الأداء


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأداء هو أحد أهم العناصر التي يحرص المديرون على إنماءها وزيادتها لأن في تلك عوائد مجزية على المنشأة والإدارة والمدير.

 

وهناك بطبيعة الحال مقاييس معينة لهذا الأداء حسب المستوى الذي ننظر إليه، فعلى مستوى المنشأة من الممكن أن نقيس الأداء بمقاييس كلية مثل الربحية والمبيعات والحصة السوقية.

 

وتصبح المقاييس أقل شمولية ,أكثر تفصيلاً عندما ننتقل لمستوى القسم أو الوحدة الإدارية حيث تستخدم مقاييس كمية محددة ومعروفة تقيس الكفاءة أو كمية الإنتاج أو كمية المبيعات … الخ.

بالنسبة لقياس أداء الفرد في أدنى المستويات الإدارية فتستخدم مقاييس أكثر تحديداً مثل المقاييس الوقتية أو الكمية المحددة وإن كان قياس أداء الأفراد تكسوه في أحيان كثيرة عدد من المعايير التقديرية أو الانطباعية التي تتأثر بعلاقة الرئيس مع المرؤوس.

 

إن أكبر أسرار الإدارة تتلخص في السؤال الضخم القائل (كيف نرفع أو نحسن من مستوى الأداء؟) سؤال كبير لا يستطيع الإجابة عليه إلا المديرون الذين يعشقون النجاح والربحية ويتشوقون للتحدي والمحاولات.

 

هناك ثلاث أسس رئيسية تلعب دوراً كبيراً في رفع الأداء وهي الرؤية والأسلوب والولاء، وكل هذه الأسس متداخلة مع بعضها البعض بشكل لافكاك منه.

 

لكي يتحسن الأداء يجب أن تكون لدى القائد أو الإدارة رؤية واضحة وسليمة عن (من هي هذه المنشأة؟ ماذا تريد؟ كيف نصل …؟). ولا يكفي وجود هذه الرؤية ولكن لا بد من وجود قدرة على توصيلها للعاملين وترجمتها إلى أهداف وخطط وإستراتيجيات ومهمات تصبح معروفة على نطاق واسع داخل المنشأة.

 

ولكي تنجح القيادة في رفع الأداء يلزمها إتّباع الأساليب الإدارية المناسبة للموقف الذي تمر به المنشأة. ويحتاج الأمر إلى موازنة ليست سهلة بين الآليات والأساليب الإدارية في التنظيم والهيكلة والرقابة وتوزيع الموارد.. الخ من أجل الحصول على الأسلوب الملائم للمنشأة وللعاملين والمتوافق مع الظروف البيئية المحيطة. ويجب أن يكون هذا الأسلوب أسلوب دفع نحو الأهداف تكسوه كثير من الصفات المهمة مثل المرونة والمشاركة والإصرار والتواضع والوضوح والثقة المتبادلة … الخ.

 

كل هذا ينجح بوجود الولاء لدى العاملين وبوجود القدرة الإدارية على الاستثمار في هذا الولاء وتنميته واستخدامه لصالح الجميع. إن الروح المعنوية تعمل داخل المنشأة عمل السحر وتحقق ما تعجز عنه القرارات التأديبية وتقارير الأداء والخصم. الروح هي السر الكبير الذي يقف خلف الإنتاجية والأداء والنجاح في عالم إدارة الأعمال، وكلما استطاعت القيادة أن تغرس روح الولاء لدى العاملين وأن تحافظ على استمرارية هذا التوهج المعنوي كلما قلّت المعارضات والمناكدات وكلما سار العمل الإداري في سلاسة وتدفق حيوي نحو النتائج المرضية للجميع.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply