متى يا نصرُ تطلعُ في ربانا طلوعَ الفجر من بعدِ اختناقِ
تبدِّدُ كلَّ أحزانِ الليالي وتجعلُ عيشَنا حُلوَ المذاقِ
لأنتَ النورُ يملأُ كل قلبي بآمالٍ, محبّبةٍ, رقاقِ
متى تدنو فتصفعَ كلَّ يأسٍ, وننعم باللِّقا بعدَ الفراقِ
أتبقى عن كتائبنا بعيداً وتتركها تُلاقي ما تُلاقي
لقد زادت مصائبنا وكادت بها الأرواحُ تصعدُ للتراقي
ففي (أفغان) محتلّ بغيض وفي (لبنان) بحرُ دمٍ, مُراقِ
وفي القدس الشريف اليومَ أفعى مكائدها على قدمٍ, وساقِ
وفي كل الدٌّنا الإسلامُ يشكو ولا يلقى فكاكاً من وِثاقِ
فهلاَّ عُدتَ فالأكبادُ ظمأى تكادُ تذوبُ من حَرِّ اشتياقِ
سأعملُ في سبيلك طوال عُمري ففيكَ عزيمتي ولك انطلاقي
أخوض إليك بحراً من لهيبٍ, ولا أخشى فنائي واحتراقي
سترجع للحمى وتعودُ حتماً لِتمسحَ بالسَّنا ليلَ المَحاقِ
يقول اليائسون: لقد تولّى وهيهاتَ الرجوعُ أو التَّلاقي
مُحالٌ أن نرى للنصرِ وجهاً ولو طِرنا إلى السَّبعِ الطِّباقِ
سنبقى في انتكاساتٍ, وذُلٍّ, ومسكنةٍ, ممدّدةِ الرِّواقِ
ولكنِّي أقول: لَسوفَ تأتي وتنهضُ أمَّـتي بعدَ انزلاقِ
سَنُدركُ ثأرَنا لا بُدَّ يوماً ونسقي بالمَنيَّةِ كلَّ ساقِ
ستجتمعُ القلوبُ على إخاءٍ, وينتصرُ الوِفاقُ على الشِّقاقِ
لقد غفلت كتائبُنا زماناً وعادت للصِّراعِ وللسِّباقِ
قريبٌ نصرُنا يا قومُ جدَّاً فإنَّ الحقَّ منتصرٌ وباقِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد