بسم الله الرحمن الرحيم
تقول إحدى الممثلات لما سُئلت عن أحد أفلامها: أثناء تصوير الفيلم هل قابلتك بعض المشكلات والصعوبات؟ فقالت: بالفعل واجهتني، ففي الفيلم أجسد شخصية فتاة مدخنة بشراهة لا تفارق السيجارة يدها، في حين أني كنت لا أحب السجائر، ولا أطيق رائحتها، وعندي حساسية منها، ولكن المخرج أصر على أن أتمرن على التدخين لمدة شهرين قبل بداية التصوير، وبالفعل تدربت، وهذا كان ضرورياً جداً لتظهر الشخصية كما أرادها المخرج والكاتب..
أخيتي: بعد قراءتك لهذه الأسطر أقول لك أيتها المسلمة العبر الآتية التي نستخلصها:
تذكري قول عمر - رضي الله عنه - \" اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة\"، فتأملي أهل الباطل كيف هم صبورون ومثابرون للوصول إلى مبتغاهم، وأنت المسلمة صاحبة الحق ومن أهل الدين الخالد عاجزة عن أن تتوقفي عند التدخين، بل وعاجزة عن التوبة الصادقة من بقية المعاصي كالغناء والغيبة والملابس العارية!!
قالت الممثلة: \"كنت لا أحب السجائر، ولا أطيق رائحتها، وعندي حساسية منها.. أسباب قوية ومانعة من التدخين تعود إلى فطرة سوية وأمراض عضوية، ورغم هذا شوهت ومسخت فطرتها النقية، ورضيت أن تعيش آثاراً مدمرة لأمراضها العضوية.. فعلت كل هذا من أجل فيلم سينمائي!! وأنت ماذا فعلت لتنقذي نفسك من أخطار التدخين وبقية المعاصي المدمرة التي تتعدى عقوباتها الدنيا إلى الآخرة.
تقول الممثلة: \"ولكن المخرج أصر على أن أتمرن على التدخين\"!! فأقول لك يا أختي المسلمة المدخنة: كم عدد الذين أمروك بترك التدخين وأصروا عليك في ذلك؟ لا شك أنهم كثيرون.. وأول من أمرك بهذا خالقك ورازقك - سبحانه وتعالى- لأنها من الخبائث المحرمة. فقد قال - تعالى -: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) ثم والداك الحبيبان، ثم إن كان لك زوج وأبناء، ثم كل المجتمع من حولك، ثم صحتك التي تهمك قبل أي شخص، ثم مكان عملك، ثم مكة حرم الله الآمن الذي نهينا عن إيذاء شجره وطيره والتقاط لقطته.. فهل حسبت حساب هؤلاء؟ هل توقفت عند تحذيراتهم لك وحبهم الدافق نحوك؟ ألم يكفك قوله - تعالى -: \"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر\"؟! هل.. ؟! وهل.. ؟! وهل.. ؟!
توقفي أيتها الحبيبة أليس فعل هذه الممثلة التي استجابت لأوامر مخرج لا يهمه مصلحتها أو صحتها وهي تعلم يقيناً أن همه الأكبر نجاح الفيلم وتحقيق الإيرادات المالية الضخمة، ورغم علمها بكل ذلك استسلمت ونفذت في المدة المحددة لها وهي شهران ونصف لتتحول إلى مدخنة شرهة. وأنت يمهلك الجميع وقتاً كافياً ولم تستجيبي!!
تقول في آخر لقائها: لتظهر الشخصية كما أرادها المخرج والكاتب!!
انظري إلى مدى الطاعة العمياء لرغبات بشر مثلها! لو اجتمعوا على أن يضروها بشيء فلن يضروها إلا بشيء قد كتبه الله عليها!! ولكنها وضعت حساباً دنيوياً خالصاً وخاصاً وهو ظهورها بالشخصية المطلوبة، ليس من أجل المخرج والكاتب، ولكن من أجل نفسها في الحقيقة، فهي تريد أن تظهر في صورة الممثلة القديرة الذكية فيتهافت عليها المخرجون وتكسب الآلاف وتصبح مشهورة يشار إليها بالبنان في كل مكان!!
وأنت يا أختي المسلمة المدخنة: هل أعدتِ حسابك وكنت أذكى منها في أن تقدمي نفسك خالصة لله - تعالى -. وتكونين فقط أمةً منفذة لأوامره فتفوزين بنعيم الدنيا والآخرة خير وأبقى.
وأخيرا.. أرأيت كيف يعمل أعداؤنا وأتباعهم من أبناء المسلمين على حربنا وتدميرنا واجتثاث جذورنا الدينية العميقة ونحن نضحك لهم ونصفق!! بل وندفع أموالنا رخيصة لهم لنشاهد صوراً لفتاة مدخنة بشراهة، تعلمنا وتعلم أجيالنا كيف نستسهل الوقوع في المعاصي!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد