بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ سعد السحيمي:
علينا استغلال كل وسيلة مباحة للدعوة
الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - عمل جليل لكونها وظيفة الرسل والأنبياء وهي تكتسب أهميتها دعوة الخلق إلى الحق ودلالة الناس على ربهم - سبحانه وتعالى - وتعريفهم بالطريق الموصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة ودلالة هذا الطريق هم الدعاة إلى الله - سبحانه وتعالى -، والدعوة ليست كلاما يقال أو مجرد ألفاظ تردد، بل هي ضرورية ومهمة وأساسية في حياة الإنسان الذي يريد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة.
التقت (الدعوة) بفضيلة الشيخ عبد الله بن حمد الشبانة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون المساجد.. حيث قال: الدعوة أساسية في حياة المجتمع المسلم وفي حياة الفرد المسلم والأسرة المسلمة والدولة المسلمة والدعوة عبارة عن دلالة الخلق إلى الحق والطريق المؤدي إلى رضوان الله - سبحانه وتعالى -.. والسعادة المنشودة في الدنيا والآخرة سواء فردا أو مجتمعا أو أسرة أو دولة أو أمة.. وهي إرشادهم إلى مناهج الله - سبحانه وتعالى - وتذكيرهم وتنبيههم من الغفلة وتعريفهم بما ينبغي الإتيان به وما ينبغي تركه.
الشيخ عبد الله الشبانة:
المعارض من الوسائل المفيدة والجديدة في مجال الدعوة
شارك في التحقيق:
1) الدكتور إبراهيم أبو عباة رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني
2) الشيخ عبد الله بن حمد الشبانة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون المساجد
3) الشيخ سعد بن عواد السحيمي مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالحناكية.
تطور الوسائل:
وأشار فضيلته إلى تطور الوسائل الدعوية فقال: لا شك آن لها عددا من الوسائل والرسائل تتطور بتطور الزمان ومع هذا التقدم جدت وسائل لم تكن معروفة من قبل، طبعا الأخذ بالوسائل الحديثة أنا اعتقد أنه ضروري يعني في مواكبة العصر من جهته ولتوسيع دائرة الإفادة والاستفادة من جهة أخرى، وفي الوقت نفسه هذا لا يغفل الأخذ بالوسائل القديمة، فالوسائل القديمة لها وجودها ولها أهميتها طبع.
اختلاف الوسائل
والوسائل عديدة جدا لو جئنا نتحدث عنها من أهم وسائل الدعوة الكتاب، التأليف، الكتاب الكبير، الكتيب، الرسائل، المطويات، والنشرات، وسائل الإعلام بصفة عامة مقروءة أو مسموعة أو مرئية والإذاعة والتلفزيون، الصحف، المجلات هذه كلها من وسائل الدعوة، لكن من الأشياء التي جدت طبعا التي يسمونها الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) فعلينا أن نقيم معارض نعرف فيها الناس بالدعوة ونعرفهم كيف يدعون ونتحدث فيها عن وسائل الدعوة أيضا ونبسط للناس مفهوم الدعوة من خلال هذه المعارض، ونشعرهم أن الدعوة ليست شيئا صعبا أو متعذرا لأنه بإمكان كل إنسان أن يكون داعية لأنه أيضا من وسائل اللقاء الشخصي، الدعوة الفردية، الحديث الصادر من القلب، القدوة الصالحة، وهذا معنى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية). يعني بإمكان أي إنسان من المسلمين إذا عرف معنى آية من الآيات وتأكد من أن هذا هو معناه الحقيقي قرأها في كتاب، سمعها من طالب علم أو عالم، أن يبلغ مفهوم هذه الآية إلى شخص يجهل هذا المفهوم وأن يشرحه له هذه الدعوة وكذلك عندم يفهم معنى حديث من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أن هذا هو معناه الحقيقي ويبلغ هذا المفهوم هذه دعوة، عندما يعرف حكما من الأحكام يجهله شخص آخر من إخوانه المسلمين فيبلغه إياه، هذه أيضا دعوة، فوسائل الدعوة الآن تريد التركيز على المعارض، فالمعارض أنا أعتقد أنها من الوسائل الجديدة المفيدة، لأنها أهم ما فيها وأبرز ما فيها أنها تجمع الوسائل الأخرى خلال معرض وسائل الدعوة إلى الله وتعرف الناس بها وتقول لكل إنسان اختر ما يناسبك من هذه الوسائل ليس مخصصا لفئة معينة إنما جميع الفئات في المجتمع رجالا ونساء شبابا، كذلك من الناحية العمرية، كذلك من الناحية الثقافية والعلمية كلا يدعو بحسبه وإذا كنت لا تستطيع حتى أن تبلغ فتنقل هذا البلاغ على الأقل وعندما تأخذ شريطا مفيدا وتعرف أن ما فيه هو محض خير أيضا تهديه وتسعى إلى إيصاله، هذا في حد ذاته دعوة، عندما تأخذ كتيبا وتسعى إلى إيصاله للآخرين، إلى من يحتاج، فذلك من أهم وسائل الدعوة واستغلال هؤلاء الذين يأتون من غير المسلمين، يعني مكسب كبير يحرص كل مسلم أن يكون وساطة خير بينهم وبين الله أن يدلهم على الله يعني يحزن الإنسان كثيرا كما يسمع فيما مضى، طبعا الآن ولله الحمد حركة المكاتب التعاونية وحركة الدعوة إلى الله والنتائج المبهرة التي نسمع عنها دائما وأبدا فالآلاف يدخلون في الإسلام - ولله الحمد - كل سنة، فهذا بفضل الله علينا وعلى الناس، لكن نسمع أنهم ناس يأتون سنين طويلة ويعودوا كما جاءوا قد يجعل الهداية بقراءة كتاب يقرأه فيشرح صدره، يسأل كما يحدث الآن، ثم يأتي إلى من يعلمه الدين (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
كما التقت (الدعوة) بفضيلة الشيخ سعد بن عواد السحيمي مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة الحناكية بالمدينة المنورة.. حيث قال:
إن وسائل الدعوة إلى الله - تعالى -كانت قديمة تناسب ذلك الوقت، كالخطابة، والكلمات الوعظية، والرسائل، والمناظرات، أما في الوقت الحاضر، فبالإضافة للوسائل القديمة فقد زيدت وسائل حديثة أسهمت في نشر الدعوة إلى الله كالشريط الإسلامي بنوعيه المسموع، والمرئي كجهاز الحاسب الآلي وملحقاته، كشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وأجهزة البروجكتر وغيرها والمطبوعات، والكتيبات، والملصقات، واللوحات الإرشادية، وأجهزة الإعلام المختلفة.
الاستفادة من الوسائل المباحة:
ومن حكمة الداعية لله أن يستفيد من كل وسيلة مباحة لإبلاغ دعوة الله، وإرشاد الناس ومزاحمة أهل النشر في وسائلهم التي استخدموها واجتهاد الداعية لله في استخدام الوسائل الحديثة مشروط باستشارة العلماء والدعاة على بصيرة ومن له باع في ذلك، والهدف من ذلك الحرص على نجاح الدعوة وعدم الطعن فيه.
الدعوة واجبة على كل مسلم ومسلمة:
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأمته حيث قال: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، فإذا الدعوة إلى الله - تعالى -واجبة على كل مسلم ومسلمة، كل بحسب استطاعته وهي مشروطة بأن تكون بالحكمة والوعظ الحسن ومن أراد الدعوة لله - سبحانه وتعالى - على بصيرة وعلم، فعليه بكتاب الله - سبحانه وتعالى - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ففي كتاب الله - سبحانه وتعالى - نماذج كثيرة ومختلفة توضح دعوة كل نبي مع أمته وكيفية صبر الأنبياء على دعوتهم وطريقة دعوة أولئك الأنبياء مع أقوامهم وما الوسائل التي استخدموها في دعوتهم وكذلك سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ففيها زاد للداعية لله - سبحانه وتعالى -، فهو - عليه الصلاة والسلام - الداعية الأول في هذه الأمة وفي سيرته - عليه الصلاة والسلام - أنموذج الداعية الناجح في دعوته.
الأسوة الحسنة
وحياة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت كلها دعوة لله - سبحانه وتعالى -، حتى اللحظات الأخيرة من حياته - صلى الله عليه وسلم -، وفي سيرته - صلى الله عليه وسلم - طرق للدعوة كثيرة ووسائل للدعوة مختلفة وصبر على الدعوة منقطع النظير وحكمة لا مثيل لها، ولين في موضعه وشدة في موضعها، قال الله - تعالى -: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (159)} [آل عمران]، وقال - تعالى -: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (29)} [الفتح]، والواجب على المسلم الدعوة لله - سبحانه وتعالى -، مستخدما الوسائل المشروعة في ذلك، قاصدا بذلك وجه الله - سبحانه وتعالى -، أي مخلصا لله - سبحانه وتعالى -، متابعا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، سائلا الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وحول أساليب الدعوة خلال معارض الوسائل الدعوية، أكد الدكتور إبراهيم أبو عباة على ضرورة استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت. وأضاف أن على الداعية المسلم استخدامها لإبراز خصائص الدين العظيم ومميزاته ومحاسنه ومقاصده.
وبين أن الشبكة العنكبوتية تعتبر طريق واسع لنشر الإسلام في بقاع الأرض كما يجب أغتنام هذه الوسيلة لكشف الشبه وتبيان حقيقة الإسلام الناصعة البياض بالحجج والبراهين الثابتة.
ومن خلال برامج دقيقة وعلمية لبيان سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله، كما طالب الدكتور أبو عباة بضرورة إيجاد خطاب دعوي يتسم بالوسطية، وينطلق من معايير ناضجة نابعة من مبادئ وأسس ديننا الحنيف.
وحول الوسائل الدعوية التي سوف يعرضها جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني في معرض وسائل الدعوة إلى الله قال: إن جناح جهاز الإرشاد والتوجيه سيتم فيه عرض ما طبع من الكتب العلمية، والرسائل الإرشادية، وسلسلة المطويات وتلك الوسائل على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني بالإضافة إلى ما طبعه الجهاز من الكتب والوسائل والمطويات كما سيتم من خلال الجناح عرض الإنجازات الدعوية والإرشادية المتنوعة التي نفذها الجهاز خلال السنوات العشر الماضية.
وختم الدكتور حديثه للدعوة بأن الجهاز سيقوم بتنفيذ ركن خاص يبرز رسالة ودور جهاز الإرشاد والتوجيه في محاربة الفكر الضال، والمشاركة في حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب الذي نفذته المملكة مؤخرا في مختلف المناطق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد