بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.
فقد أعدت هذه المذكرة لتكون مساعداً لطلاب المستوى الرابع والسادس والثامن في كيفية البحث العلمي ومعرفة المراجع.
المقدمة:
لقد أمر الشرع بطلب العلم الشرعي، ورتب على طلبه، وحضور مجالسه، ونشرة بين الناس فضل عظيم.
فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر \". أخرجه أحمد وأصحاب السنن وسنده جيد. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)). أخرجه مسلم.
وسائل طلب العلم
من أهم وسائل طلب العلم:
* الدروس المنهجية: متن فقهي يقرأ على أهل العلم كالدروس و الدورات التي تقام في المساجد، و دروس الكلية.
* سماع المجموعات العلمية: وهي مثل الأولى إلا أنها أيسر في السماع.
* القراءة: ينتقي طالب العلم الأنفع من كتب العلماء للقراءة وتقييد الفوائد كالصحيحين وكتب المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم.
* سؤال أهل العلم عما أشكل.
* البحث العلمي: وهي وسيلة أساس في طلب العلم الشرعي وتحتاج إلى مراس وتعود، لينمو فيها طالب العلم بكثرة البحث وعرضه على أهل العلم لنقده.
* والباحث يحتاج إلى طول نفس في البحث، وأن يتحمل المصاعب، وأن يستمر في محاولة تخطي العقبات، ولذلك كان من أهم صفات الباحث: الصبر.
ومن الشروط التي لابد من توافرها في الباحث:
الشرط الأول: الإخلاص لله - سبحانه وتعالى -.
الشرط الثاني: التجرد في الوصول إلى القول الراجح بدليله بعيدا عن كل المؤثرات الأخرىº فالعلم معرفة الحق بدليله.
ومن المخالفات في هذا:
- بعض الناس يحدد القول الراجح قبل البحث، فإذا بدأ بالبحث حشد الأدلة لتعضد رأيه، وبدأ يتكلف الجواب عن أدلة الأقوال الأخرى.
- بعض الناس قد نشأ على مذهب معين، أو نشأ في بيئة معينة تسير على أحد أقوال أهل العلم في هذه المسألةº فيكون مائلا إلى هذا القول وراغبا في ترجيحه منتصر له وان تمحل في الاستدلال.
- بعض الناس لا يهتم بالقول الراجح، والبحث عنده لا يعدو أن يكون لمعرفة أقوال العلماء وأدلتهم فقط، ولذلك فإنه لا يتجه إلى الترجيح وإن تبيَّن له الراجح بدليله.
- بعض الناس يكون ميزان الترجيح لديه هو القول الأيسر و الأخف وإن خالف الدليل. فإذا اختلف العلماء في مسألة على ثلاثة أقوال: (التحريم، و الكراهه، و الجواز) رجح الجواز وربما قال: إذا قال بها عالم فهي رخصة. وربما نظر بعد ذلك في الأدلة ليعضد القول بالجواز إن وجد.
وكل ما سبق إنما هو من اتباع الهوى وهو مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال، فإن من أهم ما يتميز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع إنما هو في منهج الاستدلال، فالحق يعرف عندهم أي أهل السنة والجماعة بالدليل من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
الشرط الثالث: الصدق و الأمانة العلمية في النقل والعزو وكل ما يتعلق بالبحث.
الشرط الرابع: القدرة على الرجوع إلى المراجع العلمية للمسالة وهي على أنواع:
النوع الأول: المراجع الفقهية المذهبية ولها فوائد منها:
- عزو الكلام إلى قائله، والدقة في تحرير المذهب.
- معرفة أدلة ووجهة كل قول.
- تصور المسائل.
ومن أمثلة هذه المراجع:
- في الفقه الحنفي: (شرح فتح القدير لابن الهمام حاشية ابن عابدين).
- في الفقه المالكي: (مواهب الجليل لابن الحطاب الشرح الصغير على أقرب المسالك للدردير المالكي).
- في الفقه الشافعي: (نهاية المحتاج للرملي روضة الطالبين للنووي).
- في الفقه الحنبلي: (الإنصاف للمرداوي كشاف القناع عن متن الإقناع للبهوتي).
ومن الكتب المعاصرة النافعة في هذا (الموسوعة الفقهية) التي تنشرها وزارة الأوقاف بالكويت. وقد وصلت الآن إلى المجلد (39) وهي مهمة لطالب العلم.
تنبيه: هذه المراجع لا تكفي لتحرير وتحقيق المسائل.
النوع الثاني: كتب أهل التحقيق. و ينتفع بها في تحرير المسائل حتى تصل إلى القول الموافق للدليل. ومنها:
- المحلى لابن حزم (ت 456هـ)
- التمهيد والاستذكار لابن عبد البر (ت 463هـ)
- بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد (ت 595هـ)
- التحقيق في مسائل الخلاف لابن الجوزي (ت 597هـ) ومعه تنقيح التحقيق للذهبي (ت748هـ).
- المغني لابن قدامه (ت 620هـ)
- المجموع للنووي (ت 676هـ)
- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد (ت 702هـ)
- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميه (ت 728هـ)
- زاد المعاد لابن القيم (ت 751هـ)
- الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن الشافعي (ت 804هـ)
- فتح الباري لابن حجر (ت 852هـ)
- نيل الاوطار للشوكاني (ت 1250هـ)
ومن الكتب المعاصرة التي اعتنت بالتحقيق و التحرير: ـ
- الشرح الممتع لابن عثيمين.
- تمام المنة للألباني.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية لمحمد صديق حسن خان.
- فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وتقع في 17 مجلد.
- المختارات الجلية لابن سعدي.
- بحوث وقرارات المجمع الفقهي التابع للمؤتمر الإسلامي، والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي.
- الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه)
- المجلات الفقهيه المتخصصة. ومنها:
أ- مجلة مجمع الفقه الإسلامي (التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي).
ب- مجلة المجمع الفقهي الإسلامي (التابع لرابطة العالم الإسلامي).
ج- مجلة البحوث الإسلامية (تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد).
د. مجلة البحوث الفقهية (يشرف عليها الدكتور عبدالرحمن بن حسن النفيسة / الرياض ).
هـ- مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية (تصدر عن جامعة الكويت).
و. مجلة الحكمة (تصدر من بريطانيا).
ومن وسائل الوصول إلى البحوث والدراسات والكتب المعاصرة:
- مركز الملك فيصل للأبحاث (الرياض)
- مكتبة الملك فهد الوطنية (الرياض)
ومن المهم للباحث أن يتعرف على كيفية الانتفاع منها.
النوع الثالث: مصادر الأدلة والآثار:
مصادر الأحاديث معروفة كالصحاح والسنن والمسانيد وغيرها، وأما مصادر الآثار فمنها: ـ
- مصنف عبد الرزاق.
- مصنف ابن أبي شيبة.
- سنن البيهقي.
- الأوسط لابن المنذر.
النوع الرابع: تخريج هذه الأدلة و الآثار:
ويكون ذلك بأمور:
- عزوها إلى من خرجها من أصحاب كتب السنة و الآثار.
- معرفة درجتها وذلك عن طريقتين:
* نقل كلام أهل العلم فيها وحكمهم عليها.
* دراسة الأسانيد والحكم عليها وذلك بأمرين:
- معرفة الرجال وحالهم.
- اتصال السند.
ومن الكتب النافعة في هذا:
- العلل للدارقطني.
- الإمام في معرفة أحاديث الأحكام لابن دقيق.
- نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيعلي.
- الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر.
- التخليص الحبير لابن حجر.
- الأحكام الوسطى لعبد الحق الاشبيلي (ابن الخراط).
- اللؤلؤ المصنوع في الأحاديث والآثار التي حكم عليها النووي في المجموع. أعده / محمد الرميلي وفقه الله -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد