تعريف وتنظيم وظائف الأنشطة الطلابية


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 يعد النشاط الطلابي من أهم مقومات العملية التربوية، و التي تهدف إلى تربية النشء تربية متكاملة في جميع المراحل الدراسية المختلفة.

 

تعريف النشاط الطلابي:

(وسيلة وحافز لإثراء المنهج و إضافة الحيوية عليه و ذلك عن طريق تعامل المتعلمين مع البيئة و إدراكهم مكوناتها المختلفة، بهدف إكسابهم الخبرات الأولية التي تؤدي إلى تنمية معارفهم و اتجاهاتهم بطريقة مباشرة).. ذلك الجهد من المنهج المدرسي الذي يتيح مزيدا من الفرص لفاعلية الطالب و إيجابيته في اكتساب خبرات المنهج و من ثم تحقيقه تلك البرامج المتكاملة مع البرنامج التعليمي، و المحققة له و التي تخطط لها الأجهزة التربوية و توفر لها الإمكانيات المادية و البشرية و تشرك فيها جميع الطلاب لإتاحة الفرصة لكل منهم، كي يمارس أنواع النشاطات المناسبة لميوله و اتجاهاته و خصائص مراحل نموه سواء أكان ذلك عن طريق برامج المسابقات أو برامج المناسبات أو المشاركة في جماعات النشاط المتنوعة، داخل الفصل الدراسي و خارجه، وداخل المدرسة و خارجها مما يؤدي إلى إثراء خبراته و تنمية شخصيته في كافة جوانبها الجسمية و العقلية و الروحية والنفسية و على هذا فهو ليس عملية ترفيهية ترمي إلى تمضية الوقت حتى و لو كان متخذا هذا الشكل في بعض الأحيان و لكنه مواقف تربوية محددة ترمي إلى أهداف بعيدة، تعنى بتنمية الفرد بأقصى ما تتيحه قدراته العقلية و النفسية و الجسمية و من هذا يتضح أن النشاط التربوي لم يعد يقوم على المفهوم القديم باعتباره نشاطا لا منهجيا أو لا صفيا و إنما هو نشاط تربوي له منهجيته و أسلوبه، ليحقق هدفا محددا، أيا كان مجاله أو علاقته بالمنهج أو مكان تنفيذه.

و يمكن استخلاص تعريف جديد للنشاط الطلابي في ضوء الاتجاهات المعاصرة الحديثة بأنه:

تلك البرامج التي يخطط لها و تنفذها المدرسة و التي تتناول كل ما يتصل بالحياة و نشاطاتها المختلفة ذات الارتباط بالمواد الدراسية و الجوانب الاجتماعية أو البيئية و التي تكسب الطلاب الخبرات و المهارات بهدف تنمية معارفهم و مداركهم و اتجاهاتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة متمشية في ذلك مع طبيعة الحياة العصرية التي يحتاجها الطالب.

و يؤكد هذا المعنى نظريات علم النفس مثل نظرية جاثري التي تقول بأن الفرد يتعلم ما يعمله أو يقوم به و كان من بين تطبيقات هذه النظرية السيكولوجية في مجال التربية، ظهور ما يسمى منهج النشاط، التي تعتبر أن فعالية التلميذ في الموقف التربوي أمر ضروري و حيوي لإتمام عملية التعلم.

و إذا كانت التربية تهدف إلى تحقيق النمو المتكامل لشخصية الفرد في مختلف جوانبها أو مكوناتها (المعرفية الوجدانية النفس حركية) فإن النشاط المدرسي يتحمل جانبا كبيرا من تحقيق هذا الهدف، و ذلك بتنوعه حسب ميول التلاميذ و حاجاتهم إضافة إلى مطالب المجتمع و حاجاته (أي تحقيق التوازن بين حاجات الفرد و حاجات المجتمع).

 

وظائف النشاط الطلابي:

1. الوظيفة النفسية: فهو وسيلة لإعادة الاتزان النفسي و الاستقرار و توجيه السلوك، بل و تعديل السلوك غير السوي.

2. الوظيفة البدنية (الجسمية): إشباع حاجات الفرد الصحية و اكتمال الصحة و النمو البدني.

3. الوظيفة الاجتماعية: يحقق فرصة للتدريب العملي حيث تمارس الأساليب الديموقراطية و معرفة مبادئ الحق و الواجب و تحمل المسئولية.

4. الوظيفة العملية: حيث يتيح الوسط الملائم لتزويد التلاميذ بالمعلومات العملية و فهمها على حقيقتها، و اكتساب المهارات لها، و اكتشاف المواهب لدى الأفراد و تنميتها و صقلها، مما يفتح المجال أما الإبداعات و الابتكارات.

5. و يعتبر النشاط المدرسي هو الخيار الملائم للبدء في استيعاب التقنية الحديثة و العمل على توليد و ابتكار النماذج الجديدة وفق متطلبات الحياة في المجتمع.

و بذلك فإن التقليل من أهمية النشاط الطلابي و جدواه يمكن أن نؤثر بالسلب على العملية التربوية و لا سيما في الجوانب الآتية:

(مظاهر التقليل من أهمية النشاط الطلابي):

1. تكريس اعتماد العملية التعليمية على التلقين و الاستظهار و ثقافة الذاكرة.

2. غياب الدافعية لدى المتعلمين، التركيز على استقبال المعلومات.

3. سيطرة التعليم النظري و عدم ارتباطه بالعمل و بواقع المجتمع.

4. غياب مجالات التعلم الذاتي و إهمال دور المكتبة.

5. تقييد فرص الإبداع و التعبير الذاتي و تشجيع الإتباع و التقليد و الالتزام بالنصوص.

6. غياب النظرة المتكاملة في تكوين الفرد وتنشئته بصورة تضمن تنمية مختلف جوانب شخصيته.

7. ضعف الكفاية الإنتاجية.

8. تصاعد التفكير التقليدي و انحسار التفكير العملي و التأمل الناقد الواعي.

كيفية تنظيم النشاط الطلابي:

يتضح مما سبق أن الرؤية المستقبلية للنشاط الطلابي يجب أن ما يلي:

1. صياغة البنية التعليمية في صورة جديدة مفهوما و مضمونا و ممارسة على أساس من الارتباط العضوي ببيئة المجتمع.

2. تعليم التعليم بديلا عن أساليب التلقين أي يجب أن نعلم التلميذ كيف يتعلم.

3. الاهتمام بالتربية التقنية.

4. تنمية قدرات التحليل و التركيب و التصور و التخيل و الخلق و الابتكار.

5. الاهتمام بالنظرة الكلية المتكاملة في تكوين شخصية المواطن.

6. تنظيم قدر من الممارسة العملية في مواقع العمل بديلا عن الاقتصار على تعلم الحقائق فقط.

7. إشراك مؤسسات المجتمع في العملية التعليمية.

8. تطوير وظيفة التعليم.

9. إدراك أولياء الأمور للوظائف المتعددة للنشاط التربوي، و تفهم أهدافه و يتعاونوا مع القائمين عليه.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply