بسم الله الرحمن الرحيم
الصحافة منبر إعلامي مهم للمثقف وللعامي للمسؤول ولرجل الشارع العادي وهي المنبر الذي من المفترض فيه أن يحكي هموم الناس وآلامهم وآمالهم بكل صدق وشفافية دون مجاملات لأطراف على حساب أطراف أخرى , ومن المفترض في هذا المنبر الإعلامي أن يتسم بالموضوعية في الطرح والشفافية في التوضيح والشرح والاتزان كما أن المفترض في الصحافة أن تحرص على إبراز الإيجابيات وتعزيزها وتشريح السلبيات بمشرط رحيم وعلاجها يقودها في ذلك الحكمة فتقول ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي وتبتعد عن الإثارة السينمائية التي لا تليق بمنبر يبحث عن ثقة القاريء. أقول هذا الكلام في وقت تتجاوز بعض صحفنا المحلية في طرحها فتجعل اللبن تمرا والعنب تبرا والصحيح خاطئاً والخاطئ صحيحا وأحيانا بعض كتبة هذه الصحف يلبس على الناس فيتطاول لكي يجعل الحق باطلا والباطل حقا بل ويجعل من البدهيات الشرعية المعلومة من الدين بالضرورة يجعلها من قبيل العادات والتقاليد في تصوير فاضح ينم عن جهل واضح وصل إليه بعض الكتبة ممن تنسموا ذروة الكتابة في بعض صحفنا السيارة والمؤلم جدا أن هؤلاء الكتبة وتلك الصحف تتحدث عما يسمونه بالتخصص وعما يسمونه بنبذ أحادية الرأي ومع ذلك فهم أول من يتهوك في أودية من العلم لا يعرف أبجدياتها فضلا عن أصولها مبيحا لنفسه أن يتحدث أمور لا تمت إلى تخصصه بصلة مع شجبه لكل من يتحدث فيما لا يمت لتخصصه بصله, وأما مسألة حرية الرأي لدى هؤلاء الكتبة ولدى بعض تلك الصحف المشهورة فهو لباس يفصلونه فيضيقونه حتى لا يتسع لأحد سواهم وكأني بلسان حالهم يقول : \" نحن الرأي ونحن الرأي الآخر\". إن مبدأ العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض مبدأ مغيب عند صحافة الاتجاه المعاكس وصحافة حرية المرأة وصحافة \" خذوهم بالصوت لا يغلبوكم\" وصحافة \" اقتناص الفرص وإن كانت غير شريفة\". إن الواقع الإعلامي المزري لبعض صحفنا التي تتحدث بلسان غريب في بعض أطروحاتها هو واقع محتاج بالفعل إلى الغربلة الشاملة وإعادة الهيكلة بشكل دقيق ومرسوم ومتوافق مع توجهات هذه الأمة التي تمر بأقسى مراحل عصرها الحديث , نريد إعلاما يحكي واقع الأمة وينمي فيها روح الولاء لدينها وعقيدتها وثقافتها , نريد إعلاما رصينا متزنا هادئا يفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه التغرير بأبناء المسلمين وبناتهم باسم وحدة الأديان والحرية والديموقراطية والانفتاح , نريد إعلاما يقضي على الإرهاب الفكري الذي يمارسه كثير من الليبراليين المتحررين الذين ما نكبت الأمة بنكبة أشد من نكبتها بهم.
إن المؤسف أن يبقى المجال في صياغة توجهات بعض الصحف لدينا لفئام محدودة من البشر اعتادت وعبر سنين على تحجيم كل قلم مخالف لتوجهاتها وإن كان يحكي رأي وتوجهات الغالبية في الوقت الذي يفسح فيه المجال أمام فئة بسيطة تعتقد لنفسها صولجان الفكر والثقافة ولغيرها رداء التخلف والرجعية وخصوصا أن مثل تلك الفئات لم يعد لديها ما تقدمه فقد صمت آذان الناس لأن محور حديثها ولب قضيتها يتحدث عن المرأة فهؤلاء \" الغلابة\" مشفقون جدا على واقع المرأة عندنا وكأنهم يتحدثون عن المرأة في جزر الواق واق؟؟؟ إنني أطالب معالي وزير الثقافة والإعلام أن ينظر في حال بعض الصحف وحال ما يكتب فيها فلقد تجاوز بعضها تحت غطاء الحرية أقول تجاوز في حديثة بعض الخطوط الحمراء خصوصا فيما يتعلق بأمور الدين التي نصت سياسة الإعلام لدينا أنها ليست مجالا للمزايدة وللأخذ والرد خصوصا أن جميع مسائل الدين نحن مأمورون شرعا ونظاما بردها إلى أصحاب الاختصاص وليس كل من أجاد صياغة كلمتين ونال لقب \"كاتب\" فقد حق له أن يخوض فيما يعرف ومالا يعرف. وختاما يسعدني ويشرفني أن أقدم جزيل شكري لكل كاتب أمين على مباديء أمته صادق مع ربه مستشعر للمسؤولية الملقاة على عاتقة وقد جعل من حبر قلمه نورا يرشد به إلى كل ما يسمو إلى الفضيلة والقول السديد والخلق النبيل.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد