بسم الله الرحمن الرحيم
كل الناس تطمح إلى النجاح في خططها وأهدافها، والمسلمون كذلك يتمنون النجاح ويطمحون إليه، ويبذلون جهوداً ليست أقل من جهود غيرهم الذين وصلواº بينما بقي المسلمون يلهثون ويعانون.
أسباب ذلك كثيرة ومعقدة والتعرض لها في صفحة واحدة ظلم للحقيقة.
ولكن هناك من الأسباب سبب مهم، وهو كامن في الأسلوب.
ففي المناطق التي ساد فيها الإسلامº تعلمت فرق وشراذم كيف تخفي حقيقتها أمام وضوح الإسلام وصراحته، واستعانت بالكتمان لتضيف إلى إنجازاتها شيئاً جديداً كل يوم بل كل ساعة.
ولأن بينها وبين الشيطان نسباً وصهراً فإنها تستخدم الأساليب الشيطانية بمهارة فطرية، وعندها قدرة على التكيف والتلٌّون، فتلبس لكل حالة لبوسها.
بينما يغلب على المسلمين الوضوح في كل شيءº فيصرحون بالخطط والأهداف من أول يوم.
ولأن الوضوح والصراحة وكراهية النفاق والتملق من المفاهيم الأساسية في الإسلامº فقد انسحب تأثير ذلك حتى على أسلوب العمل الإسلامي بكامله، وفي مثل هذه الأجواء تكون الغلبة لمن يحسن التكتم ورص الصفوف والبعد عن الصراخ والهذر، ويفهم الظروف والقوى المتصارعة وعناصر القوة والضعف فيها فهماً عميقاً.
أما الاغترار بالجماهير والجموعº دون الالتفات إلى الأمور العملية والجوهريةº فلا يؤدي إلا إلى استنفار غرائز الذين يشعرون بتهديد الإسلام لهمº فيتناسون خلافاتهم الراهنة، وتجمعهم تلك الغرائز على الكيد للمسلمين، والتخطيط لتفريق صفوفهم، والإحاطة بهم.
والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد