هكذا علمنا السلف ( 31 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 المحاسبة واستدراك الأمر قبل فواته:

[1434] حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا همام عن قتادة قال: كان العلاء بن زياد يقول: (( لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه فأقاله، فليعمل بطاعة الله - عز وجل-)).

 

مثال في المحاسبة:

 [2114] حدثنا عبد الله حدثني أبو موسى قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال إبراهيم التيمي: (( مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسعيرها، آكل من زقومها، وأشرب من زمهريرها فقلت: يا نفس أيش تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا فأعمل عملاً أنجو به من هذا العقاب، ومثلت نفسي في الجنة مع حورها، وألبس من سندسها وإستبرقا وحريرها قلت: يا نفس أيش تشتهين؟ قال: فقالت: أرجع إلى الدنيا فأعمل عملاً أزداد فيه من هذا الثواب، قلت: فأنت في الدنيا وفي الأمنية)).

 

لكن اعلم يا محب أن المحاسبة يسبقها المشارطة، وهي أن تكتب عقداً بينكم وبين نفسك تلزمها به، ثم تبدأ تحاسب نفسك وفق ذلك العقد وذاك الشرط، أما أن تترك نفسك سبهللاً فستقول لك: على أي شيء تحاسبني؟ وهل بيني وبينك اتفاق حتى نتحاسب.

 

كلمات في المنهج:

قال ابن القيم في الفوائد (ص : 45): (( من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه، للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس، فمن  هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.

 

إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

 

الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم العمر.

 

أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل الوقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها، كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة.

 

لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله ـ سبحانه ـ أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.

 

دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكـرة فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلاً)).

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply