مطرب كويتي يسجد لمطربة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عندما قال لي أحد الزملاء أن إحدى الفضائيات العربية بثت على الهواء مباشرة مشهداً يسجد فيه مطرب كويتي شاب لمطربة عربية فرحاً بدخولها قاعة الاحتفال، لم «أصدق\"وقلت: لا بد من التثبت قبل إلقاء التهم واساءة الظن والكلام بلا علم.

وكنت مع المخرج التلفزيوني سليمان الخراز في وزارة الإعلام، وجاء ذكر سجدة مطربنا الوطني للفنانة غير الوطنية، فذكرت لنا إحدى موظفات الإعلام بأن بناتها شاهدن المطرب وهو يقدم ولاء السجود للمطربة, ثم ذكرت سبب مشاهدة بناتها لهذه الفقرة، وهو أن شقيقة المطرب الكويتي زميلة بناتها في المدرسة، وطلبت منهن أن يتابعن مشاركة أخيها في الحفلة الغنائية, قلت لموظفة وزارة الإعلام يا: \" أم فلان\"هلا تأكدت من البنات؟ قالت الأم: \" أنا شاهدت طرفاً من الحفلة، وهاتفت بناتها فكانت التفاصيل كالآتي:

قامت قناة (LBC) بحفلة تحت عنوان « ستار اكاديمي » للمرشحين من المطربين والمطربات من جيل الشباب الجديد، فكان أحد المرشحين هذا الشاب المطرب الكويتي، واعتذروا عن عدم مشاركة مطربتين شابتين بسبب إصابتهما بحادث مروري، إلا أن إحدى الشابتين المصابتين دخلت القاعة سالمة من الأذى والإصابات، وهنا لم يتمالك مطربنا الشاب نفسه فقدم قربان السجود على طريقة الديانات الوثنية الشرقية، في مد يديه إلى الأمام والانحناء مرات لمولاتنا الجوهرة الفنانة العربية المحظوظة بسجود المحبين!

من الحدث دلالات كثيرة، منها خضوع الشباب وسقوطهم ضحايا لثقافة تقديس الجسد الذي تدفع له شركات الدعاية والإعلان الملايين من خلال ترويج أي منتج من خلال تسليع الجسد اللذيذ! وجاءت الحفلات والسهرات الفضائية لتنشره على البيوت!

وثانياً حالة الفراغ الفكري، وغياب الهدف من الحياة، واختصار النشاط الإنساني بالنسبة للشباب في أوهام التنافس في الديكور الشكلي واقتناء الكماليات.

وثالثاً: انفصال الجيل الجديد الحائر - عن  لا أقول الدين فحسب بل - عن أبسط قيم وأعراف المجتمع الشرقي الايجابية، واسألوا الآباء عن تمرد الأبناء؟

بسهولة يدرك المسلم خطورة سلوك المطرب على عقيدته ودينه وإيمانه، إذ أنه قدم تحية توحي بالقداسة لمخلوق ضعيف! في جو أبعد ما يكون عن النقاء حيث الفوضى التي لا يقرها عقل، ولا يقبلها دين، ويمجها الذوق السليم.

بقي أن نقول إننا نكتب بنفسية المشفق على الشاب المطرب وليس الشامت، إذ لا تعدو هذه من نزوات الشباب الذي نرجو له المتاب، لعل وعسى أن يكون في المقال ما يدعوه ويدعونا جميعاً لمراجعة سلوكياتنا الخاطئة.  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply