إدارة الوقت قيم مفقودة في حياة المسلمين


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إدارة الوقت أصبحت من الموضوعات المهمة التي يتناولها علماء الاجتماع والإدارة في أبحاثهم وكتاباتهم المتنوعة، والدول المتقدمة تهتم بدراسات تخصيص الوقت أو موازنة الوقت، وكيفية توزيعه على الأنشطة المختلفة التي يمارسها الأفراد، فالوقت ثروة قومية، وأسلوب استغلال الأفراد له يؤثر على الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع.

 

 قيمة الوقت:

والوقت من أندر الموارد في هذه الحياة فإذا انقضى لا يعَّوض ولا يستطيع الإنسان أن يخزنه أو يشتريه، بل هو الحياة نفسها، وعمر الإنسان ما هو إلا ساعات ودقائق وثوان، وقد أقسم الله - سبحانه وتعالى - بالوقت في أكثر من آية في القرآن الكريم، فأقسم بالفجر والضحى والليل والنهار والعصر، قال - تعالى -: {والعصر· إن الإنسان لفي خسر } العصر(1-3)

{والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى} الليل (1-2)

{والضحى· والليل إذا سجى} الضحى (1-2)

{والفجر وليال عشر} الفجر (1-2)

والقسم بالشيء يدل على تعظيم المقسم به، فوقت الإنسان هو حياته، ووقته هو نهاره وليله، وهو عمره، وكل شمس تغرب هو يوم ينقص من عمر الإنسان، ورصيده الحقيقي هو ما بقي من أيام حياته· كما أن الوقت مال الله، وحرام على الإنسان أن يضيع مال الله في غير منفعة، ولا سيما نحن العرب والمسلمين الذين نوصم دائماً وأبداً بفقدان الهمة والشهية للعمل، ونتهم بالكسل والتراخي، فإنتاجية العربي تقدر بـ (46) دقيقة في اليوم، بينما إنتاجية الياباني تقدر بـ (16) ساعة عمل يومياً·

والمسلم مسؤول عن وقته يوم القيامة، ومن الغبن أن يضيّعه أو يفرط فيه، فقد صَحّ عن الرسول [أنه قال: \" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عُمُرِه فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به\" (1)

إن أعظم وأغلى ما وهبه الله للإنسان بعد نعمة الإيمان في هذه الحياة هو الوقت الذي هو في الحقيقة الحياة، والوقت الذي مضى لا يمكن استرجاعه أو استرجاع أي جزء منه، وقد عبر عن ذلك الحسن البصري  بقوله: \"ما من يوم ينشق فجره إلا وينادى: (يا ابن أدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني وتزود مني، فأنا لا أعود إلى يوم القيامة \"، والعاقل من يحرص على المسارعة إلى استغلال وقته فيما ينفع ويفيد حتى لا يخسره أو يغبن فيه·

ولقد حفل القرآن الكريم بإشارات واضحة إلى عظم وأهمية الوقت وقيمته، فقد افتتح الله - سبحانه وتعالى - سورا قرآنية كريمة عدة، مقسماً بساعات خاصة وأجزاء معينة من الوقت مثل الفجر، الضحى، الليل، النهار، والعصر كما سبق أن أشرنا.

ومعلوم أن الله - سبحانه - حينما يقسم بشيء يعني ذلك لفت الأنظار إلى قيمة الوقت وكرامته، وأنه يجب علينا أن نملأه بالعمل والسعي الحميد في إعمار الأرض.

والله - سبحانه وتعالى - سائل الإنسان عن هذا العمر الذي يضيعه، سائله عن كل دقيقة تمر من حياته، فكيف بالساعات الطوال؟ وكيف بالأيام الخالية؟، وكيف بالأشهر الماضية في اللهو واللعب؟! ·

 

* الوقت من ذهب

وإذا نظرنا إلى قيمة الوقت في نظر الإسلام نجدها كبيرة، فالوقت هو الظرف الزمني الذي يُؤدي فيه الإنسان نشاطه الذي يفيد منه في حياته الدنيوية والأخروية، وضياع أي جزء منه خَسارة كبيرة، ويندم يوم القيامة على التفريط فيه، كما قال - تعالى -في أهل النار: {رَبَّنَا أَخرِجنَا نَعمَل صَالِحًا غَيرَ الَّذِي كُنَّا نَعمَلُ أَوَ لَم نُعَمِّركُم مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُم النَّذِيرُ}(فاطر37)·(2)·

والعمر هو رأس مال الإنسان الذي ينفق منه، ومهما كثُر فهو قليل، ومهما طال فهو قصير، والآمال تخترمها الآجال، ومن هنا حض الإسلام على المُبادرة بالعمل الصالح وعدم ضياع أي لحظة من لحظات العمر في غير ما يفيد، ومن مظاهر هذا ما جاء في حديث البخاري \"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ\" (3)، وما جاء في حديث ابن أبي الدنيا بإسناد حسن\" اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هِرَمِك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شُغلِك، وحياتك قبل موتك \" (4)

وقد قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -     : \"إنكم تغدون وتروحون في أجلٍ, قد غيِّب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله - ولا تستطيعون ذلك إلا بالله - فسابقوا في مهل بأعمالكم قبل أن تنقضي آجالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم، فالوحا الوحا، النجاء النجاء، فإن وراءكم طالبًا حثيثًا أمره، سريعًا سيره \"

وما قاله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -  هو نموذج صالح لكل العاملين والمسؤولين، حين جاء معاوية بن خديج يبشره بفتح الإسكندرية فوصل إلى المدينة وقت القيلولة فظن أنه نائم يستريح ثم عَلِمَ أنه لا ينام في ذلك الوقت، وقال لـ معاوية: لئن نمت النهار لأضيعنَّ حق الرعية، ولئن نمت الليل لأضيعنَّ حق الله، فكيف بالنوم بين هذين الحقين يا  معاوية؟ \"

وقال ابن قيم الجوزية: وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر الحساب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة فموت هذا خير له من حياته \" (5)

والحياة كما عبر عنها الشاعر العربي دقائق معدودة:

دقات قلب المــــرء قائــــلة له *** إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها *** فالذكر للإنسان عمر ثاني

والإنسان العاقل من يغتنم هذه الدقائق والساعات قبل أن تمر، كما قال الشاعر:

إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فعقبى كل خافقة سكون

و لا تغفل عن الإحسان فيه *** فلا تدري السكون متى يكون

وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي: إن \"أمس\" الذي فات ومضى صار قديما قدم عصر \"عاد\" الضارب في القدم، لأن \"الماضي\" ماض سواء كان قريبا أو بعيدا، فهو - \"الماضي\" القريب أو البعيد- سواء من حيث إنه مضى ولن يعود، يقول:

وأمس كعاد، وإن كان منك *** قريب الخيال لطيف الصور

وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم - في حياته من أحرص الناس على اغتنام كل لحظة من لحظات وقته لصالح الإسلام والمسلمين، مهما كانت الأوضاع قاسية وحرجة ليعلِّم المسلمين اغتنام أوقات عمرهم المحدودة، ولا ينبغي التقصير في القيام بالواجبات حتى في أحلك الأيام وأخطرها·

كما كان السلف الصالح من أحرص الناس على اغتنام أوقاتهم، فمن أقوالهم الشهيرة في هذا الصدد: \" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك \"، أي إن لم تقطعه باستخدامه بالعمل المبرور والسعي المشكور قطعك بالذل والخسران والضياع والهوان، وقال الحسن البصري  - يرحمه الله - وهو يحض على العمل واغتنام فرصة العمر القليلة: \"يا بن آدم أنت أيام، كلما ذهب يوم منها ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كلك وأنت لا تعلم، فاعمل، فاليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل\"·

 

* التلفاز وقتل الوقت

وحياة المسلمين المعاصرة تتغاير كليا وجزئيا مع هذه التعليمات القرآنية والنبوية الخاصة بتعظيم الوقت وحسن إدارته، فأوقات المسلمين مهدرة، وقد وجدنا أكثرهم يتفنن في تضييع وقته بوسائل عدة أشهرها التلفاز الذي يعمل على مدى 24 ساعة·

فالتلفاز من الآفات الحديثة التي تقتل الوقت من دون أن يشعر به صاحبه، وقد أظهرت دراسة تعتبر الأولى من نوعها عن \" موازنة الوقت لدى المصريين \" قدمها مركز الأبحاث الجنائية تذكر أن التلفاز أهم ما يشغل الأسرة المصرية في الإجازات الأسبوعية والسنوية، وأنه يلتهم أوقات الفراغ، وتشير بعض الإحصاءات إلى أن الإنسان عندما يبلغ العشرين من العمر يكون قد استهلك من عمره ما لا يقل عن عشرين ألف ساعة بث تلفازي، وقد لا يعني هذا العدد من الساعات شيئاً، إلا إذا علمنا بأن عدد الساعات التي يحتاجها الدارس لنيل درجة البكالوريوس هي في حدود خمسة آلاف ساعة، وأن عشرة آلاف ساعة من الدراسة تكفي لتحقيق أعظم الأحلام في الحصول على أعلى شهادات وتعلم لغات، بل دراسة الكثير مما كتب في العلوم والآداب·

وقصة الكتاب الشهير لأحد الاقتصاديين الألمان الذي سماه \"خمس دقائق قبل الطعام\" وسر شهرته المتعلقة بكتابه، جاء من كونه استغل الدقائق الخمس التي كان يجلس فيها إلى مائدة الطعام منتظراً فيها زوجته، وهي تعد وتضع معدات ومواد الطعام على المنضدة، ففكر في ألا يضيع هذا الوقت في الانتظار من دون عمل، فكتب الخواطر الفكرية التي تلمس عقله ووجدانه خلال دقائق الانتظار·· وكان من نتائج هذه الدقائق الخمس هذا الكتاب الشهير· (6)

 

* الوقت الضائع

وإذا نظرنا في واقعنا اليوم نجد أن الوقت الضائع في حياة المسلمين يمثل حجماً كبيراً جداً، فنجد العدد الكبير من الناس جالساً في كثير من الدوائر ينتظر إنهاء معاملته، ونجد الموظفين الذين يقتلون وقتهم بقراءة الصحف والاسترخاء والعبث دون مبالاة بالوقت الضائع منهم ومن أصحاب الحاجات· ثم تجد الارتجال والسلوك غير الواعي في تعطيل أنشطة الأمة ومصالحها تحت شعارات الوطنية·

لقد بلغ عدد أيام الدراسة في بعض الأقطار خمسة وأربعين يوماً فقط خلال السنة كلها· وباقي الأيام ذهبت في المظاهرات واللهو والصخب والعبث، من دون أن يعود ذلك على الأمة بشيء من الخير· ونحن اليوم نحصد ما نلقاه من هزائم وهوان لم يكن إلا حصاد سنين طويلة مرت بنا ضاع فيها الجهد وضاع فيها الوقت·

ولذلك نعيد ونؤكد أهمية على الوقت في الإسلام وأهمية تنظيمه في حياة الأمة، ونؤكد مسئولية الدعوة الإسلامية على تدريب أبنائها على احترام الوقت والاستفادة منه على أحسن وجه ممكن من خلال الإدارة والنظام والنهج والتخطيط ·(7)

 

* استثمار فائض الوقت

إن المسلمين اليوم قد تأخروا عن ركب الحضارة والتقدم وصاروا في مؤخرة الركب، وهم في حاجة ماسة ليعلموا قيمة الوقت، ويستثمروا فائض هذا الوقت في حياتهم، ويدركوا قيمة العمل، فالأمة التي تجعل العمل من مقومات وجودها، وهدفاً أساسياً لها في الحياة لن تحصد ـ بفضل الله بعملها ـ إلا مجداً باهراً، وازدهاراً ساطعاً·

ومن المهارات التي يجب أن ندرسها في حياتنا ونتعلمها جميعا وتصبح مادة أساسية في مناهج التعليم مهارة تنظيم الوقت، وقد يتبادر الى ذهن المرء أن تنظيم الوقت معناه أن نجعل حياتنا كلها جادة لا وقت للراحة فيها، وهذا المفهوم خاطئ، فالوقت منظَّم أصلاً، فالدقيقة مقسمة إلى (60) ثانية، والساعة تساوي (60) دقيقة واليوم يساوي (24) ساعة وهكذا، إذاً الوقت مقسَّم ومنظم تنظيماً جيداً، ومن ينظم وقته يكون فعالاً ويستفيد بشكل كبير من تنظيمه للوقت، أما من لا يستفيد من تنظيمه للوقت فتراه مشغولاً في طاحونة الحياة، يكدّ ويعمل بلا راحة وقد يحس بالملل لأنه لا يعرف ماذا يفعل في فراغه الكبير، أو أنه متخبط في أعمال قليلة الأهمية·

وإذا بدأ أي شخص بتنظيم وقته بطريقة فعالة فسيحصل على نتائج فورية، مثل زيادة الفعالية في العمل والمنزل، وتحقيق الأهداف المنشودة بطريقة أفضل وأسرع·

وتنظيم الوقت لا يعني الجد بلا راحة، وإنما يعني المزيد من السعادة والسيطرة على الظروف المحيطة بنا، بدل من أن تسيطر علينا وتحرمنا السعادة·

فالمسلم اليوم مطالب بأن يأخذ بزمام المبادرة ويبدأ في التفكير الجدي حول حياته وكيف يديرها ويقودها نحو ما يهدف إليه، وحتى ينظم وقته يجب عليه أن يكون صاحب أهداف وتخطيط، وإن لم يكن لديه أهداف فلا فائدة من تنظيم الوقت·

إن جهداً كبيراً في حياة الأمة يُهدر فيما لا طائل منه، في فوضى ولهو وعبث، وسوء إدارة ونظام، ولقد نشرت دراسات حول طاقة الإنتاج في دول متعددة، فكانت دول العالم الثالث والعالم العربي الأضعف إنتاجاً· فلو فرضناً أن ساعات العمل ثماني ساعات كانت الإحصائية تشير إلى أن ساعات الإنتاج هي ساعة واحدة، والساعات الضائعة سبع، وأما لدى الدول الأخرى فكانت ساعات الإنتاج ضعف ساعات العمل أو أقل من ذلك·

ونرى من ذلك الوقت الكبير الذي يهدر في حياة المسلمين، والجهود الكثيرة التي تتبعثر وتضيع، وأثر ذلك في جميع نواحي حياة المسلمين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها· (8)

إن المجتمع الغربي وما يعتنق من مذاهب بشرية يقدر الوقت ويزنه بميزان مادي دنيوي هابط، ولكنه يوفر الحافز المادي للإنتاج· أما الإسلام فينظر للوقت نظرة أخرى، نظرة أسمى وأصدق وأعدل، فالمال الذي يضيع من الإنسان قد ييسر الله لك استعادته بفضله وعونه وعملك الدؤوب، وأما الدقيقة التي تمر فلن تعود ولن تستعاد، وهذه سنة الله في الزمن وفي الحياة الدنيا·

ولا يريد الإسلام من أبنائه أن يهدروا الوقت في اللهو والسمر الضائع، كما هو حادث في واقعنا اليوم، حتى درج على الألسنة أن يقول الرجل لصاحبه: (تعال نقتل الوقت أو نضيع الوقت)! ويقتلون الوقت فعلاً (بالنرد) أولعب (الورق) وغيرها مما لا يقدم للأمة خيراً والأمة اليوم في أسوأ مراحل تاريخها، إنهم لا يقتلون الوقت، بل يقتلون الأمة ويقتلون أنفسهم·

والإسلام يريد من أبنائه أن يروِّحوا عن أنفسهم بين الحين والآخر، حتى يستعيد المسلم نشاطه وقوته، من دون أن يبالغ في الترويح عن النفس حتى يضيع الوقت أو يقع في الإثم·

وينهى الإسلام عن كل ما يضيع المسلم من وقت، فقد نهى عن الجدل والقيل والقال، والشقاق والتدابر والشحناء· ودعا إلى كل ما يجمع الجهود ويصون الوقت·

وحين حرص المسلمون على الوقت، ونظَّموا حياتهم كما يأمرهم الإسلام أنجزوا ما لم تنجزه أمة في التاريخ، ففي حدود عشرين عاماً منذ بدء الدعوة الإسلامية دانت الجزيرة العربية كلها للإسلام، وأخذ المسلمون يستعدون للتصدي للظالمين المعتدين من الرومان والفرس، ثم امتدت الدعوة في الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً خلال فترة قصيرة توالت الانتصارات فيها·

لقد كان من جملة ما تميز به الصف المؤمن آنذاك الإدارة والنظام، وتنظيم الوقت والجهد، فالإدارة والنظام عاملان رئيسان لاحترام الوقت والاستفادة منه، والإدارة والنظام قاعدة رئيسة في الإسلام ومنهجه، فالشعائر كلها مرتبة على أساس ذلك، وعلى أساس تنظيم الوقت في حياة المسلمين·

 

* إرشادات لإدارة الوقت

ويقدم لنا خبراء الإدارة والاجتماع مجموعة من الإرشادات تساعد في إدارة الوقت، تتمثل فيما يلي: (9)

1- ضع جدولا لليوم أو للغد قبل بدء العمل، واحرص على عمل ذلك في غير ساعات العمل حين تكون مسترخيا وقادراً على التركيز، وضمّنها كل شيء تنوي عمله خلال اليوم المقبل ومتى ستفعله·

2- رتِّب مهامك بحسب أولية كل واحدة منها، فضع قائمة بالمشاريع التي تقوم بتنفيذها مبتدئا بالمشاريع الأهم ثم الأقل أهمية وهكذا· ثم حدِّد بعد ذلك أيٌّها بحاجة إلى أن تنفذه اليوم، وأيٌّها ستنفذه في نهاية الأسبوع أو في نهاية الشهر·

3- حاول أن تفرغ مما في يدك من عمل قبل أن تنتقل إلى مهمة أخرى· فإذا كانت لديك ثلاثة أمور يتوجب عليك عملها اليوم، وثلاثة أخرى يتعين عليك عملها خلال شهر من الآن· خذ المهام الثلاثة الأولى ثم حدِّد أيها أكثر أهمية، ثم اشرع في تنفيذه ولا تنصرف عنه إلا بعد أن تفرغ منه· ثم انتقل إلى المشروع الذي يليه وهكذا·

4-لا تضع أوقات الفراغ· أحيانا يجد الإنسان نفسه محبوسا عند نقطة معينة بسبب ظروف خارجة عن سيطرته، وذلك كأن يعجز عن مواصلة العمل في المهمة الأولى إلا بعد أن يتلقى مكالمة هاتفية من شخص ما· وفي هذه الحال فقط يمكنك الانتقال إلى المشروع الثاني من حيث الأهمية· لكن عليك أن تعود إلى المشروع الأول حالما تتلقى المكالمة التي تنظرها من ذلك الشخص· 5- لا تخف من المشاريع الكبيرة· لأن المهام الكبيرة تنجز بسرعة إذا جزّأتها إلى عدد من المهام الصغيرة· إن كثيرا من الناس يفضلون البدء بالمهام الأصعب· فإذا كانت لديك مهمة يمكنك إنجازها في مقدار مستمر من الوقت (مثل عمل مكالمات هاتفية وانتظار الرد عليها)، فمن الأفضل أن تبدأ بها ثم تنتقل إلى أداء مهمة أخرى في فترة انتظارك للخطوة التالية (إذا توجب عليك ترك رسائل صوتية لمن تهاتف من الأشخاص، فاحرص على تزويدهم بأكبر قدر من المعلومات عن الأمور التي تحتاج إليها ومتى تحتاج إليها، لأن ذلك سيوفر عليك كثيراً من الوقت)·

6- رتِّب المهام الصغيرة بحسب أوليتها· بعد أن تفرغ من إنجاز جميع المهام الواجب إنجازها في هذا اليوم، اختر عددا من المشاريع الأقل أولية لتنفق فيها ما تبقى لك من وقت في ذلك اليوم· لكن ركّز على المهام التي يُحتمل أن تكتسب أهمية في القريب العاجل، أو على المشاريع الكبيرة التي تحتاج إلى تقسيمها إلى أجزاء صغيرة· وتجافى عن عمل أي شيء قد يُحوِجك تبدٌّل الظروف إلى إعادة عمله من جديد·

 

------------------------------------------

* الهوامش:

1- رواه الترمذي عن أبي برزه الأسلمي- جامع الأصول - الجزء العاشر- ص 436 ·

2- الوقت من ذهب - الشيخ عطية صقر- الإسلام على الإنترنت - 18 أغسطس 2000م

3- رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما- الجزء السابع - ص 218 ·

4- رواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، الجزء الرابع، ص 306 ·

5- الوقت من ذهب - الشيخ عطية صقر - مرجع سابق

6- الوقت والأبناء والتلفاز - د· فايز عبداللطيف أورفلي - مجلة الدفاع - العدد 118- ذي الحجة 1420ه

7- الوقت الضائع في حياة المسلمين بين سوء التقدير وسوء التدبير - الدكتور ·عدنان علي رضا النحوي - موقع النحوي على الإنترنت

8- نحـو استثمار أفضل لفائض الوقت - د· مصطفى السيد - مجلة البيان - شوال 1420ه

9- موقع مركز المدير للدراسات والبحوث الإدارية على الإنترنت - 15 اكتو بر 2003م

أحمد محمود أبو زيد

صحفي مصري

ومن كتاب الوعي الإسلامي

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply