هكذا علمنا السلف ( 38 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 السهم الخامس: ذم النفس في الملأ:

 قال الحسن البصري: «من ذم نفسه في الملأ فقد مدحها، وذلك من علامات الرياء».

 

المهم أن الله يعرفك:

لا تجلس تذم نفسك عند الناس فالله أعلم بك منهم، وأنت أعلم بنفسك من غيرك، ولا يغرنكم جهل غيرك بك علمك بنفسك.

 

قال مدرك بن عوف الأحمسي: «بينا أنا عند عمر - رضي الله تعالى عنه - إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن، فجعل عمر يسأله عن الناس، فجعل الرجل يذكر من أصيب من الناس بنهاوند، فيقول: فلان بن فلان وفلان بن فلان، ثم قال الرسول: وآخرون لا نعرفهم، فقال عمر: لكن الله يعرفهم»، وفي لفظ آخر: قال عمر : «ولكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم»(1).

 

إن في الطاعة شغلاً عن المعصية . ولذتها منسية غيرها:

جرت مسألة في محبة الله في مكة فسئل الجنيد فقال: «عبدٌ ذهب عن نفسه، متصل بذكر ربه، قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه... فإن تكلم فبالله، وإن نطق فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فمع الله، فهو بالله، ولله، ومع الله»(2) فليس هدفه أن يذكر، أو يعرف.

 

------------------------------------------------------

(1) الخراج لآبي يوسف ص35 العوائق لمحمد الراشد/54.

(2) مدارج السالكين 3/16.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply