الاختلاف على تعريف الإرهاب وتداعياته


بسم الله الرحمن الرحيم

 

ليس أقسى من التزوير أو الظلم لا سيما إذا كان هذا التزوير أو ذاك الظلم ينشأ عنهما تسويغ قتل بريء، والأنكى من ذلك أن يصل الأمر بالتزوير أو الظلم إلى إن تنقلب المعايير، فيدعي الجلاد بأنه الضحية، وتصبح الضحية جلاداً أو إرهابياً

إنها مفارقة ضخمة عانت منها البشرية طوال مراحل حياتها الماضية، أما اليوم فيبدو أن المأساة أشد هولاً مع تقدم العلوم والآلة الإعلامية، ومع شرعنة الظلم، واستساغة التزوير أو تسويغه بأساليب متعددة، أولها الغش، وثانيها الرشوة، وآخرها التهديد العلني بالإبادة. 

نحن في مطلع الألفية الثالثة للميلاد نشهد ارتكاسا إلى ما قبل الميلاد والتحضر وقبل ظهور القضاء، بإلغاء التقاضي، وتجاوز كل هذا الإرث الحضاري، بكل بساطة قال القائلون: من حق الولايات المتحدة أن تعاقب الذين اعتدوا عليها، وقام تحالف دولي كوني على هذه المقولة، وأصبح المشتكي هو القاضي والشرطي والمنفذ للعقوبة في وقت واحد، وهذا كله بصرف النظر عن البينات، وتحديد الجاني الحقيقي، والأخذ بالظنة أو المجاورة أو القرابة أو الأحقاد، أو تحميل الواقعة فوق ما تحتمل مثل اهتبال الفرصة لتحقيق مخططات مسبقة جاهزة للهيمنة والتوسع والعولمة.

لماذا يكره قوم بل أقوام.. أمريكا؟ هذا السؤال وحده كاف لوقفة تفكر وتدبر بالذي حدث، وبالبحث عن جواب موضوعي يستتبع سلوكاً موضوعياً عادلاً، يقطع حبل العدوان، ويستأصل شأفة العداوة، هل الجاني أو الجناة مجانين أم قتلة محترفون أم لهم مشكلة تستدعي حلاً حقيقياً لا ردود أفعال، تبقي النار تحت الرماد أو تزيد النار اشتعالاً؟  

نحن نعلم ضياع أصوات النزاهة والتحضر في معمعات الغضب غير المنضبط، بل في ظلّ تظالم دولي يتم التواطؤ عليه جهاراً نهاراً، وهذه هي حقيقة المأساة: حضارتنا اليوم هي شريعة غاب، الغلبة فيها للقوة أي للسلطة وليس الحق، ومع ذلك يسمي صموئيل هننتغتون وأشياعه هذا الصراع باسم صراع حضارات، والأولى أن يسمى صراعاً بين الغابة والحضارة، لأن التقنية - مهما لطفت ودقت - لا يمكنها أن تلغي جوهر الحقيقة.

ومع ذلك يتم وأد الحقيقة أو التعامي عنها، أو المقايضة عليها، فمن ذا الذي يتحدث اليوم عن شرعية الكيان والمجتمع الأمريكي القائم أصلاً على إبادة الهنود الحمر سكان القارة الأمريكية الأصليين من جهة، وعلى سرقة الزنوج الأفارقة من أوطانهم واستعبادهم وقتلهم لأتفه الأسباب، وممارسة العنصرية المشرعنة عليهم، ثم المغلفة أو الخفية من جهة ثانية؟ حين طرح موضوع اعتذار أمريكا لمن استعبدتهم مجرد اعتذار في مؤتمر "ديربان" لمناهضة العنصرية انسحب الوفد الأمريكي، وتزلزل المؤتمر، وقامت القيامة ولم تقعد.

إن أهم بديل يطرح اليوم لشرعنة الحملة الدولية "الأمريكية" ضد الإرهاب هو اللجوء إلى مظلة الأمم المتحدة، دفعاً لانفراد الإدارة الأمريكية أو حلفائها بوضع تعريف للإرهاب، وتنفيذ الإجراءات في غياب رقابة دولية، أو انضباط دولي بمعايير دولية لتعريف الإرهاب.

والسؤال: إلى أي حدّ يمكن أن يحقق هذا البديل.. العدالة؟ ونحن نعلم أن هيئة الأمم المتحدة هي نفسها تحتاج إلى علاج وتقويم، فقد صدرت عنها وما تزال تصدر قرارات ليست كلها عادلة، كما أن ما صدر عنها لا ينفذ دائماً، بل إن الدول الكبرى - لا سيما الإدارة الأمريكية - ضربت الرقم القياسي في رفضها تنفيذ هذه القرارات، وقس على ذلك حليفها الكيان الصهيوني، وهل مؤسسة الأمم المتحدة إلا.. نتاج الواقع الدولي، ذلك الواقع القائم على توازن من شبكة مصالح أعضاء النادي الدولي، وهي مصالح متراتبة أو متبادلة على أسس ومعايير من القوة والنفوذ العسكري أو المالي أو السياسي، أي ليس على أساس الأخلاق الذي من مفرداته العدل والتجرد والتسامح والتعاون النظيف، قصارى ما يمكن تحقيقه في مؤسسات الأمم المتحدة هو التخفيف من حدة الشر - إذا أمكن -، وبالنسبة إلى تعريف الإرهاب، فقصارى ما يمكن تحقيقه أيضاً هو الوصول إلى تعريف ينفي الكيل بمكيالين في وقت واحد، ثم يحول التعريف إلى مستند قانوني يمكن اللجوء إليه في المنازعات الدولية للتأثير على الرأي العام الدولي، وليس الإلزام، ما لم يكن الطرف المستفيد طرفاً مدججاً بالمال والسلاح ثم الأنصار "الحلفاء" كالإدارة الأمريكية، ومع ذلك لم تلجأ هذه الإدارة المذكورة لهذه الآلية لأسباب كثيرة منها حماية حليفها (الإرهاب الصهيوني) المدان، فضلاً عن توفير حرية التصرف في التصنيف والتعريف والتنفيذ المفتوح زماناً ومكاناً وإنساناً، فاللجوء إلى مؤسسات الأمم المتحدة هو اختيار أخف الضررين، وهذا نفسه يكشف عن حاجة البشرية إلى حضارة غير هذه الحضارة العرجاء، تقوم - فيما تقوم عليه - على أسس أخلاقية حقيقية، لأن الفلسفة النفعية "البراغماتنية"- وهي فلسفة أمريكية - هي فلسفة مصالح، لا تنظر إلى الأخلاق من قريب أو بعيد، بل هي كثيراً ما تجافي الأخلاق، وتعاديها إذا اصطدمت بها، مما يذكرنا بمعايير مكيافيلي في كتابه "الأمير" الابن الشرعي للحضارة الغربية.

كما يكشف لنا هذا الواقع الدولي أن أعلى المؤسسات الدولية عاجزة عن تحقيق العدالة، يضاف إلى ذلك أنها عاجزة أحياناً عن تنفيذ القرارات التي تتخذها أيضاً، أي هناك "بلطجة" دولية تمارسها القوى العظمى وحلفاؤها، وبالمقابل يصبح العنف المضاد متوقعاً وأحياناً مطلوباً أو مرغوباً به حتى يستخدم ذريعة للعدوان، لأنه ثمرة لهذا الانحراف، وهو ردّ فعل طبيعي له حين لا يجد المظلوم المشتكي الضعيف الذي لا يملك سلاحاً مرهوباً ولا نفوذاً كبيرين يستطيع بهما الوصول إلى أروقة الأمم المتحدة، وإذا وصل إلى هذه الأروقة لم يحصل له غالباً الحق المطلوب، أما أصحاب القوة والنفوذ فلا يحتاجون حين اللزوم إلى مؤسسات الأمم المتحدة.

الدرس الأول للعرب والمسلمين - إذا أرادوا إنصاف شعوبهم وقضاياها - أن تكون لهم "شوكة: وزن" أو تجمع متماسك مؤثر في الموازين الدولية، لأن مؤسستي "الجامعة العربية" و"منظمة المؤتمر الإسلامي" ما زالتا شكليتين، لا تملكان التأثير الكافي في موازين القوى الدولية، لسببين: أولهما هو ضعف التماسك ضمن هاتين المؤسستين، ثانيهما - وهو ناشيء عن السبب الأول - ألا وهو ضعف ولاء مندوبيهما لشعوبهما وقضاياها أصلاً، وخضوعهم لنفوذ الآخرين وبالذات الإدارة الأمريكية، قيل لوزير خارجية قطر - التي هي رئيسة الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي - بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء خارجية المؤتمر في لقاء صحفي، قيل له: خلافاً للعادة لوحظ هذه المرة حرص الدول الإسلامية على حضور وزراء خارجيتها بنسبة عالية لدراسة موضوع الحملة على الإرهاب، فما السبب؟ فأجاب مازحاً وجاداً: عيني هذه أمريكا وليست فلسطين، أي هذه مسالة لا مزاح فيها أو تقصير. 

الخطوة الأولى: متى تصبح فلسطين قضية عربية إسلامية حقيقية؟

الخطوة الثانية: متى تصبح فلسطين قضية حق وعدل على مستوى دولي، بصرف النظر عن قوة العرب والمسلمين أو ضعفهم؟ هناك من يزعم أن هذا لا يكون إلا في السماء أو في الجنة، وهناك من يسعى لأن يكون ذلك في البشرية أمراً واقعاً يوماً ما.

في ظل المعطيات الدولية الراهنة: من عجز أو قصور في مؤسسات الأمم المتحدة، وطغيان إرادة القوة أو السلطة وليس الحق أو الأخلاقº كيف يتشكل سيناريو ما يسمى محاربة الإرهاب؟ وبسؤال آخر ما مصير تعريف الإرهاب المختلف عليه؟

في تقديرنا.. إن تعريف الإرهاب سوف يتحرك بتحرك ميزان القوى الدولي، الذي هو نفسه سوف يتحرك أيضاً وفق تحركات المسلسل"السيناريو" المعدّ أو الذي سوف يحدث، والحلقة الأولى من السيناريو هي دائرة القوة الأمريكية وحلفائها الأدنين، فالذي تسميه أمريكا وحلفاؤها الغربيون اليوم إرهاباً هو الإرهاب، ولا حياد لديها في هذه المرحلة أي من يعادي أمريكا أو سبق له أن عاداها أو عرض مصالحها للضرر وعلى رأسهم منفذو عمليات الحادي عشر من أيلول الذين ترى أنهم أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ودولة أفغانستان التي تؤويهم أو ترفض تسليمهم لعدالة الولايات المتحدة.

في هذه الحلقة الأولى يلعب الطرف الأمريكي دوراً أساساً في تعريف الإرهاب، ورسم أهدافه، أما الحلقة الثانية من السيناريو فهي صيغة مشتقة من الحلقة الأولى الأمريكية، وهي متميزة عنها ألا وهي دائرة الطرف الصهيوني الذي يريد أن يملي تعريفه العنصري الاستئصالي في تعريف الإرهاب، مستغلاً نفوذه الدولي أولاً، وبروز الدور الأمريكي ثانياً، وانسياق الكتلة الغربية وراء أمريكا حتى الآن ثالثاً، وتشويه سمعة العرب والمسلمين رابعاً، وانشغال العالم بمشكلة دولية طفت على السطح وسميت بالإرهاب خامساً.

إن دخول التعريف الصهيوني للإرهاب على الخط تقف في وجهه حوائل متعددة تؤجله زمنياً، وتلغي بعضاً من جوانبه، من مصلحة أمريكا الاقتصار على تعريفها للإرهاب في المرحلة أو الحلقة الأولى تحقيقاً لمصالحها المباشرة أولاً، وتحاشياً للمشكلات التي يفرزها التعريف الصهيوني ثانياً، فالإدارة الأمريكية في حربها المعلنة على دولة إسلامية مثل أفغانستان بحاجة ماسة لتعاون الدول العربية والإسلامية أو سكوتها في الأقل، وإن الطرف الصهيوني - بوجوده وبتعريفاته - يحبط هذا المسعى بإحراج أمريكا وإحراج من يتحالف معها من العرب والمسلمين في المستوى الأدنى.

فإذا انتهت أمريكا من الحلقة الأولى بتصفية تنظيم القاعدة وابن لادن، يتم الانتقال إلى الحلقة الثانية التي يبرز فيها الطرف الصهيوني، وهذا يفسر حرص الرئيس ياسر عرفات على انتزاع موقف أمريكي وغربي ودولي صريح نهائي من قيام دولة فلسطينية مستقلة، ومن المفاوضات النهائية مع الكيان الصهيوني، كما يفسر مراوغة الآخرين قبل الفراغ من تداعيات المرحلة أو الحلقة الأولى.

إن الحلقة الأولى امتحان بل تحدّ كبير للأنظمة العربية والإسلامية من جوانب عدة: أولها الموقف من القضية الفلسطينية كما أشرنا، ثانيها العدوان الجديد على بعضها مثل العراق، ثالثها الموقف المدان شعبياً من العدوان على بلد إسلامي ضعيف هو أفغانستان، رابعها تجريد دولة إسلامية - وهي الدولة الوحيدة عربياً وإسلامياً - من قوتها النووية ألا وهي باكستان، وبالمناسبة نحن نزعم أن برويز مشرف قد أخطأ مرتين في الخضوع للتهديدات الأمريكية، فهو بذلك يحطم جاره وحليفه في أفغانستان، ثم يحطم نفسه حين وضع بيضه كله أو مصير قنبلته النووية في السلة الأمريكية الصهيونية، وهو الحلم الذي طالما حلمت به كل من أمريكا والكيان الصهيوني.

إن الطرف الصهيوني - ممثلاً بشارون حالياً - وامتداداته النافذة في الإدارة الأمريكية يخافون من التعثر في تحقيق انتصارات في الحلقة الأولى من السيناريو، بل لا يقبلون الانتظار، لذلك نراهم يحاولون دمج الحلقتين في وقت واحد، وما تصريحات ديفيد ساتر فيلد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي التي تصف الانتفاضة الفلسطينية بأنها "عملية مستمرة من الإرهاب المحسوب والتصعيد"، ومثل ذلك رفض طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني خلال جولته على سورية والأردن والأراضي الفلسطينية.. أن يتحدث بكلمة واحدة عن الإرهاب الصهيوني، وتوسيع مفهوم الإرهاب، يضاف إلى ذلك إدراج أسماء منظمات فلسطينية على قائمة الإرهاب الأمريكية.. إلا شواهد واضحة على ما نذهب إليه، لذلك لم يعد مستبعداً أن تكون الحلقة الثانية من السيناريو تصفية حسابات الإدارة الأمريكية والقوى الصهيونية في المنطقة العربية بضرب العراق والمنظمات الفلسطينية، وكل ما يندرج تحت هذه العنوانات، وكلما كانت الضربات وفواتير الحساب بأيد أو مشاركات غير أمريكية وغير صهيونية كان التنفيذ أجدى وأفضل!

إذا انتهت الحلقة والمرحلة الثانية بتحقيق أهدافها الأمريكية الصهيونية، المشكوك بتحقيقها أيضاً يتم الانتقال إلى حلقة ثالثة من السيناريو وهي تسديد مستحقات للأطراف الأخرى المشاركة في ما يسمى حملة التحالف ضد الإرهاب، وهي أطراف من الدرجة الثالثة أو الرابعة، مثل روسيا في الشيشان، والهند في كشمير، والصين في تركستان، والأنظمة المهددة من أحزابها المعارضة إسلامية كانت أو غير إسلامية، حتى المنظمات المناهضة للعولمة على الطريقة الأمريكية الاستلابية.

إن التقديرات والشكوك في تحقيق أهداف حلقات السيناريو متعددة، وهي لا تقل قوة عن قوة الترسانة الأمريكية وحلفائها الحاليين أو المنتظرين الاصطفاف على الدور، نذكر منها على سبيل المثال:

أولا: صلابة المقاومة لدى الأطراف المستهدفة، وتنامي الوعي والرأي العام العربي والإسلامي والدولي ضد هذه السياسات، التي قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، أو إلى تحقق ما اعتذر عنه بوش وبلير وباول وبرسكلوني من أنها حرب بين الإسلام والغرب أو الديانة الغربية، وقد قيل إن بعض حلفاء أمريكا الكبار لم ينضموا إلى هذا التحالف إلا لتشجيع الإدارة الأمريكية كي تغرق في أو حال أفغانستان!

ثانياً: انعكاس الخسائر المكلفة بشرياً على الرأي العام الأمريكي ثم الغربي.

ثالثاً: قوة التناقضات الداخلية بين الأطراف المشاركة في الحملة، مما ينذر بانشقاقات وتصدعات مستمرة، تتضاعف مع تضاعف المدى الزمني: "العرب والمسلمون / الكيان الصهيوني" "باكستان / الهند" "أوروبا / أمريكا".

رابعاً: انقلاب الإدارة الأمريكية على حلفائها كلما احتاجت مرحلياً أو براغماتياً، أو كلما سنحت لها الفرصة المواتية لأي سبب تراه هي وجيهاً، والأمثلة أكثر من أن تحصى.

هذا كله إذا لم تظهر مفاجآت مثل أحداث الحادي عشر من أيلول الأمريكية.  

هناك أكثر من دراسة جادة ترهص بانهيار القوة الأمريكية ذاتياً، مثل دراسة العالم الأمريكي غورير في دراسته للشخصية الأمريكية القائمة على الخوف من الجوع منذ الطفولة، ومثل مناقشات الدكتور محمد أحمد النابلسي لنظرية غورير وإبرازه طبيعة "الموزاييك" القومي في بنية المجتع الأمريكي، وآثار الفلسفة النفعية البراغماتية "النمط الأمريكي للحياة" أي النمط الاستهلاكي أو الشهواني، ومثل كتاب "ظهور وسقوط الدول العظمى" لأستاذ التاريخ الأمريكي في جامعة "بيل" وهو "بول كيندي" الذي صدر عام 1987م، وأثار ضجة كبرى في حينه في الولايات المتحدة، وكان هذا الكتاب أكثر الكتب مبيعاً لذلك العام وما بعده، وكان الاتحاد السوفياتي لم يسقط بعد، وفي الوقت الذي كانت أمريكا في عهد ريغان في قمة "مجدها".  

وسرّ سقوط أمريكا هو سر سقوط الإمبراطوريات في التاريخ، ألا وهو "أن الإمبراطوريات تتراجع، وتنسحب من المسرح الدولي عندما تكون خسائرها أكثر من عائداتها في استمرار دورها العالمي في الخارج"، فكيف إذا أضفنا إلى ذلك تورط أمريكا وحلفائها مجدداً في حروب غير عادلة، وفي سياق تاريخي غير موات.  

ترى ما هو دورنا وما هو موقفنا من الدفاع عن أنفسنا وعن حقوقنا وعن مكاننا في حركة التاريخ؟

إن تمني الأماني لا يجوز ولا يليق، وإن الانتظار بلا حركة هو الموت بعينه، وإن رصيدنا الثقافي "رسالة في الحياة"، ورصيدنا البشري "الديمغرافي"، ورصيدنا المالي أو الاقتصادي "ليس النفط وحسب"، كل ذلك وغيره مما ألمح إليه ولا أسميه، لأنه أصبح يدرج ظلماً وتخليطاً بالإرهاب، وما أكثر أرصدتنا وأغناها وأقواها.. كل ذلك كفيل إذا وظفناه - كما يوظف الآخرون أرصدتهم - أن نصحح تعريف الإرهاب، ونعيد النصاب للحق والعدالة في فلسطين وفي أصقاع المعمورة جميعاً.

مرة واحدة جربنا سلاح النفط، فهل نغسل أيدينا من هذا السلاح إلى الأبد؟

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply