النشاط الطلابي ..


بسم الله الرحمن الرحيم

 

يسعى النشاط الطلابي بكافة مجالاته وبرامجه لتحقيق مفهوم أن التربية هي إعداد الفرد للحياة نفسها، وأن التربية ينبغي أن ترتكز على القدرات الخاصة الأصيلة لهؤلاء الذين يتعلمون كما ينبغي أن تعتمد في بناء جوانب الشخصية لأبنائنا، والتعرف على محتوى القدرات الأصيلة لديهم لتتحول المدرسة إلى مكان يفيض بالحياة الاجتماعية التي تتميز بالصلات الإنسانية المتبادلة وبالتعاون بين التلاميذ تحت إشراف المدرسين كما أن توجيه الطلاب إلى أنشطة يميلون إليها ويحبونها هو في حد ذاته غاية تجمع بين المتعة والمعرفة، واكتشاف للذات، وتحقيقاً للرغبات المنظمة والمدروسة، وسعياً إلى تعلّم المهارات الأساسية وإشباع للحاجات في مراحل النمو المختلفة، التعليم في مدارسنا وفي ظل النشاط التربوي لن يركز على الجانب العقلي الأكاديمي كما كان، ذلك أن الطريق الصحيح لتحقيق دور المدرسة التربوي هو الموازنة بين الجانب العقلي المعرفي والجوانب الانفعالية والجسمية والاجتماعية والوجدانية، ولاشك أن النشاط التربوي هو جزء لا يتجزأ من المنهج الحديث فهو الجانب التطبيقي للمواد الدراسية في مقابل الجزء النظري حيث يقوم على أساس الخبرات الشخصية المباشرة وبالتالي فإنه سيساعد الطالب على التعلم الجيد والنمو المتكامل، وبما أن النشاط التربوي جزء من المقرر الدراسي فإن الطلاب لا يعتمدون فقط على جمع المعلومات من الكتب الدراسية المقررة بل يربطونها بمصادر أخرى من الأنشطة تعزز ما تلقوه في حجرة الدراسة وذلك تحت إشراف معلميهم في مجالات النشاط المختلفة.

إن النشاط التربوي صقل للمواهب وتلبية لرغبات الطلاب وتحقيق لحاجاتهم النفسية فيه يبدعون ومنه ينطلقون إلى عوالم أرحب وآفاق أوسع.

وبهذا فقد أحسنت وزارة المعارف صنعا عندما اهتمت بهذا المجال وجعلته جزء لا يتجزأ من المنهج الدراسي، وبالتالي فإن التعليم العام سينتقل من دور التلقين وشحن المعلومات والاعتماد على الجانب المعرفي إلى المزاوجة والدمج بين الجوانب المتعددة التي تفضي إلى التكامل في بناء شخصية الطالب

ومما لا شك فيه أن ما ورد في الإطار العام للنشاط هو مستمد من القرآن الكريم والسنة المطهرة لذلك نصت سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية على أن (غاية التعليم فهم الإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية وبالمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعياً وثقافياً وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه) وعليه فإن: النشاط الطلابي يتمثل في التالي :

ــ أنه يسير وفقاً لأهداف مخططه ومحدده إجرائياً يمكن قياس نتائجها الآنية والمستقبلية.

ــ أنه لم يعد قاصراً على جهود بدنية وعقلية تبذل من قبل الطالب بل تتعداها إلى تحقيق مفهوم بناء الشخصية المتكاملة التي تؤدي بالضرورة إلى تحقيق حاجات مجتمعه الذي يعيش فيه وتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة

ــ أن برامج النشاط وخدماته المتنوعة تمتد لتشغل مساحات شاسعة ليس داخل جدران المدرسة فحسب بل تتجاوزها إلى البيئة المحيطة بها وبالمجتمع بشكل عام.

ــ أن الممارسة للطالب نفسه فهو العنصر الفاعل في العملية التعليمية والتربوية، بحيث يكون الأداء صادقاً بعيداً عن التداخل، وأن يقتصر دور المعلم على التوجيه والرعاية والصقل والإرشاد والكشف عن القدرات الكامنة لدى طلابنا وتعهدها بمصداقية.

ــ أن النشاط أصبح بطبيعة الحال معداً في برامج يتم التخطيط لها على ضوء حاجات الطالب وحاجات المجتمع بحيث تتواءم مع الإمكانات المتاحة بالمدرسة محققة لنمو شخصية الطالب السوية وتكاملها.

ــ أن الطالب يشعر بمتعة وراحة من خلال تلبية حاجاته النفسية أثناء الممارسة. فيغدوا في نظر نفسه ونظر مجتمعه المدرسي طالباً نافعاً مفيداً، وكل هذا من دواعي توجيه سلوك الطالب الوجهة السليمة ومعالجته من بعض الانحرافات، وتغيير نظرته إلى المجتمع بالنظرة الايجابية.

ــ أنه يتيح للطالب من خلال برامجه داخل المدرسة وخارجها وبما تتسع به ثقافته من معلومات عن وطنه من خلال الممارسة والزيارة والاستماع والقراءة إلى أن يصبح أكثر ارتباطا بالوطن وأعمق ولاءً لعقيدته.

وبما أن النشاط التربوي لا يزال في خطواته الأولى فإن هناك عوائق تقف أمام تحقيق أهدافه، وقد لاحظتها وذلك أثناء إشرافي على النشاط داخل المدارس منذ سنوات، وهذه العوائق ذات علاقة مباشرة بمقومات النشاط التربوي، وقد رصدتها من واقع خبرتي المباشرة وقامت بوضع حلول مقترحة لكل عائق.

وسوف أوردها في أجزاء في وقت قريب إن شاء الله - تعالى -.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply