عودة إلى المدينة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

في حُبِّ (أحمدَ) يستطير جناني *** فيحرك القلبُ الشجيٌّ لساني

 

ويُفيض في عيني الدموعَ سواجماً *** ويذيب في نار الغرام كياني

 

ويضيء من نفسي الجوانبَ كلها *** فإذا بها الإبريز في اللمعان

 

من مُبلغٌ معنىً يجول بخاطري *** واللفظ لا يُروى صدى الظمآن

 

ومترجم المعنى يضيق بوصفه *** وهو الدليل لمعجز القرآن!

 

أوّاه من كبد تفطر لوعة *** مزج الحنينَ بعَبرة اللهفان

 

للقاء من يُحيي القلوبَ لقاؤه *** فتذوق منه حلاوة الإيمان

 

طرباً تفتحُ في لقاء (محمد) *** فتكسَّرُ الأقفال بالخفقان

 

وتمزق الحُجُبَ الكثيفة كي ترى*** نور الوجود بحضرة الإحسان

 

فتضيء منه بصائرٌ قد فُتِّحت *** وتذوقَت معنى (أرى ويَراني)

 

فقلوبنا أرضٌ ونورك وابلٌ *** والزهر فيها أحرف ومعاني

 

ولئن أهم دهري بحبك مُولعاً *** والدهرُ في حبّ الحبيب ثواني

 

لم أوفِ حقَّك من نوال سعادة *** يرنو إليَّ بنيلها الثقلان

 

روحي فداك ولا تُشاكٍ, بشوكة *** جُهدُ المقلّ وليس لي روحان

 

وأنا الصريع على بساطك إن تَجدُ *** بالفضل أسبق كل أهل زماني

 

أنعم بما أعطى وليتك مُدركٌ *** نوع العطاء، وجَلَّ ما أعطاني

 

عذبٌ حبيبٌ سلسبيل باردٌ *** بين الجوانح بَردُه أرواني

 

ولعلّ قلبك باشَرته طوالعُ *** النور المبين فهاجَه تبياني

 

أو ذاق من شهدِ المدينة قطرة *** فسرت فأحيت موضع السريان

 

ماذا أقول وفي الفؤاد صبابة *** تروي الشغافَ بواردٍ, رباني

 

طاب الثرى من طيب أحمد وازدهى *** أهل السماء بفيضه النوراني

 

وبهديه الأرض استقر قررها *** من بعد إشفاق من الغليان

 

ومتى أطاق العقلُ فُلكاً حائراً *** وسط الخضمّ بغير ما ربّان

 

زان الوجودَ جمالُه وجلالُه *** حتى استقام ككفتي ميزان

 

سبب الحياة بكل كفٍ, قائم *** وهما بشرعة دينه صنوان

 

فاليُسر فيه مُيسّرٌ لمن اهتدى *** ورزية العسرى لذي العصيان

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply