أحلام عبد القدوس


 

بسم الله الرحمن الرحيم

كان عبد القدوس الطفل المدلل في البيت، كل طلباته مجابة، وآخرها في تلك الليلة لعبة كبيرة، طلبها من والده عندما غادر البيت صباحاً للعمل، فعاد والده بلعبة كبيرة طار لها عبد القدوس فرحاً، وفي تلك الليلة نام في حضن والده، وفي الصباح باح عبد القدوس بحلمه الكبير الذي يضاهي شجرة البلوط الكبيرة في دار العمدة، وتبسم والده قائلاً: إنك تعي حلمك تماماً، فكانت إجابته أنه يري حلماً أمامه وأنه يستطيع تحقيقه.

 

كبر حلم عبد القدوس معه، فصار بحجم القرية، وعندما انتقل عبد القدوس إلى المدينة ليدرس الثانوية صار حلمه بحجم المدينة، وظل يكبر ويكبر، ولكنه لم يحرك ساكناً! لم يبذل جهداً، فظل حلمه ساكناً، سكون شجرة البلوط، في صيف انعدمت فيه النسمة، فلم تتحرك أوراقها، كأنها رسمة في لوحة معلقة على حائط!

 

وفي ليلة مقمرة، اجتمعت الأسرة كلها حول سرير الجد الشيخ، فقال الشيخ: كان لي حلم، وأنا صغير، وتمنيت أن أحققه..ضاعت كلمات الجد وسط صخب الصغار، ولم يعها الجميع، فلقد كان الجد الراقد على السرير وحوله الأسرة..هو صغيرنا عبد القدوس.. ذو الحلم الكبير.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply