أسس المنهج وأركانه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

للمناهج الدراسية دوراً هاما وبارزاً في حياة البشر فهي الأداة الفعالة التي تستخدمها المجتمعات في بناء وتشكيل شخصية الأفراد المنتمون لها، وفقـا لفلسفاتها وثقافاتها ومعتقداتها. فمن المعروف أن المناهج الدراسية تعكس تطلعات وطموحات هذه المجتمعات وأمالها في أجيالها القادمة، كما تعكس الواقع التي تعيشه هذه المجتمعات وما تعانى به من أحداث وما يمر بها من أزمات، وقد فطنت بعض الدول إلى هذه الحقيقة وأجرت تعديلات واسعة وشاملة وأحدثت تغيرات هائلة في مناهجها الدراسية، مما أدى إلى ظهور طفرات هائلة في تقدم هذه الدول على كافة الأصعدة، وفي كافة مجالات الحياة، وحققت تقدماً مذهلاً في شتى ضروب العلم والمعرفة، وقد فطن التربويون والباحثون في مجال التربية عن خطورة المناهج الدراسية والدور الهام التي تقوم به في تنشئة أجيال من الدارسين والمتعلمين، وإكسابهم المهارات والعلوم التي تساعدهم في النمو المتكامل لشخصياتهم، وكذلك النهوض بمجتمعاتهم.

 

وقد أشار إلى ذلك الدكتور خليفة السويدي الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس في جامعة الإمارات بمحاضرة ألقاها يوم 6/10/2003م بالمجمع الثقافي في أبو ظبي بعنوان «التربية في دولة الإمارات، تحديات وآمال\"إلى التحديات التي تواجه العملية التربوية في العالم والتي تم تحديدها من خلال علم صناعة المستقبل الذي يعد من اشهر علوم التربية الحديثة وهذه التحديات هي تحدي كسر الحواجز والتي تتضمن مشكلة الانسلاخ من الهوية.

 

كما يذكر الدكتور محمد الرميحي في كتابه أحاديث عربية عن أسئلة وإجابات في المسألة التربوية الصادر عام 1991م أنه في شهر أغسطس 1981م شكل وزير التربية والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية لجنة من ثمانية عشر عضوا لدراسة نظام التعليم في أمريكا وتقديم مقترحات لإصلاحه. وخرجت بتقرير خطير كان عنوانه ((أمة في خطر)) فيه إدانة كاملة لنظم التعليم السائدة في أمريكا. وكذلك فعل الاتحاد السوفيتي السابق عندما أصدر قرارا موجها في ابريل من عام 1984م بإقامة كليات تقنية وعملية وزيادة سنوات الدراسة العامة من عشر سنوات إلى إحدى عشر سنة، وغيرها من القرارات التعليمية التي كان الهدف منها رقي المجتمع السوفيتي.

 

والتطور لم يقتصر على الاختراعات و الصناعات المختلفة، فقد كان متوافقا مع التطور في المجال التربوي والتعليمي، لأن المجالين يكمل بعضه بعضاً، ولأن التطور التقني يتطلب قدرات متطورة وعالية لدى العاملين لكي يستطيعوا مواكبة التطور التقني.

 

وقد ارتفعت أصوات المفكرين الجادين من التربويين العرب والمسلمين لإجراء ثورة في أساليب التربية والتعليم في مدارسنا، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية والوسائل التي تمكن المدرسة من أداء عملها على الوجه الأكمل. والكثير منهم يشتكي ضعف المناهج الحالية لأنها تدور في حلقة مفرغة، فيها من الثوابت أكثر من المتغيرات. والحياة بطبيعتها متغيرة.

وبرغم المحاولات الجادة إلى تصنيف الأسس التي تبنى عليها المناهج بغرض الدراسة إلا أن هذه التصنيفات تختلف من باحث تربوي لآخر. ومن هذه الأسس التي يعتمد عليها المنهج

1- الخبرة

2- التلميذ

3- البيئة

4- المجتمع.

و اختلاف نظرة العلماء لتعريف المنهج أدت إلى اختلاف تركيزهم على الأسس التي يبنى عليها المنهج. وقد تناول الباحثون هذه الأسس وطبيعتها وطرق الاستفادة منها في بناء المنهج الدراسي.

ويدعو الكثير من التربويين إلى التعامل مع هذه الأسس والاهتمام بها حسب أولويتها. فمعاملة المعلم تختلف عن معاملة المحتوى.

فعلى سبيل المثال التعليم التقليدي يركز على ثلاثة محاور أساسية وهي المعلم والمتعلم والمعلومة ويواجه هذا النوع من التعليم في هذا العصر بعض التحديات مثل:

1- الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلاب.

2- قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربويا.

3- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعيب في التعليم.

4- القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.

والنظرة العامة لمناهج التعليم في أي دولة يجب أن تكون نظرة شاملة فاحصة وليس وفق سياسة ترقيعية تصلح هذا وتدمج ذاك. ولهذا فقد بات الضروري أن يكون هناك توجه حقيقي نحو التطوير، ليشمل المناهج من جوانبها المختلفة، فينعكس إيجابيا على العملية التربوية، شاملة إيجاد مناهج تلبي متطلبات المجتمع في التنمية، وتساير ما يحدث من تقدم في العديد من المجالات، وما يجرى الآن في المملكة العربية السعودية هو ما يمكن أن نطلق عليه سنوات إعادة النظر في كل شيء ومنها المناهج.. ففي مقابلة أجرتها جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الخميس الماضي الموافق 12/8/1424هـ مع الدكتور عبد الإله المشرف مدير عام المناهج بوزارة التربية والتعليم ذكر أن هناك مشروعا وطنيا شاملا لتطوير المناهج تنفذه الوزارة حاليا يهدف إلى تطوير العملية التعليمية من خلال بناء المحور الأساسي منها وهو تطوير المناهج. واللافت للنظر في هذه العملية غياب العمل التنظيمي الأهلي والمؤسسي في تطوير المناهج مما يلقى بثقل كبير على العاملين في الميدان التربوي في دراسة المشكلات التي تتعلق بتنفيذ المناهج الدراسية أو البرامج التعليمية واقتراح الحلول المناسبة لها. وكذلك اقتراح القوة والضعف في المناهج الدراسية.وكذلك اقتراح الوسائل التعليمية المناسبة لخدمة المناهج الدراسية.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply