بسم الله الرحمن الرحيم
يعيشُ العالَمُ ثورةً معلوماتيةً في نواحٍ, عدةٍ, من المعارف، و يسعى فئام من المعرفيين إلى اغتنام الأوقات في تحصيل ذلك، و لا لوم على أحدٍ, فإن المعارف أغذيةُ العقول، وطعام الفؤاد.
و من تلك العلوم و المعارف ما يتعلَّقُ بالذات البشرية، و هندسة أحوالها، و مراعاة أنماط تفكيرها، و هو ليس من العلوم المُستَحدَثَةِ حقيقتها، و عوائدها كثيرةٌ جداً من نواحٍ, عدة.
و أجلٌّ تلك العوائد فيما يكون متعلَّقُه الغير أن العارف بها _ و لو ابتداءً _ يستطيع إيصال المعلومة إلى من يريد بأبسط طريق، و أخصر أسلوب إقناعي.
و هذا الشيء من المهمات للداعية و العالم، حيث أنه يواجه جمهوراً من الناس في إبلاغ دعوته و تختلف أنماط الناس من شخص إلى آخر، فمنهم _ على التقسيم البشري الـNLP _ من يتعامل بنمط الصورة، ومنهم من يتعامل بنمط السمع، و منهم من يتعامل بنمط الحسِّ و الشعور، و التعامل مع كلٍّ, بما هو من حاله و طريقته مهم جداً.
من هذا نعرف مدى أهمية هذا العلم للداعية، و مدى قيمته العائدة عليه حين إنزاله في أرض العمل و التطبيق.
و الغفلة عنه من آفات الدعاة، و من نقائص الدعوة، إذ كيف نعرف درباً يُوصِلُ المعلومة و النصيحة لأهلها من أسهل ما يكون و نعرضُ عنه لا نلوي على شيء ؟!.
عرف طوائف من أهل الشر و الإفساد هذا العلم، و منافعه فتعلموه و استغلوا جهالةَ الصالحين به فاستعملوه في الفساد _ و من عادة بعض أهل الصلاح أن أي شيءٍ, يستعمله أهل الباطل في الشر فهو شرُّ عندهم، و لو كان في الخير من الأمور التي لا يُستغنى عنه فيها _ فأثَّروا في عامة الناس الذي لا يفرقون بين الحق والباطل، ولا يعرفون للحق علائمَ إلا أن يكون من قبيل الهشِّ الضعيف.
و هنا تكمن خطورة تعلمِ هذا العلم لمن لا يخشى اللهَ _ تعالى _، و نعرف أهميته _ أيضاً _ للداعية الزاهد في هذا العلم.
و ليس في تعلمه شيءٌ من المحظورية و إنما الشأن فيها أنه باقٍ, على أصل الإباحة و لا يُنقلُ عنها إلا بنصٍّ, ثابت الدلالة عليه.
فعلى أهل الدعوة أن يعتنوا بدراسة هذه العلوم، والأخذ بمعاقدها، والنيلُ لجوامعها، واستعمالها في البذل الدعوي.
سدَّد الله الخُطى، و أقالَ الخَطا، و رفع الدرجة، و غفر الزلة!.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد