تدريس مفاهيم التربية المرورية في المناهج المدرسية


بسم الله الرحمن الرحيم

 

أصبحت حوادث المرور تشكل مشكلة كبيرة تعاني منها المجتمعات نظرا لما لها من أضرار وخسائر اجتماعية واقتصادية، حيث تشير الاحصاءات الدولية إلى أن حوادث المرور تودي بحياة أكثر من نصف مليون سنويا، وتشير الاحصاءات إلى أن معدل الوفيات نتيجة حوادث المرور في الدول المتقدمة نحو \" 5-10 أفراد \" لكل عشرة آلآف مركبة تقريبا، بينما في الدول النامية يرتفع المعدل إلى نحو \" 50-100 فرد \" لكل عشرة آلاف مركبة.

 

في معظم بلدان الوطن العربي برزت مشكلة حوادث الطرقات وبدأت تشكل استنزافا خطيرا لطاقات بلدانه ومواردها وجهودها في مجالات التنمية والاعمار والبناء وارتبط حجم المشكلة بأمرين هما حجم السكان وأعداد المركبات، فالزيادة السكانية التي تقدر بنحو البالغة نحو2% عملت على زيادة الحاجة إلى توفير المزيد من المركبات الجديدة وفتح المزيد من المدارس المتخصصة بتعليم السياقة لتأهيل من هم في سن الرشد تأهيلا يجعلهم قادرين على تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.

وعلى الرغم من اتساع رقعة أراضي سلطنة عمان والبالغة نحو 309 آلاف كم2، إلا أن تحسن مستوى معيشة المواطن العماني وما تشهده السلطنة من تقدم تنموي و حضاري أدى إلى امتلاك المواطنين للمركبات على نطاق واسع بحيث وصلت النسبة عام 2002م \" \" خمسة مواطنين لكل سيارة \" حيث أخذت منعطفا خطيرا تهدد حياة الناس من خلال بروز ظاهرة حوادث الطرق، وما نجم عنها من وفيات وإصابات جسيمة عملت على ظهور إعاقات جسدية بين المواطنين وبخاصة فئة الشباب المنتجة، فضلا عن الخسائر المادية التي تقدر بملايين الريالات العمانية والتي تؤثر سلبا في الاقتصاد الوطني للدولة. وتشير تقارير الإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية إلى ارتفاع كبير في منحنى حوادث الطرق، فبينما بلغت سنة 1970 (50)حادثا ارتفع عام 2001م ليصل إلى (13101) حادثا مروريا.

 

إن حوادث الطرق وما ينتج عنها من إصابات بالغة الخطورة إضافة إلى الوفيات تضع المسؤولين في دائرة الاهتمام بهذه الظاهرة و إلى بذل المزيد من الجهود بغية توفير الأمن والسلامة وبخاصة السلامة على الطرقات لكل المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة بحيث تكون المركبات وسائل نقل ورفاهية لا وسائل قتل وتخريب نتيجة سلوكات خاطئة.

لذا فقد تزايد الاهتمام عند المسؤولين وصناع القرار وبخاصة في وزارة التربية والتعليم التي ركزت على أهمية اعتماد التوعية المرورية كجزء مهم وأساس وتضمينها في محتوى المقررات الدراسية.

ولما كانت المدرسة بمثابة الدرع الواقي الذي يعمل على إكساب الطلبة المعارف اللازمة عن قضايا المرور ومشكلاته وترجمتها إلى مواقف حية في عقولهم ووجدانهم بحيث تنعكس في سلوكاتهم اليومية، فقد كان لزاما على وزارة التربية والتعليم أن تأخذ دورها الريادي بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى للعمل على حل هذه الظاهرة والحد من انتشارها بدلا من تفاقم المشكلة.

 

أهداف التوعية المرورية:

إن الهدف من التوعية المرورية تحقيق الآتي:

- توجيه أنظار الشباب إلى مدى الأضرار الجسيمة التي تنتج بسبب عدم الالتزام بأنظمة وقواعد المرور.

- الحد من حوادث الطرق عن طريق الالتزام بقواعد المرور الآمن.

- تنمية اتجاهات مرورية صحيحة عند الطلبة تمكنهم أن يسلكوا سلوكا رشيدا في حياتهم اليومية.

- توعية أولياء أمور الطلبة بأهمية القيادة السليمة حفاظا على أرواح الناس.

 

مفاهيم التربية المرورية في مناهج وكتب الدراسات الاجتماعية:

أشارت مصفوفة المدى والتتابع لمادة الدراسات الاجتماعية للصفوف \" الثالث العاشر الأساسي \" إلى موضوعات عدة في الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية، لكن الملاحظ أن المصفوفة تكاد تخلو من الموضوعات المتعلقة بالتوعية المرورية، وهذا يؤكد ضرورة تكاتف الجهود وتضافرها من أجل تعزيز مفاهيم التوعية المرورية وإدخالها في المناهج والكتب المدرسية.

 

نموذج درس تطبيقي \" التوعية المرورية \" باستخدام طريقتي الاستقصاء وحل المشكلات.

حينما يدرس معلم الدراسات الاجتماعية موضوعات خاصة بالسكان، فإنه غالبا ما يتحدث عن الوفيات كأحد الأسباب التي تؤثر في النمو السكاني وقد يقوده الأمر إلى التطرق والربط العرضي لموضوع حوادث المرور ومن ثم طرح النشاط الاستقصائي على الطلبة لتنفيذه كالآتي.

- يطرح المعلم المشكلة المرورية \" حوادث المرور في السلطنة \"

المؤشرات:

* عدد الحوادث لعام 2001م 13101 حادث مروري.

* عدد الوفيات 499 شخصا.

* عدد الإصابات 5006 حادثا.

* عدد المصابين 9625 مصابا.

 

- بلغت تكاليف الحوادث نحو \" 45 ملينو ريال عماني \" مما يشكل ضررا جسيما على اقتصاد السلطنة.

- يطرح المعلم التصورات الممكن أن تعمل على التقليل من حجم الظاهرة ويناقشها بين الطلبة وهي:

* وضع تشريعات متطورة لمعاقبة المخالفين للقوانين المرورية يخفف من حجم المشكلة.

* وضع برامج توعية مرورية بوسائل الإعلام وبخاصة المدارس.

* مسح للطرق لبيان مدى أهليتها لتحمل المركبات.

* زيادة رقابة شرطة المرور وتأهيلهم تأهيلا جيدا.

 

- التركيز على برنامج واحد ووضع الفرضيات القابلة للتحقيق وليكن التوعية في المدارس:

* تضمين الكتب المدرسية لموضوعات تتضمن توعية مرورية يقلل من هذه الظاهرة فيما بعد.

* تفهم المعلمين وتوعيتهم بالظاهرة يساعد على التعليم والتعلم الفعالين ويقلل من أخطار ظاهرة الحوادث المرورية.

 

- يوضح المعلم أهمية جمع المعلومات وفحصها وتكون من خلال:

* لقاءات مع المسؤولين في شرطة عمان السلطانية، قسم المرور، ولقاءات مع المسؤولين في الإعلام والتربية \" مناهج، إعلام تربوي، إعلام، صحف،.... ألخ\".

 

- كتابة التقرير النهائي وكتابة النتائج.

- تقييم الوضع من خلال:

** مراقبة سلوك الطلبة ومعرفة مدى إتباعهم قواعد المرور الآمنة.

** مقارنة نسبة حوادث السنوات السابقة باللاحقة.

** مقارنة التكاليف السابقة بالحالية.

- إصدار الحكم على مدى فاعلية التوعية المرورية وصلاحية الإجراءات من أجل التقليل من هذه الظاهرة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply