بسم الله الرحمن الرحيم
أفرزت أحداث أمريكا الأخيرة توجهاً غربياً - وأمريكياً بدرجة أولى - نحو مواجهة الإرهاب، وقد اتسعت دائرة التعامل مع ظاهرة الإرهاب رغبة في اجتثاث مصادره، وكان من الطبيعي أن تلتفت الأنظار إلى مناهج التعليـم بحثاً عن مسؤوليتها في تفريخ الإرهـاب، وشنت الدوائر الرسمية ووسائل الإعلام في الغرب حرباً ضروساً على مناهج التعليم في العالم الإسلامي متهمة إياها بأنها المسؤول الأول عن ظاهرة الإرهاب.
وتبع هذه الحملة وسار وراءها طائفة من المستغربين من بني جلدتنا، وكثر الحديث حول ذلك في الصحف والفضائيات وشبكة الإنترنت.
ومع وجود مشاركات من عديد من الغيورين إلا أنها لا تتناسب مع حجم هذه الحملة الشرسة، ومن ثم كان لزاماً على من لهم مشاركة في الدعوة إلى الله أن يسهموا في الحديث عن هذه الظاهرة، ويزداد الأمر تأكيداً في حق المتخصصين في هذا الميدان.
محاور الهجمة:
ركزت محاور هذه الهجمة على محورين أساسين:
المحور الأول: المدارس والمعاهد الشرعية:
وقد جاء على رأس هذه القائمة المدارس الإسلامية في باكستان، باعتبارها المصدر الذي خرجت منه طالبان.
وبناء على ذلك قدمت الحكومة الأمريكية دعماً لباكستان مقداره 100 مليون دولار لبناء بنك معلومات عن طلاب المدارس القرآنية يهدف لتأمين معلومات أساسية عن كل طالب ومدرس في هذه المدارس، وسيكون من أهداف هذه البرامج أيضاً الرقابة على منشورات هذه المدارس، ودور النشر التابعة لها.
هذا المبلغ سيستخدم أيضاً في إيجاد برامج دراسية جديدة في هذه المدارس التي لم تكن تدرس سابقاً سوى القرآن، وسيكون على المدرسين أن يوافقوا على الخضوع لدورات تدريبية لمتابعة البرامج الجديدةº في حين سيفقد المعارضون منهم وظائفهم.
المحور الثاني: المقررات الشرعية:
لم يقف الأمر عند حدود المدارس والمعاهد الشرعيةº بل تجاوز ذلك إلى المقررات الشرعية التي يدرسها طلاب التعليم العامº على أساس أن الكمَّ الذي يدرسه الطالب من العلوم الشرعية - كما يرى أهل الهجمة - يفوق احتياجاته، ويسهم في تغذية روح التدينº كما أن محتوى هذه المناهج يحوي ما يغذي التطرف والإرهاب.
الحملة ليست جديدة:
إن الحملة على المناهج وتوجيه أصابع الاتهام إليها ليست وليدة هذه الأحداثº وتزايُدُ حدتها هذه الأيام إنما هو لحرارة الحدث وضخامته.
ومن أبرز مواقف الحديث عن المناهج:
1 - الصراع العربي الإسرائيلي:
ارتبط الحديث عن ضرورة تغيير المناهج بالصراع العربي الإسرائيلي ارتباطاً وثيقاً، وفي جميع مشروعات السلام كان اليهود يطالب
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد