هكذا علمنا السلف ( 45 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

أبواب الوقاية من الفتن:

 

الباب الأول: الاعتصام بالله والاستعاذة به منها، ولزوم الاستغفار مع محاسبة النفس:

 

هكذا المناجاة لله - تعالى - والخشية والخشوع:

عن ميمون بن حيان قال: «ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد، فزع أهل السوق لهدته وأنه لفي المسجد في صلاته فما التفت»(1).

 

عن زيد عن بعض البصريين: «أن مسلماً كان يصلي في المسجد قال: فوقع بعض المسجد ففزع بعض أهل المسجد قال: ومسلم في بعض المسجد ما تحرك»(2).

 

عن معتمر قال: بلغني أن مسلماً كان يقول لأهله: «إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي»(3).

 

عن مسلم بن يسار: «أن أهل الشام لما دخلوا هزموا أهل البصرة زمن ابن الأشعث، فصوت أهل دار مسلم بن يسار فقالت له أم ولده: أما سمعت الصوت؟ قال: ما سمعته»(4).

 

عن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال: «كان مسلم إذا دخل المنـزل سكت أهل البيت، فلا يسمع لهم كلام، وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا»(5). ولهذا لم يسمع أن مسلم بن يسار دخل في فتنة، فقد اكتسب البصيرة من العبادة.

 

الباب الثاني: تنقية النية من الشوائب.

قال ابن الجوزي: «والصدق في الطلب منار أين وجد، يدل على الجادة، وإنما يتعثر من لم يخلص... ومن الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمهم صعود وترق، كلما عبروا مقاماً رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا»(6).

 

وقال الجيلاني: «يا غلام: فقه اللسان بلا عمل القلب لا يخطيك إلى الحق خطوة، السير سير القلب»(7).

 

قال الربيع بن خيثم: «كل ما لا يراد به وجه الله: يضمحل»(8).

 

الباب الثالث: الالتزام بالسنة والحرص عليها بعد فهمها وفقهها:

عن إبراهيم قال: قال عبد الله: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم»(9).

 

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمعه يقول: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه، ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش يقول: «صبحكم أو مساكم»، ثم قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار بإصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم قال: «إن أفضل الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة»(10).

 

تشبث أبي بكر بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم:

عن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال: «لست تاركاً شيئاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ»(11).

 

تفقد عمر لأهل العلم والفضل وتعظيمهم والشد من أزرهم:

خرج عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مع رجل إلى أرض الروم، فنظر الناس وهم يتبايعون كسرة الذهب بالدنانير وكسرة الفضة بالدراهم، فقال: «يا أيها الناس إنكم تأكلون الربا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تبايعوا الذهب إلا مثلاً بمثل لا زيادة بينهما ولا نظرة»، فقال رجل: لا أرى الربا يكون في هذا إلا ما كان من نظرة، فقال عبادة: أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن رأيك، لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك عليّ إمرة، فلما قفل لحق بالمدينة فقال له عمر: ما أقدمك يا أبا الوليد فقص عليه القصة، فقال: ارجع إلى أرضك وبلدك ولا إمرة له عليك، فقبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك»(12).

 

_________________________

(1) كتاب الزهد للإمام أحمد 357.

(2) كتاب الزهد للإمام أحمد / 359.

(3) كتاب الزهد للإمام أحمد / 355.

(4) كتاب الزهد للإمام أحمد / 358.

(5) كتاب الزهد للإمام أحمد / 359.

(6) صيد الخاطر ص355.

(7) الفتح الرباني ص29.

(8) طبقات ابن سعد 6 / 186..

(9) الإبانة 1 / 327.

(10) رواه مسلم من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال به، كتاب الجمعة رقم 43º ورواه ابن أبي عاصم من طريق سفيان، عن جعفر به، وصححه الألباني، رقم 24º ورواه ابن ماجه، رقم 45º والبيهقي في السنن الكبرى 3 /214º وأحمد 3 / 371º والخطيب في تاريخ بغداد 4 / 440. ( الإبانة 312 - 313 ).

(11) الإبانة 1 / 246.

(12) وهذا إسناد جيد. ( الإبانة 1 / 256 - 257 ).

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply