متى ندرك خطر الإعلام ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما تمر به أمتنا الإسلامية، وما ينزل بكثير من شعوبها من فتن وابتلاءات .. يجعل مهمة الإعلام والصحافة على وجه التحديد شاقة ومحفوفة بالأخطارº فنقل الخبر الصادق وتصوير الواقع كما هو دون دسّ أو تزوير قد لا يبعث على التفاؤل، كما أنه يعرض ناقله للقمع والإرهاب في أغلب الأحيانº مما يزيد مهمة الإعلامي المسلم صعوبة وتعقيداً، ويُحمّله مزيداً من الأعباء إن أراد تأدية الأمانة بما يرضي الله - تعالى -، وما أكثر الإعلاميين الذين تعرضوا للقمع والقتل بسبب نقل الحقيقة كما هي تماماً، دون تزييف!

 

ولقد أدركت الأمم المتقدمة سحر الإعلام وسلطته الضاغطة المؤثرة، فأنفقت الملايين لتحقيق سياساتها، وإقناع الجماهير بشرعية خططها وبرامجها من خلال عملية غسيل الدماغ الجماعية، وصارت وسائل الإعلام تقوم بجزء من عمل الجيوش، وأصبحت الحروب الإعلامية تكلف أحياناً أكثر من الحروب التقليدية.

 

في هذا الخضم المتلاطم، والأمواج الإعلامية العاتية، وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بالأمة الإسلامية حكومات وشعوباً يتطلع المسلم إلى إعلامٍ, نظيفٍ, هادفٍ,، يتحلى بالصدق والواقعية، وتتحقق للفرد من خلاله معرفة ما يجري حوله بعيداً عن الدجل والخداع الإعلامي المسيّس، كما يتلقى هو وأسرته زاداً ثقافياً ومعرفياً، ويتابع أخبار العالم الذي يعيش فيه، ويهتم بأمر المسلمينº فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

 

ومن هذا المنطلق علينا أن ندرك خطر الإعلام وأهميته، ونعمل على مواكبة الأساليب المتطورة في هذا المجال ضمن حدود الشريعة الإسلاميةº فنحن بحاجة إلى إعلام متوازن يعمل على التجديد في الأسلوب والطرحº ليكون أكثر قبولاً لدى مختلف الشرائح في العالم الإسلامي الفسيح، ويفتح قلبه وبرامجه لكل قلم صادق مبدع، ويرعى كل موهبة متميزة في أي مجال من مجالات الإعلام.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply