إعلام إسلامي لغير المسلمين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يوجد في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه العديد من الوسائل الإعلامية، المسموعة والمقروءة والمرئية، الموجهة للمسلمين، ودليل أنها موجهة للمؤمنين بكتاب الله وبرسالة نبيه عليه الصلاة والتسليم أن معظم إن لم يكن كل الرسائل الإعلامية المبثوثة عبر هذه الوسائل تتحدث في الغالب عن أمور تهم المسلم، إذ أنها تشرح أمور العبادات وتوضحها كالصلاة والصيام، وتبيّن أحكام هذا التصرف أو ذاك.

 

البرامج المتلفزة والمذاعة والصفحات المنشورة التي تعتمد على اتصالات القراء ومهاتفاتهم ورسائلهم نجد كل المتعاملين معها من المسلمين الذين التبس عليهم أمر من أمور عبادتهم، ويودون استيضاح وتفسير وشرح لما غمض عليهم فهمه.

 

ما نفتقده، في وسائل الإعلام في العالم الإسلامي هو الإعلام الإسلامي الموجّه لغير المسلمين، تتحدث بألسنة غير المسلمين، وتناقش مشاكل غير المسلمين والحلول الإسلامية لها.

 

في الدراسات الإعلامية إذا أردت أن توجه رسالة إعلامية يكون لها تأثير بالغ، ورد فعل إيجابي، إلى جمهور معين فلا بد أن تكون هذه الرسالة بلغة يفهمها الجمهور المستهدف. ولعل المقصود باللغة هنا معناها المتعارف عليه ومعناها الثقافي، أي أن تتحدث إلى الصينيين أو إلى الألمان باللغة الصينية وباللغة الألمانية وبأسلوب يتناسب مع العقلية الصينية أو الألمانية، فما قد يتناسب مع المجتمع الألماني قد لا يتناسب البتة مع ما هو عليه المجتمع الصيني.

 

نريد وسائل إعلامية إسلامية موجّهة لغير المسلمين، تبرز عالمية ديننا الإسلامي الحنيف، ومناسبته لكل زمان ولكل مكان، ولابد من التركيز على أن الدين الإسلامي ليس دين عبادات فقط، بل هو معاملات ومنهاج كامل صالح لأن يسير عليه الإنسان ليفلح في دنياه وآخرته.

 

لقد عرف غير المسلمين كيفية الاستفادة من الوسائل الإعلامية الحديثة وخصوصًا القنوات الفضائية، حيث نجد اليوم الكثير من هذه القنوات التي تدعو بطرق وأساليب علمية إلى مذاهب وأديان لا يمكن مقارنة ما تدعو إليه بديننا الإسلامي وبتعاليمه. ما يتمناه كل مسلم هو رؤية وسائل إعلامية مبنية على دراسات علمية موجّهة لغير المسلمين بلغاتهم وبأساليبهم في التخاطب والفهم، ويمكن أن يشارك في هذه الوسائل مسموعة كانت أو مقروءة أو مرئية بعض من المسلمين من أبناء تلك المجتمعات، إذ يمكن مثلاً الاستفادة من بعض الكوريين المسلمين للعمل في قناة إسلامية ناطقة باللغة الكورية.

 

بكل أسف إن معظم وسائل الإعلام في العالم الإسلامي لم تسهم في نشر الإسلام بين غير المسلمين، وذلك لأسباب عديدة، لعل بينها أنها موجهة بلغة عربية، مستهدفة المتلقين من المسلمين دون غيرهم، وتعتمد في معظم برامجها الدينية على الأسلوب الوعظي، ومحتواها في غالبه يركز على أمور العبادات متناسيًا الأمور ذات العلاقة بالمعاملات اليومية.

 

صحيح أنه لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي قامت به بعض وسائل الإعلام في العالمين العربي والإسلامي في إيضاح وتفسير التعاليم الإسلامية للمسلمين، حيث ساهمت في تعليم المسلمين أمور دينهم، إلا أن المطلوب الاستفادة من هذه التقنيات في دعوة غير المسلمين، وفي التوجه إلى هؤلاء بلغتهم وبالأساليب التي يفهمونها لشرح الدين الإسلامي وتعاليمه وكشف الزيف والباطل الذي يوصم به الإسلام ويوصف به المسلمون وهم منه براء.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply