بسم الله الرحمن الرحيم
إداري غاضب(2)
ما زلت أعاني كثيراً من الحياة العملية التي أخوضها.. لا أدري متى ستحل كل هذه المشاكل ويرتاح رأسي؟ ..
تخيلوا أنني التحقت مؤخراً بعمل جيد بل رائع.. وفعلاً انضممت إليه ووجدت أن الجميع يقدرني ويحترمني ويتوقع مني الكثير.. لكنني للأسف لا أدري إلى الآن ما هو الشيء المطلوب مني؟..
هل تصدقون: لا يوجد أي وصف وظيفي للعمل الذي التحقت فيه!!..
ولذلك فأنا لا أدري بالضبط ماذا علي أن أفعل؟ وإلى الآن لا أعرف ما هي حدود صلاحياتي؟!
الوقت الفارغ الذي يمر علي طويل جداً.. إما أن أفعل أشياء بسيطة وتافهة لا تضيف للعمل أشياء كبيرة ويستطيع أي عامل آخر أن يقوم بها.. أو أبقى فارغاً للحديث وتصفح البريد والموقع الإلكتروني وغيرها..
يا ناس.. أكاد أجن.. يا مدير.. يا نائب المدير.. يا مدير التوظيف.. يا رئيس القسم.. هل علي دائماً أن أنتظر حتى تعمل أنت شيئاً ثم يبدأ عملي أنا؟ أليس من الممكن أن تحددوا لي الهدف لأسعى لتحقيقه بطريقتي تحت توجيهكم ومتابعتكم؟
أين الرسالة التي نسعى لتحقيقها؟ كيف تريدون مني أن افهم حقيقة عملنا وانتم لا تقومون بأي جهود اجتماعية تعزز العلاقات وتشعل موقد المبادرة الذاتية والدافعية الشخصية للعمل والإنجاز؟؟ لماذا تفترضون أن علي أن أعرف ماذا تريدون بالضبط وأحققه ولم يتطوع أحد منكم لتدريبي؟
إداري غاضب(3)
لقد سعدت جداً بضم مجموعة من الموظفين الجيدين المؤهلين إلى فريق العمل الذي أشرف عليه.. وتوقعت حينما بدأ العمل فعلياً أن يسهموا في تحقيق نجاحات أكبر وإنجازات أكثر.. إلا أن كل ذلك لم يكن سوى سراب بعيد.. وتحولت الآمال إلى آلام..
لقد وجدت هؤلاء الموظفين –وبعضهم يحمل شهادات علمية متميزة – لا يبادرون للعمل بأي شكل من الأشكال.. إنهم كلما وقعوا في مشكلة جاءوني يهرعون يطلبون مني الحل ويحملوني فوق أعمالي بدلاً من أن أقوم أنا بتفويض أعمالي إليهم.. وكم كررت على مسامعهم: هذه مشكلاتكم أنتم، ابحثوا عن الحلول المناسبة واعرضوها علي لنناقشها سوياً بدلاً من أن نصرف وقتي ووقتكم وجهدي وجهدكم في ابتكار الحلول وبالتالي أفوت أعمالاً أكثر أهمية.. لقد أعدت عليهم ذلك كثيراً ولكن لا حياة لمن تنادي..
إن روح المبادرة المنعدمة عند غالبهم والضعيفة عند البقية تجعل العمل يسير رتيباً مملاً، ليس هناك أي مبادرة منهم للتطوير والتجديد من خلال الأفكار الخلاقة النافعة، وليس هناك أي مبادرة منهم لانتهاز الفرص التي من شأنها أن ترفع من مستوى العمل والعاملين وتقوي طبيعة النشاط المشترك الذي نقوم به سوياً، وليس هناك أي مبادرة منهم لتكوين علاقات أو الاستفادة من العلاقات القائمة فعلياً التي يمكن أن تزيد من إسهامهم في نجاح العمل.
بل الأكثر مرارة من ذلك والذي يغضبني بشكل أكبر هو أنهم لا يملكون زمام المبادرة لانتهاز الفرص المتاحة أماهم لزيادة خبراتهم ومعلوماتهم في مجال العمل حتى يكونوا أولى من غيرهم بالترقيات والحوافز المستقبلية، فهم يحضرون الاجتماعات وليس في ذهن الواحد منهم أي أفكار يقدمها ولا يحضر بعين المراقبة ليتعلم كيف تدار الاجتماعات بطريقة فعالة، وهم يسمعون عن الدورات التدريبية فلا يبادرون بطلب الاستفادة منها بل ربما أحياناً إذا رشحوا يعتذرون عن حضورها وإذا حضروا لم يحملوا هماً لتحقيق الاستفادة الكبرى منها، وهم لا يجلسون مع مديريهم للاستفادة من خبراتهم وآرائهم وتجاربهم في مجال العمل..
يبدو أنني سأعيد النظر في هذه المجموعة من الموظفين وسأحاول البحث عن آخرين أكثر منهم تميزاً..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد