هل أنت أصولي يا رسول الله؟

دعـوتَ لأيِّ عـيشٍ, يا رسولي؟ *** لعـيشِ الـعِزِّ أم عيشِ الذّليلِ؟

ألـم تـدعُ الـرِّجالَ إلـى جهادٍ, *** لترفعَ رايـةَ الـرَّبِّ الجَليل ِ؟

دعـوتَ إلى الجهادِ..وذاكَ جُرمٌ *** بمنظارِ الجَـهولِ أو العَميلِ..!

يَعُـدٌّونَ الجـهادَ لـدقـعِ ظُـلمٍ, *** كإرهـابِ البريءِ أو الهَزيلِ

أمّـا شـرَّعتَ أحـكاماً لـتبني *** حُـدوداً لـلـقبيحِ وللجـميلِ؟

وشَيَّـدتَ الحَواجزَ بـينَ كُـفرٍ, *** وإيـمانٍ, لإرشادِ الـعُـقولِ؟

وحـرَّمتَ المعاصيَ.. لم تُجامل *** كبـيراً إن تمرَّغَ بالـوحول ِ؟

ولـم تـفتحَ لـمن عبثوا طريقاً *** - على دعوى التَّحرِّرِ- للدّخولِ؟

فـذاكَ هو (التَّطرٌّفُ) يا رسـولي *** بزعمٍ, مُوجَّهِ العصرِ الضّليلِ.. !

ألَم تـدعُ الأنـامَ إلى نـظامٍ,؟ *** ألم تـبنِ النّـظامَ على أُصول ِ؟

- أصـولُ الدِّيـنِ قـرآنٌ كريمٌ *** وسنَّتُك الصّحيحةُ في النٌّقولِ -

ولـم تقبـل بـنسبةِ أيِّ حُـكمٍ, *** إلـى الإسلامِ إلا بـالـدّبيلِ؟

فـأنتَ إذن - أُصوليُّ أصيلٌ *** وأَكرم بـالأصوليِّ الأصيلِ.. !

فـلو أُرسلتَ في زمَني لهاجوا *** عـليكَ هياجَ قـطعانِ العُجولِ

لسانُ العـصرِ إعـلام ٌ كذوبٌ *** وكـلٌّ مـناهُ تضليلُ الـعقولِ

ومـمّن تـبتغي قـولاً قويماً *** إذا خـلتِ الجموعُ من العُدولِ؟

أبـو جـهلٍ, ولـيٌّ الأمرِ فيهم *** وقـاضي قومهِ ابنُ أبي سَلولِ

هُما ابتدعا (اصطلاحاتٍ,) ليُقصوا *** خُطا السّأرينَ عن قـصدِ السّبيلِ

فـقد بَـرَعا بتـزييف المعاني *** ليختلطَ القـذى بالـسَّلسـبيلِ

ويَخفى السٌّمٌّ في الدَّسمِ المصفّى *** ويـلبسُ ذو الـخَنا ثوبَ النّبيلِ

أخـا الإسلامِ لا يغرركَ برقٌ *** يُـخـادِعُنا لـيوهمَ بالهطولِ

همُ الأعداءُ.. فاحذَرهم جميعاًَ *** وأوصِ بـذاكَ جيلاً بعدَ جيلِ

إذا ما الزَّيفُ رانَ على دَعاوى *** دليلِ الـرَّكبِ.. فانأ عنِ الدَّليلِ

وأعلِنها عـلى الأشهادِ تَسري *** إلـى آذانِ أعـداءِ الرَّسـولِ

وهزَّ بها رؤوسَ منِ استناموا *** عـلى كِبرٍ,.. لكي تشفي غَليلي

وقُـل: موتوا بغيظكُمُ.. فإنّي: *** أُصـوليُّ.. أُصوليُّ.. أُصولي