الحياة التي نعيشها في كل المجالات، فالثورات العلمية متلاحقة، ورفاهية الإنسان متحققة، إلا أن ما يفسد الفرحة بهذه الإنجازات هو أن الأمراض تتوحش، فالسرطان يقوى وتنتشر أعداده، وكذلك الفشل الكلوي، والفيروسات الكبدية الفتاكة، بالإضافة للإيدز والسكر وضغط الدم وأمراض القلب.. الخ. ورغم تطور الطب وإمكاناته إلا أنه يقف عاجزاً أمام هذه الأمراض، مما جعل "الطب البديل" يزدهر ويقوى، ويصبح له دعاة ويصبح له سوق أيضاً.

ولأن هذا الطب البديل يهدد مصالح شركات الأدوية والأطباء والصيادلة، فقد كانت هناك حملات شديدة وواسعة لتشويه العاملين فيه والداعين إليه، والتشكيك في جدواه وفاعليته.

وفي هذه السطور نتحدث مع أساتذة وأكاديميين ومتخصصين في الطب، حتى لا يتهمنا أحد بالجهل كما اتهموا العاملين بالطب البديل، نتحدث عن حقيقة هذا الطب ومجالاته وفاعليته.

 

انتشار في أنحاء العالم:

د. سامية مسعود أستاذ التخدير والعناية المركزة ورئيس وحدة العلاج بالطب البديل بكلية الطب جامعة الزقازيق، من أوائل الأطباء المتخصصين والممارسين للطب البديل في مصر، وقد حققت نجاحات في علاج بعض الأمراض المستعصية مثل: الروماتويد والزئبة الحمراء عن طريق وخز النحل. تؤكد د. سامية مسعود أن مراكز الطب البديل منتشرة الآن في معظم بلدان العالم المتقدم، خاصة ألمانيا ورومانيا والمجر والصين وباكستان والهند، ووحدة الطب البديل بكلية الطب جامعة الزقازيق من أوائل الأقسام الرائدة في هذا المجال، وقد تدربت مجموعة من الأطباء في تلك الوحدة على يد متخصصين عالميين.

 

مرتكزات الطب البديل:

وفكرة الطب البديل تعتمد على إثارة الجسم للشفاء بالطرق الطبيعية، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة مراكز الطب البديل، وحققت نجاحات كبيرة، وخصوصا في الأمراض المزمنة، وفي ظل تنامي الآثار الجانبية لمعظم الأدوية الكيماوية.

تنبع أهمية الطب البديل من اهتمامه بالإنسان ككل أي ما يدعى النظرة الشمولية ولا تقتصر نظرته فقط على المرض كما أنه أثبت فاعلية كبيرة في علاج أمراض استعصت على الطب المضاد الغربي الحديث، كما تنبع أهميته بقلة أو انعدام آثاره الجانبية، إضافة لرخص الثمن، وتوفره، وعدم احتكاره من قبل شركات عملاقة لا يهمها إلا الربح المادي. ومع اعتراف منظمة الصحة العالمية بأغلب فروع الطب البديل أخذ ينتشر في العالم ويتعرف عليه الناس، بفضل جهود كثير من الاختصاصيين في هذا المجال الذين أفنوا عمرهم في إيجاد علاج لأمراض كثيرة أصابت الإنسان وما زالت تصيبه.

ومن طرق ووسائل الطب البديل، كما تؤكد د. سامية: العلاج بالإبر الصينية، والمغناطيس، والأعشاب الطبية، ورحيق الزهور، والعلاج بالألوان والأشكال الهندسية، والعلاج بالطاقة والماء. والأساس العلمي لمعظم هذه العلاجات يعتمد على أن الجسم فيه الطاقة التي تمنحه الحياة، وتلك الطاقة تأتي من العناصر الوراثية، ومن الأب والأم، ومن الطاقة الطبيعية من البيئة، وتلك هي الطاقة المكتسبة.

والطاقة هذه تتوزع على 12 مساراً حيوياً في الجسم، وهذه المسارات تتفرع وتتوزع على جميع أجزاء الجسم، وتسير بالتناوب والتساوي، وإذا حدثت إعاقة للمسارات الأساسية أو الفرعية، هنا يحدث المرض من خلال اختلال تلك الطاقة سواء بالزيادة أو النقصان.

والطبيب المختص، كما تضيف د. سامية مسعود، الدارس لأصول وقواعد الطب البديل، يشخص الأماكن والأعضاء المريضة والتي تحتاج لطاقة، وعن طريق أدواته يعمل على زيادة أو نقصان تلك الطاقة حسب الحالة الصحية. والطفل يولد سليما ومعافى عندما تتوزع طاقته الوراثية على كل عضو من خلال المسارات الاثنى عشر، وبالقدر الذي يحتاجه، والطاقة المكتسبة من البيئة والغذاء والتنفس والماء تحفظ هذا التوازن، وينمو الجسم. أما إذا حدثت إعاقة في مسارات الطاقة الأساسية أو الفرعية، سواء كان ذلك بسبب داخلي أو تأثير خارجي، يشتكي العضو الذي نقصت منه الطاقة.

 

العلاج بالطاقة:

وعن العلاج بالطاقة، تقول د. سامية مسعود: مراكز الطب البديل في الغرب الآن تستخدم العلاج بالطاقة بصور مقننة، ومن خلال أجهزة طبية متطورة، ومعالجين متدربين، أما في البلدان العربية فلم يتم استخدامها بعد. وفكرة العلاج بالطاقة تأتي من أن الطاقة الحيوية الموجودة في الكون ومن خلال الشمس والمنتشرة في الهواء والأرض يمكن أن تستغل بتحقيق النشاط الحيوي للإنسان وزيادة قوته، من خلال التعرض المباشر أومن خلال شرب الماء الذي تعرضت له الشمس، أو عن طريق التنفس البطيء والعميق والمنظم، أو عن طريق المشي حافي القدمين على الأرض مباشرة ولو لفترات بسيطة.

وتلك الممارسات البسيطة تمكن الإنسان المرهق والمتعب والمريض أن يحصل على هذه الطاقة مجانا، ولنجرب بأنفسنا النتائج السريعة والراحة التي نحصل عليها عندما نحتضن طفلا صغيرا، وهذه الراحة تحدث لأن في جسمه محزونا من الطاقة، تشع على من يلامسه أو يحتضنه، وهذا يفسر لنا حيوية الأمهات اللواتي يلدن أطفالا صغارا، ويتمتعن بصحة وشباب أكثر. كذلك الأشجار الكبيرة المعمرة يكون لديها (برانا) زائدة، ومن الممكن للإنسان المريض أن ينام ملامسا لتلك الأشجار فتمتص من مرضه، وتعطيه بعض (البرانا) التي تنقصه، ولذلك ننصح المرضى بالأمراض المزمنة والغير معروفة بالخروج إلى الشمس والهواء والأماكن الفسيحة، أو الجلوس بجانب الأشجار المعمرة حتى ينعموا ببعض الصحة أو الشفاء.

 

العلاج بسم النحل:

وتضيف د. سامية مسعود: بالنسبة للعلاج بسم النحل أو لسع النحل تقول د. سامية مسعود إنه بالإضافة إلى ذكر القرآن الكريم للنحل وما فيه من شفاء، فإن هناك علماء غربيين كثيرين توصلوا إلى أن سم النحل فيه شفاء لآلام الظهر والساقين، ومنهم العالم: (برت روزن برج).. أما (كوماروف وأرستين بلاندين) وهما عالمان روسيان، فقد أثبتا فاعلية وخز النحل كمطهرات شديدة الفاعلية، وكعلاج للحمى الروماتيزمية وأمراض الطفح الجلدي. وفي مؤتمر المناعة العالمي عام 1985 توصل العلماء إلى أن سم النحل له تأثير كبير في علاج الإيدز، والمؤتمرات العلمية الدورية على المستوى العالمي تؤكد فاعلية سم النحل لشفاء العديد من الأمراض، وقد استخدمت بنفسي ومن خلال منهجي في الطب البديل سم النحل بجرعات صغيرة، ومن خلال وخز النحل الحي، وعندي خلايا نحل لهذا الغرض.

ومن خلال تدريب خاص وتقنية، يتوجه النحل إلى الأماكن المصابة، وخصوصا عندما يكون غير مهيج وهادئ.

وسم النحل يتميز بخواص شافية لأمراض الروماتيزم والروماتيد، وهناك حالات عندي حققت تحسنا مذهلا.. فبعد أن وصلت نسبة الروماتيد إلى معدلات عالية 600 ـ 1000 انخفضت إلى 16، هذا إلى جانب علاج التهاب الأعصاب، وارتفاع ضغط الدم، والإجهاد المزمن، وآلام العضلات والشيخوخة المبكرة، وعدم توازن الهرمونات، وآلام ما بعد الإصابة بالهربس العصبي، والإجهاض المتكرر(القطط) والوباء الكبدي، وبعض الأمراض المناعية مثل: الزئبة الحمراء، وبعض أنواع حساسية الجلد، وآلام الظهر والرقبة، والكتف المتيبس، والشلل العصبي السابع والصداع النصفي.

وفي الغرب يستخلص سم النحل ويتم حقنه، وهذا لم يقنن حتى الآن في البلدان العربية لأنه لابد أن يستخدم بسرعة بعد الاستخلاص، لكنني أفضل وخز النحل الحي على مكان الألم مباشرة، أو على النقاط الحيوية الخاصة في الجسم، والتي غالبا ما نستخدمها في حالة الوخز بالإبر الصينية.

ويجب أن نشير هنا إلى أن سم النحل، ومن خلال التحاليل العلمية المؤكدة، يؤدي إلى زيادة القوة المناعية، فهو يحتوي على مواد متعددة أهمها: ما يقوي الجهاز المناعي، وما يزيل الألم، وما هو مضاد للالتهابات.. إلى جانب أن من يقوم بالعلاج بسم النحل لا بد أن يكون طبيبا متخصصا، مدربا على استخدام هذا النوع من العلاج لأن هناك بعض المضاعفات تحدث في نسبة من المرضى، وخاصة الأطفال وكبار السن، ولا بد أن يكون الطبيب مدربا على التعامل مع المضاعفات وعلاجها، حتى لا يصاب المريض بالحساسية، ويتم العلاج بالتدرج.

ففي الأسبوع الأول تكون وخزة واحدة، وفي الأسبوع الثاني وخزتان، وفي الأسبوع الثالث 3 وخزات... وعند ثبوت عدم الحساسية قد تصل عدد الوخزات إلى25 في الجلسة الواحدة، وأذكر هنا أن بعض القائمين على تربية النحل قد يتحملون 1000 وخزة، ولا يحدث لهم شيء، بل يتمتعون بصحة جيدة.

 

العلاج بالإبر الصينية:

وتستطرد د. سامية مسعود: إذا كان البعض يعتبر أن العلاج بالإبر الصينية العلاج بالإبر الصينية نوعاً من الوهم، فهذا غير صحيح لأنه علاج له أسس علمية، فعن طريق وخز الإبر تتغير وتتحول مسارات الطاقة، حسب العضو المريض، وفي أذن الإنسان خريطة كاملة لمسارات الطاقة في جميع أنحاء الجسم، والمتمثلة بنقط على الأذن الخارجية، ويتم تشخيص العضو المريض الذي نقصت فيه الطاقة أو زادت، وعن طريق مسارات الطاقة توضع الإبر على هذا المسار، فتعدل في سريان الطاقة بالزيادة أو النقصان.

كما أن البعض يعتقد أن الطب البديل كاف للاستغناء عن الأدوية الكيميائية أو مدرسة الطب الغربي، وما نقوله في هذا الشأن أن الطب الغربي أحدث تقدما عاليا في الوسائل والأجهزة التشخيصية، كالتحاليل الطبية وأدواتها، ووسائل الأشعة ونحن نستفيد به جيدا، وضروري بالنسبة لممارسي الطب البديل، حيث يتم استبعاد أمراض معينة تحتاج إلى جراحة كالأورام مثلاً، وكذلك يتم استبعاد كل الأمراض التي ليس لها بديل في العلاج إلا بالجراحة، أو بعض الأمراض الوبائية، التي تحتاج لعلاج سريع، ولا يجدي معها إلا المضادات الحيوية أو الأدوية الكيميائية الأخرى.

أما الطب البديل فلا يستخدم إلا في الأمراض المزمنة، واستخدامه مبكرا يعجل بالشفاء، لأن ما يأتي في 10 سنين يذهب أيضا في عشر سنين، وأهمية الطب البديل وتميزه يكمن في عدم وجود آثار جانبية تذكر.

 

 

الأعشاب بين الفاعلية والمحاذير:

ترى د. سامية مسعود أن الأعشاب الطبية انتشر استخدامها في الآونة الأخيرة، وهذا ليس سيئ ولكن يجب ألا تؤخذ من العشابين أو ممن يبيعونها علي الأرصفة، بل تؤخذ من الصيدليات، أو من خلال المراكز الطبية المتخصصة، التي أجرت بحوثًا مستفيضة على فاعليتها وعلى الآثار الجانبية لها، ولا بد أن تستخدم تحت رعاية وإشراف الطبيب المختص حرصًا على صحة المرضى، لأنها من الممكن استخدامها لعلاج عضو أو مرض معين، وتضر في نفس الوقت عضواً حيوياً آخر.

واستخدام النباتات المختلفة في الطعام يعتبر من الطب البديل، وقد تكون هذه النباتات عشبية فتصبح تحت بند طب الأعشاب وقد تكون مما يؤكل فتصبح من علوم التغذية فقد ينصح المريض من الإكثار من نبات معين في طعامه وقد يحرم من نبات آخر. والمشهور الآن بين الناس هو نظام الغذاء الميكربيوتك أو الغذاء الميزان. وقد كان للعلماء المسلمين السبق في تبيان أهمية الأغذية في الصحة وأشهر من كتب في ذلك (الأشربة) لابن ماسويه (777-857) وكتاب (تدبير الأصحاء بالمطعم والمشرف) لحنين ابن اسحق (809-873) و(الأرجوزة في الحميات) لابن عزروت و(الأرجوزة في الأغذية والترياق) للسنان الدين ابن الخطيب (1313-1375).

 

الأدوية الكيماوية فشلت:

د. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر يرى أن الأدوية الكيماوية فشلت في علاج كثير من الأمراض، وأنه لا يمكن تجاهل أهمية الطب البديل في العلاج.

ويقول: هناك إحصائية صادرة عن مركز الإحصاء العام بإنجلترا أوضحت أن عدد المتوفين من الأطباء أعلى نسبيًّا من عدد المتوفين من المزارعين، وأن السبب في ذلك راجع إلى استخدام الأطباء للأدوية في علاج الأمراضº بينما يتجه المزارعون إلى الاعتماد على ما تخرجه الأرض من أعشاب.

وهذه الإحصائية تدعم الاتجاه نحو الاهتمام بالطب البديل، وبخاصة أن منظمة الصحة العالمية وثقت أنواعًا كثيرة منه كالحجامة.

 

درهم وقاية خير من قنطار علاج:

د. عادل مهنا الأستاذ بكلية الطب يرى أن الطب البديل ممارسة فعلية لطرق علاجية مبتكرة ومتعددة ومختلفة لأمراض شتى وتلك الطرق العلاجية مختلفة عما ألفناه أو عما هو متعارف عليه في أسس الطب الغربي الذي ظهر في عصرنا الحديث.

والواجب تسمية الطب البديل بالطب "الأصيل" إذ إن أصالته تعود لأصالة تاريخنا العربي ولأصالة التاريخ نفسه. ولا حرج أيضاً في أن نسميه بالطب "المكمِّل" اعترافاً منا بما توصل إليه الطب الغربي من نتائج عظيمة لا يمكن نكرانها.

ومن اختصاصات واتجاهات الطب البديل وسبله العلاجية: العلاج بالغذاء النباتي والحيواني، والعلاج بالأعشاب، والعلاج بالمساحيق المعدنية، والعلاج الصيني (الوخز بالإبر)، والعلاج بالمغناطيسية، والعلاج بلسعات النحل، والعلاج بالإيمان، والعلاج بالموسيقى(1)، والعلاج بالألوان، والعلاج بالإيحاء الذاتي والروحي، والعلاجات الفيزيائية بأنواعها.

ومع بدايات الألفية الثالثة تنبَّه العالم بأسره لأهمية الطب البديل كعلاج مكمِّل، بل كعلاج أساسي في حالات مرضية كثيرة عجز الطب الغربي الحديث عن معالجتها.

ونحن لا ننكر مدى التقدم العلمي الكبير الذي تم في هذا العصر من تقنيات حديثة في الصناعات، الدوائية إلا أنها في النهاية تحولت إلى لعبة احتكارية رأسمالية،

وفي العالم النامي أصبح الطبيب والباحث أسيراً لمناهج الصناعات الدوائية في العالم، دون مراعاة للإنجازات العملاقة والضخمة لأسلافنا العرب المشتغلين بالعلاج بما يسمى اليوم بالطب البديل (الطب الطبيعي). وقد ساهم في إنجازاته علماء العرب والمسلمين في صناعة الأدوية المستخلصة من الأعشاب والنباتات الطبيعية مثل: الزهراوي والبيروني وأبو علي يحيى بن جذلة وابن النفيس وغيرهم الكثير.

ويضيف د. عادل مهنا أن معظم بلدان العالم اليوم تفضَّل التراكيب الدوائية ذات المنشأ الغذائي والطبيعي على المستحضرات والأدوية الكيميائية، باعتبار أن الوقاية خير من العلاج، مع طرح مفاهيم الغذاء لا الدواء أو "الغذاء قبل الدواء".

ومع مأساة البشرية بعدم إيجاد علاجات كيميائية فعالة وناجعة مائة بالمائة للأمراض المستعصية والميئوس منها، حيث إن مجموع الوفيات يزداد يوماً بعد يوم دون جدوى، فقد عكف الأطباء المتخصصون على التفكير في إيجاد بدائل أكثر ملاءمة للمرضى من تلك التراكيب العلاجية الكيميائية، بالتعاون مع الباحثين والمخترعين لاكتشاف تلك البدائل الطبيعية الأكثر فائدة والأقل ضرراً.

ويقول د. عادل مهنا: لقد نجح خبراء الطب البديل في عزل لا يقل عن عشرة عناصر فعالة يحويها زيت حب الهال، تفيد في معظمها في الفتك بالبكتريا التي تسبب نخر الأسنان وتسوٌّسها، إضافة إلى الرائحة الزكية الفائحة منه. كما أن بعض النباتات توصف بكونها صيدلية كاملة، كالبصل والبقدونس والحلبة التي قيل عنها: (لو قيست بمثل وزنها ذهباً لكان هذا قليلاً)  ولا ننسى حبة البركة والثوم والبابونج وغيرها من الأعشاب المشهورة والمعروفة لدينا أكثر من غيرها.

 

العلاج بالغذاء:

ومن جانبه يرى د. هاني علي الغزاوي الأستاذ الزائر في كليات الطب البديل في العالم أن الحقبة القادمة هي حقبة الوقاية بالغذاء والعلاج بالغذاء قبل أي علاج آخر.

وهو يؤكد أن الخلية داخل جسم الإنسان تمتلك ذكاء فطريا خارقا حيث تفكر وتتعامل مع الخلايا الأخرى وتتكاثر وتتابع العدو الميكروبي والفيروسي والسرطاني في تناسق هائل.

والجهاز الهضمي يحول الطعام إلى دم وعظم وأنسجة مختلفة ولهذا فإن الطعام هو سر الوجود فمنه تخلق الخلية والطعام هو الذي يغذي الخلايا المناعية فهو البناء والوقود للحرب بين الإنسان وخلاياه وأنسجته المناعية من ناحية والعدو من فيروس وبكتريا ومسببات سرطانية.

ويؤكد د. الغزاوي أن العلاج الإسلامي المتوارث من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثبت علميا أنه ينعش الذكاء الفطري الخارق للخلية للقضاء على الميكروب والفيروس والورم.

ويشدد د. العزاوي على أهمية اللبن الرايب أو الزبادي وزيت الزيتون والعسل الأبيض والبصل والثوم والتمر والخل والكمون في علاج العديد من الأمراض الفتاكة للجهاز الهضمي والقولون والتهابات المعدة والكبد وخلل المناعة والسكر والأورام وهشاشة العظام والروماتيزم والروماتويد والأمراض العضلية.

ويلفت النظر إلى أن "رباعية الجمال" التي تضمن الرشاقة والجمال للمرأة تتمثل في كوب من الزبادي مضافا إليه ملعقة عسل نحل كل صباح والاهتمام بطبق السلطة المحتوي على البصل ومسحوق الثوم في كل غذاء باعتبارها إكسيرا لا يمكن أن يعطيه أي مخلوط آخر كيميائي وبدون أثار جانبية.

 

حتى الحجامة يرفضونها!

د. أمير صالح أستاذ الطب البديل في الجامعات العالمية يقول: كثير من الأطباء حتى وقتنا الحاضر لا يعترفون بطب الحجامة ويقللون من جدواه ويشككون في نتائجه ويعدونه نوعا من التخريف، رغم الاعتراف العالمي به ولا سيما الجامعات الأوروبية، التي أصبحت تدرس طب الحجامة وتمنحه جزءً من اهتمامها الطبي والبحثي، وهذا لم يتأت من فراغ وبمحض الصدفة بل كان نتيجة أبحاث ودراسات وتجارب عديدة وخلال سنوات أثبت خلالها طب الحجامة ولا يزال فعالية كبيرة، وأصبح يدهش الطب الحديث بنتائجه المذهلة في معالجة أمراض يقف الطب الحديث عاجزاً عن تقديم الشفاء لها مثل عرق النساء وخشونة الركبة وحساسية الجيوب الأنفية... الخ. وهناك أيضاً بعض الأمراض على سبيل المثال وليس الحصر تساهم الحجامة في تخفيفها مثل ضغط الدم والقولون العصبي وارتفاع السكر والصداع النصفي وسيولة الدم وغيرها. وهذه النتائج ليست محلية، وإنما هي نتائج صدرت عن أبحاث عالمية وتجارب طبية لجامعات أوروبية شهيرة.

 

تخوف وتحرز:

د. حمدي السيد نقيب أطباء مصر يقول: أرفض الاتجاه نحو العلاج بالطب البديل كبديل عن العلاج بالأدوية الكيماوية، ونقابة أطباء مصر لن تقبل إلا بالأساليب الطبية المبنية على الأدلة العلمية، والطب البديل لن تقر النقابة منه شيئًا إلا إذا أثبتت التجارب العلمية فائدتها.

ويضيف د. حمدي السيد: آلاف الأطباء بدءوا بالفعل اقتحام مجال الطب البديل من خلال منظور علمي، وقد نقابة الأطباء شكلت لجنة من نخبة من الأطباء اسمها "لجنة العلاج المستجد"، التي وضعت عددا من القوانين للعلاج البديل، وهي في طريقها لوضع قوانين أخرى تعاقب الخارجين عن الضوابط العلمية التي أقرتها النقابة في قضية الطب البديل.

أما الخبيرة القانونية د. فوزية عبد الستار أستاذ القانون فتؤكد أن الإعلان عن الدواء مسألة غير مرغوب فيها أصلا، ولابد أن ينص القانون على منع الإعلانات عن الأدوية حيث أن السبيل الوحيد لوصفها هو الطبيب ولا يجوز تعريض المواطن للخطر. أما أسلوب التجارة فلا يجب أتباعه ولا يصح أن تكون صحة الإنسان وسيلة للتربح، وهذه الإعلانات إذا ترتب عليها ضرر لأي شخص نتيجة استخدام الدواء المعلن عنه فلابد من معاقبة من يقوم بالإعلان وتعويض الشخص المضار.

فوضى الإعلانات الطبية أصبحت بلا ضوابط، وبعض القنوات الفضائية تخصص وقتا طويلا لبعض المعلنين من أصحاب مشروعات هذا النوع من الطب، الغالبية من مجتمعاتنا تعتقد أن مجرد نشر إعلان عن دواء في وسائل الإعلام يضفي عليه المشروعية ويعطيهم الثقة أن العلاج سوف يحل مشكلاتهم، ورغم أن ما يحدث حاليا يعتبر جريمة إلا أنه من الصعب إثباتها بالطرق العادية حيث تستلزم جهدا خرافيا وكذلك اللجوء إلى الطب الشرعي لتحديد عما إذا كانت هذه الأدوية والعقاقير بالفعل هي التي ألحقت الضرر بالشخص أم لا.

 

رأي شيخ الأزهر:

من جانبه يعتبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن العلاج بالطب البديل مثل العلاج بالأعشاب أو بالحجامة، يجب وضع قواعد لتحديد كيفية عمله خاصة العلاج بالأعشاب.

وهو يؤكد أن العلاج بالحجامة علاج ثابت وورد في كثير من الأحاديث النبوية، وهو عدة أنواع منها نوع يسمى "الحجامة الرطبة"، وفيها يتم عمل خدوش بسيطة جدًّا على سطح الجلد، وفي أماكن مدروسة، حيث يتم إخراج التجمعات الدموية بطريقة حديثة ومعقمة ومطهرة وآمنة.

ويضيف: نحن لا ننكر الحجامة، ولكن يجب أن تمارس بقواعدها الصحيحة حتى يستفيد الناس منها. الإسلام ضد عقلية الخرافة في مسألة العلاج بالطب البديل، وأن ذلك لا بد من إيضاحه للعامة الذين يهربون من الطب العادي للطب البديل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

(1)             الموسيقى من الأمور المحرمة شرعا، فلا يجوز التداوي بما هو محرم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply