هل هام دمعك بالحنين و قد همى *** لما هوى منك الفؤاد فأحرما؟
جردت جسمك من ثيابك زاهداً *** وكسوت روحك بالصفاء معظما
و دخلت من باب السلام مسلّما *** و مكبرا ومهللا ومكرما
و الركن و الحجر الطهور لثمته *** فلثمت ملثم أحمد مترسما
هزت كيانك نفحة روحية *** فوددت لو أوصاله صارت فما
تصفوا مراشفه العذاب طهارة *** ويكاد بالإلهام أن يتكلما
ولربما جاد الإله بنوره للنفس *** إن صافت وعفت ربما
وتطوف حول البيت روحًا خالصا *** لم يبق منك سوى الخشوع مجسما
فلقد دعاك الله ضيفا طاهرا *** في بيته المعمور مفور الحمى
أكرم برب البيت يدعوا ضيفه *** فإذا دعاه الضيف أغد منعما
وذكرت إبراهيم عند مقامه *** فوقفت فيه للصلاة متيما
وقصدت زمزم والحطيم تبركًا *** فتنعمت آنًا بالحطيم وزمزما
وسعيت بين المروتين مهرولاً *** حينا وحينا بالدعاء متمما
ووقفت في عرفات ربك ضارعا *** مستغفرا وذرفت دمعك مسلماً
وافضت في زحف الحجيج لمشعر *** قد جل من أعلى حماه وحرما
فإذا نزلت منى بلغت بها المنى *** وحمدت من أهدى إليك وانعما
ورجمت إبليس اللعين مؤكدًا *** ألا تقارف منكرا أو مأثما
فرميته حين استعذت مكبرا *** عزت يمين من استعاذ ومن رمى
لله درمك حين تذهب زائرًا *** بعد المناسك قاصدا وميمما
ولزمت باب الوحي نورا غامرا *** قد عانقت أسراره نور السما
ووقفت تبكي عند باب محمد *** صلى عليه ذو الجلال وسلما
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد