هل من عود إلى حلب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الـشـوقُ أقتلُ ما يَفري إذا احتجبا *** والـعُـمـرُ ضاعَ إذا لم يستعد حَلَبا

 

خمسٌ وعشرونَ: لم تَكحل مدامعُنا *** و لا تـنـاهى الذي في حُبِّها التَهَبا

 

خمسٌ وعشرونَ من صدٍّ, ومن صَلَفٍ, *** ومـن سـكاكينَ ما أبقت لنا عَصَبا

 

كـلٌّ الـطيورِ إلى أعشاشِها انقلبَت *** إلا مُـعنّىً، كسيرَ القلبِ، ما انقلبا

 

إلـيـكً عـنّي، فلا أرضٌ ولا بَلَدٌ *** و لا سـمـاءٌ إذا لـم تُـعطِني حَلَبا

 

قـالـوا: تَعَزَّ. وأبناءُ البُغاثِ بها *** يَـسـتَنسِرونَ، وما كانوا لها نَسَبا

 

قـالـوا. تَـعَـزَّ. بلادُ اللهِ واسعةٌ *** لا بـاركَ اللهُ فـيـمن حَبَّبَ الغُرَبا

 

أهـلٌ و ودٌ كـمـاءِ الوردِ مُنسَكِبٌ *** وأَطـيَـبُ الودِّ ما أَهدى وما انسكبا

 

يـا لـيـلةٌ من ليالي الشامِ أَذكرُها *** ذِكـرَ الـمَـيامينِ..مجداً تالِداً وأبا

 

وحـدي مـعَ الليلِ والأنسامِ تَنفحُني *** عِطراً شذيّاً، وشعراً يَكشفُ الحُجُبا

 

(أبو فراسٍ,) و(سيفُ الدولةِ) استمعا *** شجوي المُندّى، وحولي أَيقظوا الحِقبا

 

كـلُّ سـقـانـي بِكأسٍ, من شمائلهِ *** ومـن شـمـائِلهم ما أَسرجَ الشٌّهُبا

 

ألـقَـوا إلى (المتنبّي) سمعَهم فشَدا *** مـا هزَّهم طرباً، واعتادَني وَصَبا

 

أولـئـكَ الـقـومُ قومي.يا مُزيَّفةًً *** وجـوهُـكـم، وقفاكم يَلعَنُ العَرَبا

 

أولـئـكَ القومُ، ساموا الرومَ داهِيةً *** وأنـتُمُ تُرخِصونَ العرضَ و النَّسَبا

 

مَـصـارِعُ الـقومِ قد كانت لهم دَأََبا *** وأصـبـحَ الـفلسُ والأدنى لكم دَأَبا

 

يـا عـصـبةً في ديارِ الشامِ راتِعَةً *** مـا أَقـبحَ الغدرَ و التَّزييفَ إن غَلَبا

 

يـا رُقعةً من خيوطِ المكرِ قد نُسِجت *** نـسـجَ العناكِبِ في أقداسِنا العَطَبا

 

مَـنـذا يُـطـيـحُ بها حبّاً وتكرِمةً *** لِـلأكـثـرينَ ندىً، والأكرمِين َأبا

 

الـشـامُ عـربـاءُ لم تَسلَم لِطاغيةٍ, *** إلا لِـتَـنـثُـرَهُ مـثلَ التٌّرابِ هَبا

 

فـهل إلى الشامِ من عَودٍ,، إلى حَلَبٍ, *** إلـى زمـانٍ, تَـقَضَّى صَبوَةً وصِبا

 

إلـى مـلائـكةِ الرحمانِ قد هَبَطت *** تَـطوفُ بالسامرِينَ الصِّيدِ.. والأُدَبا

 

الـهـديُ والمَجدُ ما التفَّا وما التَمَعا *** تـاجا على مفرِقٍ, أعلى ولا انتصَبا

 

قـرآنُ (أحـمدَ) غنََى في مساجدِها *** فـأرسـلَ الكونُ أسماعاً لهُ، طَرَبا

 

وفـي مـسـامِـعِـها أزجِت بلابلةٌ *** فـي ذِكرِ (أحمدَ) ما أَصبى وما سَلَبا

 

الـشامُ، باركَها الرحمانُ، ما فتئَت *** أرضَ الرِّباطِ، لِيومِ القدسِ، مُرتَقَبا

 

ما كانَ سيفُ(صلاح الدينِ)من خَشَبٍ, *** ولا خـيـولُ (بَـنِي مَروانِنا) قََصَبا

 

سَـيُـهزَمُ الجمعُ، لا شكُّ ولا رِيَبٌ  *** سَـيُهزَمُ الجمعُ، طالَ العهدُ أم كَرَبا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

رحمك الله جدي

-

حفيدته الخامسة

12:28:13 2023-12-06

الآن وأنا على مشارف الـ25 أقرأها وقلبي فيها، تلك الأرض التي ما وطأتها قبلا، وبقيت في الغربة، آراها عبر كلماتك فقط، رحمك الله جدي وغفر لك.