حاجة الإعلام إلى الطاقات البشرية الخبيرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقال تدل البيانات العالمية والإحصاءات أن وظائف الإعلام بصفة خاصة ووظائف الاتصال بصفة عامة في زيادة مستمرة, بل بلغت أرقاما يشك البعض في صحتها لكبر الأرقام التي تجاوزت 50% من الوظائف العالمية في كافة المجالات.

 

وإذا أعدنا النظر ودققنا في هذه الأرقام والتفسيرات التي يمكن أخذها منها تبين أن الأمر طبيعي, فالسباق العالمي في مجال الاتصال والذي يهدف كل من المتسابقين إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من عقلية الإنسان عبر وسائل الاتصال.. نقول أن هذا التنامي الهائل للوظائف في مجال الاتصال طبيعي لعدة أمور:

 

أولاً: أن طبيعة الإعلام تحتاج إلى التخصص.. والتخصص الدقيق لأن مجال التنافس في التأثير هو الإنسان والمجتمع ولا يشك أحد في صعوبة التعامل في هذا المجال.

ثانيا: أن الإعلام أصبح القوة المؤثرة الأولى دون منافس.

ثالثا: أن نتائج التأثير الإعلامي التي تحققت تحتاج فعلا كل هذا الاهتمام وكل هذا الاستثمار للربحية المحققة فكريا واقتصاديا.

 

لعل من المؤسف حقا أن نعلم أن أكثر من 80% من الأخبار العالمية المتداولة تؤخذ من خمس وكالات أنباء عالمية فقط مع أن العالم يزخر بعشرات من الوكالات الأخرى.

كما أن هذه النسبة الكبيرة من الأخبار المتداولة 80% منها عن البلاد المتقدمة ولا يخفى ما لهذا من أثر غير مباشر على ذهنية أبناء البلاد النامية.

 

لقد أثيرت ضجة كبرى عندما أنشئ في جامعاتنا عدد من أقسام الإعلام وقيل ما قيل حول إمكانية إيجاد الوظائف الكافية لهم وحول حاجة البلاد لهم ! وأترك موضوع إيجاد الوظائف للمختصين في مجال التوظيف وأتناول موضوع الحاجة لهؤلاء المتخصصين من خلال نقط محدده.

إننا جزء من العالم باهتمامه بالإعلام ولا خيار لنا في ذلك.

إن لنا بعض الخصوصية في فكرنا وأهدافنا ومنطلقاته في سياساتنا العامة والخاصة ومنها الإعلام.

إن المواد الإعلامية بل النشاط الإعلامي بشكل عام يكون موجها في الغالب ومنتميا إلى اتجاهات محدده.

إن بلاد العالم الثالث بشكل عام تشكل منخفضاً إعلاميا إن صح التعبير, وتتجه إليه التيارات المحملة بالرسائل الإعلامية قوية التأثير.

إن التفوق الإعلامي لبعض البلاد المتقدمة لم يتحقق إلا من خلال كفايات علمية متخصصة استمرت في العمل الميداني فترات طويلة كسبت فيها الخبرة بجانب العلم.

إن سياستنا الإعلامية لن تتحول إلى واقع ملموس إلا من خلال المتخصصين من أبناء هذا البلد, وإن الوافدين من رجال الإعلام أو المواد الإعلامية مهما افترضنا سلامة القصد عندهم, إلا أن خصوصيات التنشئة الاجتماعية تحول دون الانسجام مع خصوصياتنا.

 

ومع ملاحظة هذه الحقائق نقول:

إن التأخر في إيجاد الكفايات الإعلامية الوطنية دعوة لاستمرار الإعلام الدخيل, ولا تخفى على الباحث القدرة التأثيرية للتوجيه الإعلامي, وأن التواني في ذلك يضاعف المشكلة ويجعل السيطرة عليها مستحيلة فيما بعد, مما يوجد بيننا اتجاهات متعددة تتكون من خلال التراكم الإعلامي المستمر الذي لم يوجد من أبناء البلد حتى الآن من يواجهه بالفكر المتميز ومن خلال الأشكال الإعلامية المتعددة والمتفاوتة في التأثير.

 

إن المسؤولية كبيرة وصعبه في نفس الوقت, ولن تجابه إلا بالعمل الدؤوب المستمر إلى أن تحقق النتائج الإيجابية إن شاء الله, وسيرى من يعيش منا ربع القرن الحالي أن الحاجة إلى المتخصصين في الإعلام ستستمر في الزيادة وأن البلد في أمس الحاجة إليهم. لا أقول هذا جزافاً وإنما من خلال الاتجاه العالمي لأهمية الإعلام خلال الفترة الماضية وإسقاط ذلك على المستقبل القريب, ومع أن معرفة المستقبل عملية غير مؤكدة بطبيعتها وبالضرورة, إلا أن المؤشرات والدلائل العلمية والواقعية تؤكد هذا الاتجاه وتحتم علينا السير فيه وبخطط عاجلة مركزه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply