أحقاً، رأيت الموت دامي المخالب
وفي كل نادٍ, عُصبه حول نادب؟
وتحت ضلوع القوم جمر مؤججٌ
تُسعَّرُ ما بين الحشا والترائب
وفي كل جفن عَبرةٌ حين أرسلت
رأوا كيف تهمي مثقلات السحائب
أبى الموت إلا وثبة تصدع الدجى
وكم ليلةٍ, قد باتها غير واثب
وكم في حشا الأيام من مدلهمةٍ,
قد أزدحمت فيها بنات المصائب
الشيخ عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم عرفته أكثر من خمس عشرة سنة، عرفته جادًّا في طلب العلم قوي الهمة، دمث الخلق، واسع الصدر، سلفي المنهج والاستدلال، مقدراً للعلماء، صاحب نفس في فهم خلافهم واحترام آرائهم، إذا سلم عليك ظننت أنه لا يعرف غيرك. كل طالب علم يعرف الشيخ – - رحمه الله - من خلال رسائل أئمة الدعوة وعنايته بها نشراً وتحقيقاً. كل مكتبة خلت من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية التي اعتنى - رحمه الله - على إعادة طبعهاº فقد نقص من مكتبته ركن ركين.
الشيخ عبد السلام عرفته في مناقشات هادئة عبر المجالس العلمية أو مهاتفات خاصة، رأيت فيه احترام الطرف الآخر وتقدير نقده والاستجابة لملحوظاته، أثنيت على مقالة لهº فقال: نريد التوجيه هو أحب إلينا.
الشيخ عبد السلام: إذا تبنى أمراً تديناً نصرَه ونافح عنه وسعى في الدعوة إليه. كان - رحمه الله - فقيهاً محدثاً، متينًا في علم العقيدة، خبيرًا في رسائل أئمة الدعوة، صاحب مكتبة متميزة، باذلاً للفائدة، لا يدخر النصح لكل من يستنصحه.
رحم الله الشيخ ورفع منزلته وأعلى درجته، اللهم اغفر للشيخ عبد السلام بن برجس، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين.
وما أعظم مصاب الأمة حينما تصاب في علمائها ودعاتها!º فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.
فائدة:
كان آخر ما أرسل لي رسالة عبر المحمول:
" ليس كل غيبة صغيرة..
ولا كل لقاء مودة..
وإنما هو تقارب القلوب".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد