إلى كل من تكلم على العلماء


بسم الله الرحمن الرحيم

 

حزنت حين قرأت موضوع أحد الإخوة هداني الله وإياه لموضوع يتطرق فيه بطريقة غير مباشرة لعلماؤنا الأفاضل - حفظهم الله -، وقد هلل الكثيرون له، نسأل الله لنا ولهم العفو والسلامة وإليكم هذه الكلمة في فضل العلماءº

أيها الناس اتقوا الله - تعالى - واعلموا أن من أكبر نعمة عليكم أن حفظ لكم هذا الدين برجاله المخلصين وهم العلماء العاملون الذين كانوا أعلاماً يهتدي بهم وأئمة يقتدي بهم وأقطاباً تدور عليهم معارف الأمة وأنوارا تتجلى بهم غياهب الظلمة فإن في وجود أمثال هؤلاء في الأمة حفاظاً لدينهم وصوناً لعزتها وكرامتها فإنهم وصوناً لعزتها وكرامتها فإنهم السياج المتين يحول بين الدين وأعدائه والنور المبين تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه وهم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم فإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر وهم شهداء الله في الأرض الذين شهدوا بالحق وأعلنوها على الملأ بأنه لا إله إلا الله وأنه - سبحانه - هو القائم بالقسط، وأن كل حكم يخالف حكمه فهو ظلم وجور، قال الله – تعالى -: (أشهد الله أنه لا إله إلا الله هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، وهم شهداء الله في أرضه يشهدون بأحكامه على خلقه يقرؤون كتاب الله وسنة رسوله ويفهمونها فيشهدون على الخلق بما فيها من أحكام عادلة وأخبار صادقة فليس في الأمة كمثلهم ناصحا مخلصا يعملون أحكام الله ويعظون عباد الله ويقودون الأمة لما فيه الخير والصلاح فهم القادة حقا وهم الزعماء المصلحون وهم أهل الخشية لله(إنما يخشى الله من عباده العلماء)،

 

ولهذا تكاثرت النصوص في فضل العلم وأهله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) وقال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهل الله له طريقاً إلى الجنة)، وقال: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء)،

 

أيها الناسº (إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم يهتدي بها ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تل الهداة)، (وأن فقيها واحدا أشد على الشيطان من ألف عابد)، وذلك لأن العابد منفعته قاصرة على نفسه أما الفقيه فقد حفظ دين الله ونفع عباد الله فهو يقود الأمة إلى الخير ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد والشيطان يقودهم إلى الشر: (إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)، فدعوة الفقيه ودعوة الشيطان ضدان والشيطان والداعي إلى الخير متعاديان فلذلك كان الشيطان يفرح بموت العلماء لأنهم أعداؤه يحولون بينه وبين ما يريد،

 

أيها الناس إذا كان هذا فضل العلم وحال العالم أفلا يليق بنا أن نبذل الجهد لتحصيل العلم النافع بالسؤال والقراءة، والبحث، والتحقيقº لنفوز بإرث الأنبياء الكرام وبصحبتهم في دار السلام فنعم الموروث الأنبياء ونعم الرفيق،

 

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن ييسر لهذه الأمة ما يحفظ به عليها دينها وينصر به أهل طاعته ويذل به أهل معصيته إنه جواد كريم رؤوف رحيم،

 

من الضياء اللامع من الخطب الجوامع لفضيلة شيخنا الفقيه العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله وجمعنا وإياه في جنة الفردوس،

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply