الحرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بظهور قناة (الحرّة)، والموجهة إلى هذا الجيل.. تكون قد فوتت الفرصة على الإعلام العربي في اقتباس الفكرة نفسها وتوجيه قناة عربية للغرب، توضح فيها كثيراً من اللبس الذي يخضع للمغالطة والتشويه.. وليس ذلك فقط، بل إن في مثل هذه القنوات شيئاً من المران على التعايش غير المحسوس.. كتقبل أنماط واحترام الفكر والقيم والمعتقدات.. إلى جانب إيضاح كثير من الجوانب المهملة والمهمشة، وهي تنقل هذا الصوت خارج النطاق لتوصله إلى أصداء العامة والشارع، الذي يمثل الرأي العام في ذلك العالم المغاير تماماً للبيئة العربية..

وقبل أن نرى ما تحتويه تلك القناة من أهداف، إلا أن الوقت الذي كانت تطالب به الشعوب العربية حكوماتها أو مستثمريها في إيجاد قناة إعلامية على غرار هذه القناة، كان نداء قبل الغرق في تسطيح الإعلام العربي التجاري للعقول. وبدلاً من تعلم أساليب أخرى غير الضجيج الذي تُمارسه بكل جدارة أول قناة عربية تبنت فكرة الرأي والرأي الآخر، فإننا في جوانب أخرى نجد من يعمل بكل ما أوتي من إمكانيات على إغراق هذا الشباب في أفكار منسوخة وممسوخة من القيم والفكر والعقيدة.. وقبل ذلك، أبعد ما تكون عن حاجة الإنسان العربي ومطالبه ومعاناته.. بل اجتثاثه من العمق إلى هوة بعيدة لا ينتمي إليها بأي واقع سوى التغييب التام.

ولنكن أكثر منطقية، وننتظر شيئاً من هذا التوجه الذي نعلم مدى أهدافه، وبالتالي نكون على بيّنة من أنفسنا.

إننا وفي أحيان كثيرة نلوم ونتوقع التربّص بنا، في الوقت الذي لا نحاول أن نفعل شيئاً مقابل ذلك، سوى أداء دور المشاهد المواظب فقط.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply