الخوف من الإسلام يوجه السياسة الأمريكية


 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

البيان: نبدأ مع فضيلة الشيخ في تفسير تأثير البعد الديني في الأداء السياسي الأمريكي، خاصة في الإدارة الحالية، حيث تبدو إشكالية تتباين فيها الآراءº هل الدين يحرّك هذه الإدارة أو أنها تستغل الدين في تحقيق مصالحها؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً تدل الإحصاءات التي تُجرى في الغرب أن أمريكا تعتبر أكثر البلاد الغربية تديناً، يعني مثلاً عدد المؤمنين بوجود الخالق نسبة كبيرة في أمريكا، يقولون إنها 95%، مع أنها في بلاد غربية أخرى أقل من هذا بكثير، أظن أن أخفض نسبة هي في السويد. ففي مجرد الإيمان بوجود الخالق هم أحسن من غيرهم، ثم يتبع ذلك الإيمان بالنصرانية والذهاب إلى الكنيسة، والقنوات الدينية كثيرة جداً، بل يقولون إن الإحصاءات تدل الآن على أن الإقبال على الدين في ازدياد.

 

أما هذه الإدارة، فالذي يقال عنها إنهم أناس متدينون، فمؤلف كتاب (بوش محارباً)، يذكر اسم الطائفة النصرانية التي ينتمي إليها، ويقول إن له كتاباً يجلس ليدعو منه في الصباح الباكر من كل يوم. فهذا يدل على أنه رجل يأخذ دينه مأخذ الجد، وسئل مرة: من فيلسوفك السياسي؟ فقال: المسيح.

 

ومعروف أيضاً عن أشكروفت أنه كان يعقد جلسات لدراسة ما يسمّى بالكتاب المقدس في مكتبه، حتى احتج على ذلك كثير من الأمريكان وقالوا نحن دولة علمانية، فما ينبغي أن تُستغل المكاتب الرسمية لمثل هذا. وهكذا سائرهم: باول، رامسفيلد، كوندوليزا رايس.. إلخ. بل يقال إن الصلة الأساس بين هؤلاء هي الصلة الدينية، فكلهم ينتمون إلى التيار الذي يطلق عليه اسم «المحافظون الجدد»، وهم قوم معروفون بشدة تمسكهم بدينهم وتسخير نشاطهم السياسي لخدمته.

 

الانتماء الديني حتى على المستوى الشخصي لم يبرز في الماضي بهذه الطريقة الصارخة، فإذا كان الرئيس بوش يصرّح بأن فيلسوفه السياسي هو المسيحº فقد ذهب غيره إلى أكثر من ذلك، رئيس الأغلبية في الكونجرس يقول: أنا مهمتي أن أنشر المسيحية. بهذا الوضوح، وسمعتم عن هذا الرجل الذي هو نائب رامسفيلد، ومسؤول عن المخابرات، وضابط كبير، هذا كان يذهب إلى الكنائس ويتكلم عن المسيحية وهو الذي تكلم في إحدى هذه الكنائس عن الإسلام كلاماً سيئاًº حتى إن المسلمين طالبوا بفصله عن عمله، لكنّ شيئاً من هذا لم يحدث. بل عندما كتبت عن كلامه هذا صحيفة لوس إنجليس تايمزº كان كل الذي قاله بوش: إن ما يقوله لا يمثل رأي الدولة.

 

عندما نقول إن دوافعهم دينيةº إنما نعني في الغالب مثل هذه المواقف السلبية من الإسلام. أما أن لهم ديناً معيناً هم متفقون عليه وداعون إليه فلا، نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحد العلماء الذين خبروا النصارى قوله: «إنك لو سألت عشرة قساوسة سؤالاً أعطوك أحد عشر جواباً». وإذا كان هذا في زمن ابن تيميةº فأظن الأجوبة الآن تكون عشرين أو أكثر.

 

قبل يومين أو ثلاثة كتب أحدهم مقالاً عن تدين السياسيين، وقال إن الناس في أمريكا ليسوا متعصبين، بوش كان في طائفة كذا انتقل إلى طائفة كذا، هاوارد دين المرشح الديمقراطي للرئاسة، يقول إنه ترك كنيسته لأنه اختلف معهم في شارع كا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply