هل صار حال الأمة يا ترى كما قال الشاعر:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها *** كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
وهل هذا الخروف يتحدث بلسان حال الأمة؟
وصية خروف لابنه
ولـدي إلـيكَ وصيتي عهد الجدود
الـخـوفُ مـذهبنا نخاف بلا حدود
نـرتـاح لـلإذلال في كنف القيود
ونـعـاف أن نحيا كما تحيا الأسود
* * *
كـن دائـماً بين الخراف مع الجميع
طأطئ وسر في درب ذلّتك الوضيع
أطـع الـذئاب، يعيش منا من يطيع
إيـاك يـا ولـدي مـفـارقة القطيع
لا تـرفـع الأصوات في وجه الطغاة
لا تـحـك يـا ولدي ولو كموا الشفاه
لا تـحـك حتى لو مشوا فوق الجباة
لا تـحـك يـا ولـدي فذا قدر الشياه
لا تـسـتـمع ولدي لقول الطائشين
الـقـائـلـيـن بـأنهم أُسد العرين
الـثـائـريـن على قيود الظالمين
دعـهـم بـنيّ ولاتكن في الهالكين
نـحـن الخرافَ فلا تشتّتك الظنون
نـحـيـا وهمّ حياتنا ملء البطون
دع عزة الأحرار..دع ذاك الجنون
إن الـخـراف نـعـيمها ذلٌّ وهون
ولـدي إذ مـا داس إخوتك الذئاب
فاهرب بنفسك وانجُ من ظفر وناب
وإذا سـمـعت الشتم منهم والسباب
فـاصـبر فإن الصبر أجر وثواب
إن أنـت أتقنت الهروب من النزال
تـحـيـا خروفاً سالماً في كل حال
تـحـيـا سليماً من سؤال واعتقال
مـن غضبة السلطان من قيل وقال
كـن بـالـحـكيم ولاتكن بالأحمقِ
نـافـق بـنـيّ مع الورى وتملقِ
وإذا جـررت إلى احتفال صفقِ
وإذا رأيـت الـنـاس تنهق فانهق
انـظر ترى الخرفان تحيا في هناء
لا ذلّ يـؤذيـهـا ولا عـيش وماء
تمشي ويعلو - كلما مشت - الثغاء
تـمشي ويحدوها إلى الذبح الحداء
مـا الـعـز، ما هذا الكلام الأجوف
مـن قـال إن الـذل أمـر مقرف
إن الـخـروف يـعـيش لا يتأفف
مـادام يـسـقى في الحياة ويعلف
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد