النّيجر وطن المسلمين ومركز التّعريب


بسم الله الرحمن الرحيم

قبيلة من أصل عربيّ أدّت دورّاً مُهمّاً في نشر الثقافة الإسلاميّة.

الإقبال يتزايد على اعتناق الإسلام.

العثور على مخطوطات إسلاميّة نادرة يجري الآن تحقيقها ونشرها.

التّعليم يحظى بمساحة كبيرة من اهتمامات المسلمين.

 

أكّدت أحدث دراسة إسلاميّة معاصرة تناولت أحوال المسلمين في النّيجر - إحدى دول غرب القارة الإفريقيّة - أن النّيجر بلد إسلاميّ تصدّى سكانّه لكافّة المحاولات التي استهدفت إبعاد المسلمين عن العمل بعقيدتهم وشريعتهم، وذلك عبر المراحل الناريخيّة المختلفة، وأن الإقبال على اعتناق الإسلام في النّيجر في تزايد مستمر، حيث لم يعد هناك سوى 300 ألف نسمة فقط من أتباع الديانات الأخرى، وتسعى المؤسّسات الإسلاميّة إلى استيعابهم لصالح الإسلام.

وأوضحت الدّراسة التي وضعها عدد من الباحثين في النّيجر أن التّعليم في البلاد قد ازدهر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فتوجد هناك آلاف المدارس والمعاهد الإسلاميّة، بالإضافة إلى جامعة نيامي والجامعة الإسلاميّة لغرب أفريقيا.

وأشارت الدّراسة أنّ قبائل " الهوسا " الإفريقيّة تمثل نصف عدد السكان، بينما توجد قبائل إفريقيّة أخرى ساهمت بشكل إيجابي في نشر الثقافة الإسلاميّة، ونشر اللّغة العربيّة بين سكان البلاد حتى أصبحت النّيجر من أهم مراكز التعريب والتعريف بالإسلام في غرب أفريقيا، وأن هناك قبيلة عربيّة وهي قبيلة " شوا " التي كان ومازال لها دورها المهم في نشر اللّغة العربيّة في النّيجر.

وتناولت الدّراسة دور الممالك والسلطنات الإسلاميّة التي قامت بالنّيجر في إنعاش مسيرة الدعوة والتّعليم الإسلاميّ والعمل على تأسيس المراكز الإسلاميّة - العربيّة بالمدن التي قصدها العلماء والأدباء وطلاب العلم الذين أنعشوا الحركة الثقافيّة في البلاد، وتناولت الدّراسة أيضاً الإشارة إلى المخطوطات الإسلاميّة النادرة في مختلف المعارف والعلوم الإسلاميّة والإنسانيّة، وأنّ هذه المخطوطات محفوظة - حتى اليوم - في المساجد الجامعة بالنّيجر، ويجرى الآن تحقيقها ونشرها وتبادل صورها مع المراكز البحوث والجامعات في بلدان العالم الإسلاميّ والغرب.

ونستعرض هنا أهمّ ما جاء في هذه الدّراسة - التي وضعت باللّغة الفرنسيّة - وقام بترجمتها إلى اللّغة العربيّة الباحث محمد وقيدي، وقد اهتمّت المؤسّسات الإسلاميّة بهذه الدّراسة لما تسلطه من دوائر الضّوء على النّيجر منذ تعرّفه على الإسلام وحتى اليوم.

 

النّيجر وطن المسلمين:

يقدّر سكان النّيجر الحاليون بستة ملايين نسمة يعيشون على مساحة مليون و 267 ألف كيلومتر مربع، أي بكثافة يقدّر معدّلها بما لا يقلّ عن خمسة من السكان لكل كيلومتر مربع، أي أنّ النّيجر من أقل البلدان الإفريقيّة تعداداً للسكان.

ولقد تضاعف عددهم منذ عام 1960 ميلادية بسبب تزايدهم السريع، وأمّا نسبة الذين تقلّ أعمارهم عن 15 سنة فقد بلغت 45% من مجموع السكان، في حين أنّ الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة لا يشكلون إلا نسبة 5% من مجموع سكان النّيجر، وأكثر من 80% من هؤلاء السّكان قرويّون.

والنّيجر بلد مسلم بنسبة 95% من سكانه، ويوجد هناك نحو 300 ألف نسمة من السكان لا يدينون بالإسلام، ومظاهر التقدم التي يحرزها الإسلام في النّيجر ترجع إلى الإيجابيّة الكامنة في هذا الديّن الحنيف أكثر ما ترجع إلى التأثيرات الخارجيّة، فلم تستطع أيّ دعوة أخرى أن تبعد المسلمين في النّيجر عن العمل بعقيدتهم وشريعتهم الإسلاميّة، إذ كانت النّيجر جزءاً من الممالك الإسلاميّة التي نشرت نفوذها في غرب القارّة الإفريقيّة.

وتبذل سلطات النّيجر جهوداً إيجابيّة لدفع مسيرة الإسلام في البلاد، حيث تم إنشاء مجموعة حديثة من المساجد والمراكز والمدارس الإسلاميّة، وتقوم المؤسّسات الإسلاميّة بتوفير الدّعاة والمعلّمين اللازمين للعمل بهذه المؤسّسات الدّعوية والتّعليمية، وتعميق العقيدة الإسلاميّة في نفوس المسلمين، وتحرص النّيجر على إيفاد عدد من أبنائها لدراسة علوم الإسلام واللّغة العربيّة بالمعاهد والكليّات الإسلاميّة في بلدان العالم الإسلاميّ والعربيّ.

 

التّعليم الإسلاميّ:

ويحظى التّعليم بمساحة كبيرة من اهتمامات المسلمين في النّيجر، وشهدت السنوات الأخيرة نموّاً واضحاً في معدّلات القيد بالمدارس، وفي مجال تحسين المناهج التّعليميّة، وبناء المدارس، وتوفير ما تحتاج إليه من خِدمات، فقد بلغت نسبة القيد لتلاميذ المدارس القرآنية نسبة 34% من إجمالي عدد الصّبية من سن 7 - 14 سنة، بينما بلغت نسبة القيد بالمدارس الإعداديّة 19% من مجموع الصّبية والفتيات في سن 12- 19 سنة، وبلغت نسبة 35% بالنسبة للمدارس الثانوية، وتضمّ الطلبة والطالبات من سن 20- 27 سنة.

وبالنسبة للتعليم العالي توجد في النّيجر جامعتان هما: جامعة "نيامي "، والجامعة الإسلاميّة لغرب إفريقيا في مدينة " ساي "، وتضم جامعة " نيامي " كليات للعلوم والآداب والفلاحة والتربية والقانون والاقتصاد والرّياضيات والعلوم الإسلاميّة،

أما الجامعة الإسلاميّة لغرب إفريقيا فقد تأسّست بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلاميّ وحكومة النّيجر، وقد بدأت الدّراسة بها منذ عام 1986 ميلاديّة، وجاء إنشاء هذه الجامعة ليسدّ احتياجات المسلمين في النّيجر وغرب إفريقيا.

وتشمل المناهج الدراسيّة لهذه الجامعة على العديد من المناهج والموضوعات العلميّة في الدراسات الإسلاميّة، وهناك أمل في أن تكون الجامعة الإسلاميّة التي تم إنشاؤها في مدينة "ساي " نقطة الانطلاق لتجديد حقيقيّ للتعليم الإسلاميّ في النّيجر.

 

قبائل النّيجر:

تضمنت الدّراسة ذكر القبائل التي يتكون منها شعب النّيجر، وفي مقدمتها "الهوسا"، ويقطن هؤلاء في جنوب النّيجر ويمثلون أكثر من نصف سكان البلاد - أي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة - ومناطق سكنهم آهلة بالسّكان لأنّهم غالباً ما يملكون أجود الأراضي، ولهم شهرة واسعة في الصّناعات التقليديّة والتجارة.

أما مجموعة قبائل "الزرما " و" السنغاي " فيعيشون في الجزء الغربي من البلاد، ومناطقهم آهلة بالسكان الذين يمثلون 22% من سكان النّيجر، وأمّا مجموعة " الفولبي " فينتشرون في جميع المناطق ما عدا واحات الشمال الشرقي من النّيجر، والغالبيّة العظمى منهم يعيشون في الحضر، وهناك مجموعة " الوداب " و" البورورو " وهم جماعات من الرحّل، وهناك أيضاً مجموعة " كل تماجاك " أو "الطوارق" ويمثل هؤلاء 10% من مجموع السكان، ثم مجموعة "كانوري" الذين تطلق عليهم قبائل " الهوسا" اسم " البريبري " وتعود جذورهم إلى قبائل منتشرة في " نيجيريا "، كما توجد مجموعات بشريّة أخرى تمثل كل مجموعة منها نسبة 1% فقط من إجمالي السكان، وهم : العرب الذين ينتمون إلى قبيلة " شّوا " العربيّة، ثم مجموعة " توبو " و"بودوما " و" الكورمانس ".

 

الخريطة اللّغوية:

وينتسب سكان النّيجر إلى عدّة أسر لغويّة، وكل واحدة من لغاتها مستخدمة في الدّول الإفريقيّة المجاورة، مثل لغة " زرما"، ولغة "تماجاك" أو " التماشق "، ولغة " فولفولدي"، ولغة " كانوري "، ولغة " توبو "، و" كورمانس "، و" الهاوسا ".

غير أن التنوّع اللّغوي لا يعوق التواصل بين المجموعات البشريّة لأنّ جماعة " الهوسا " تطعّم بلغاتها الجميع، وفي كل المناطق - نظراً لأنَّ جماعة الهوسا هي الغالبيّة -.

وتكتب هذه اللغات اليوم بالحروف اللاتينية باستثناء اللّغة العربيّة طبعاً، وقد كانت هذه اللّغات تكتب بالأبجديّة العربيّة قبل وقوع النّيجر في براثن المستعمر الغربي الذي حارب الإسلام واللّغة العربيّة، وتعرف الأبجديّة العربيّة هناك باسم " العجمي "، التي دوّنت بها العديد من المخطوطات الإسلاميّة النادرة في مختلف المعارف والعلوم.

أما اللّغة العربيّة الفصحى باعتبارها لغة القرآن الكريم فقد ظلّت لغة الآداب والدبلوماسيّة إلى أن تدخّلت السّلطات الاستعمارية لحصرها كلغة تعبّد ووعظ، لكن هذه الوضعيّة اللغويّة قد تمّ تطويرها من استغلال النّيجر في 20 سبتمبر عام 1960 ميلادية، حيث بدأت خطا التعريب تؤتى ثمارها، حتى تسترد اللّغة العربيّة مكانتها اللائقة بين الشعب المسلم في النّيجر، كما بدأت اللغات الإفريقيّة المنتشرة هناك تسترد أبجديتها العربيّة أيضاً.

 

السلطنات والإمارات الإسلاميّة:

تناولت الدّراسة الحديث عن الإمارات والسلطنات الإسلاميّة التي تأسست في النّيجر مثل: مملكة " تيجدا " التي زارها الرحالة المغربي ابن بطوطة، والتي ضمت مراكز هامّة لنشر الثقافة الإسلاميّة بين القبائل الإفريقيّة، وكانت " تيجدا " مقصد طلاب العالم الإسلاميّ الذين أسّسوا العديد من المدارس الفقهيّة لتدارس علوم الإسلام واللّغة العربيّة.

إلا أن تأسيس " سلطنة طوارق آيار " في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي أدى إلى إنشاء مراكز إسلاميّة في مدن "تالجينا" و" أغادس" و"ماراندا" جذبت إليها الدّعاة والأدباء الذين تفرّغوا للبحث والتدريس وإقامة علاقات ثقافيّة مع المؤسّسات الإسلاميّة في البلدان المجاورة، وقد تحققت انتصارات إيجابيّة هامّة لصالح الإسلام والمسلمين في هذه السلطنة.

وشهد القسم الغربيّ من بلاد النّيجر تأسيس إمارات إسلاميّة صغيرة كما حدث في " زار مجاندا " و" أنزورو " و" زيجي " و"ديندي " وغيرها، وقد دارت صراعات شتّى بين هذه الإمارات أدّت بالضّرورة إلى انكماش دورها، إلا أنّ هذه الإمارات قد ساهمت في التعريف الجيّد بحقائق الإسلام بين القبائل الإفريقيّة في هذه المنطقة.

أما في الجزء الشرقيّ من بلاد النّيجر فقد تأسّست إمبراطوريّة "بورنو" والتي أصبحت عاصمتها " بيرني غازار جامو " من أهم مراكز الإشعاع والجذب للثقافة الإسلاميّة، كما تأسّست مراكز إسلاميّة أخرى في مدن " كابي" و "برادا" و "بوني" و "وزاك" و "جوري" وغيرها، وقد انتشر الإسلام في كافة أنحاء "بورنو" بواساطة المراكز الإسلاميّة التي انتشرت هناك.

وقد حاولت إمبراطوريّة "بورنو" إخضاع المدن في بلاد "الهوسا" لسلطانها مثل "كانو" و"زرايا" و"كاتسينا" ضمن إطار النّيجر – الحاليّة - إلا أنها لم تستطع ذلك، وذلك بسبب قوّة دول الهوسا، وعندما وصل المستعمر الفرنسي إلى أرض النّيجر - في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي - كانت النّيجر مقراً لدول أو سلطنات كثيرة، ذات أبعاد متنوّعة، وبنيات إداريّة وسياسيّة يتفاوت تشابهها، وهي أيضاً إمارات وسلطنات بلغتها دعوة الإسلام بدرجات مختلفة، وقد انتظمت بها صفوف المصلحين للمحافظة على المكاسب الإسلاميّة.

 

المدن الإسلاميّة:

كما تناولت الدّراسة ذكر المدن الإسلاميّة في النّيجر والتي عُثِر فيها على العديد من الآثار الإسلاميّة التي تعتبر مراكز إسلاميّة هامّة.

مدينة " كاوار": وهي من أهم مدن النّيجر، وقد ورد اسمها منذ القرن الهجري الأوّل، فتحها عقبة بن نافع، واستولى على جميع حصونها وقصورها ثم على عاصمتها " خاوار"، ويرى عدد من المؤرّخين أنّ "كاوار" لم تكن مدينة واحدة بل عدة مدن، منهم اليعقوبي في كتابة " كتاب البلدان "، والمهلبي الذي أشار إلى مدينة " أبو العلماء" بـ"كاوار"، وياقوت في كتابة " معجم البلدان " حيث أشار إلى أنّ " كاوار" تشتمل على عدة مدن منها " قصر أم عيسى" و"أبو البلماء" و"البلاس"، كما تحدّث الإدريسي عن مدينة "تا ما لما" وهي مدينة صغيرة في بلاد " الكاوار" ومدينة " القصبة " ثم مدينة " أنكلاس" ومدينة " أبزار" ومدينة " زاويلة"، وقد شكلت مدن " كاوار" الممرّ الذي دخل منه الإسلام إلى هذه المِنطقة.

مدينة " تيجيدا ": تعتبر " تيجيدا" من المدن الإسلاميّة الهامّة في النّيجر، التي وصفها ابن بطّوطة، وأكّد عدد من المؤرّخين أنّها كانت مدينة إسلاميّة عامرة بالمساجد والدور والقصور التي بُنِيت وفقاً للعمارة الإسلاميّة، كما عثر فيها على آثار إسلاميّة هامّة، وخلال الصّراع الذي دار بين "تيجيدا" و "أغاديس" تم تخريب المدينة عن آخرها سنة 1561ميلادية.

مدينة " أغاديس": وقد أسّستها قبائل "الجوبيراوا" في القرن الحادي عشر الميلاديّ، وقد عُرِفت هذه المدينة باسم "أغادا" إلى أن عُرِفت باسم "أغاديس" في عهد الطوارق، وتضمّ المدينة 150 مسجداً ومركزاً إسلاميّاً، ووصف المؤرخ الإفريقي "حسن الوزان" منازلها بأنّها بُنِيت وفقاً للطّراز المعماريّ البربريّ، كما يوجد داخل هذه المدينة عشرون حيّاً سكنيّاً، وقد تعرّضت المدينة إلى كوارث أدّت إلى هدم 300 منزل، كما قامت قبائل " كيل أويون" بارتكاب مجزرة في المدينة عام 1740م ميلاديّة راح ضحيّتها عدد كبير من سكان المدينة، ولم يبقَ منها سوى سبعة آلاف نسمة وعشرة مساجد فقط.

كما قام المستعمر الفرنسي باغتيال عدد كبير من الدعاة والعلماء الذين تجمعوا بالمساجد في عام 1916 ميلاديّة، وتحتفظ " أغاديس" بطابعها الأصيل وماضيها الإسلاميّ العريق.

وهناك العديد من المدن الإسلاميّة الأخرى التي أدّت دوراً هامّاً في نشر الإسلام بالنّيجر مثل مدن: " مارا طا" و"جاروملي" و "كولومباردو" و "غاورى" و "سأي" و "زيندر" و "كيوت" وغيرها.

حيث كانت هذه المدن مراكز إسلاميّة ضمّت العديد من معاهد الدراسات القرآنيّة، كما أنجبت عدداً من العلماء الذين عملوا على نشر الوعي الدينيّ والمفاهيم الإسلاميّة الصحيحة في البلاد.

 

المراكز الإسلاميّة:

وتحدثت الدّراسة عن أهم المراكز الإسلاميّة التي تأسّست في النّيجر، منها المراكز الإسلاميّة في "كاوار" وهي أول منطقة عرفت الإسلام في النّيجر، حيث أصبحت من المناطق الإسلاميّة الخالصة منذ عام 891 ميلادية، وقد تأسست بها العديد من المساجد الجامعة التي تحوّلت إلى مراكز إسلاميّة هامّة مهّدت الطريق لتطبيق الشريعة الإسلاميّة في "كاوار".

كما تناولت الدّراسة المراكز الإسلاميّة في " تيجيدا"، وخطباء المساجد والقضاة الذي نبغوا في علوم الدين الإسلاميّ.

والمراكز الإسلاميّة في " الآير" التي تأسّس بها خمسون مسجداً جامعاً، و"زيندر" التي أعلنت الحرب ضد الوثنيّة، واستوعب علماء الإسلام من أبناء هذه القبائل لزيادة رقعة الخصوبة الإسلاميّة في هذه المنطقة.

وقد تحوّل المسجد الجامع في " زيندر" إلى جامعة إسلاميّة مفتوحة، ضمت (50) كتّاباً لتحفيظ وتلاوة القرآن الكريم، و (20 ) مدرسة إسلاميّة انتظم للدراسة بها أكثر من ألف طالبٍ,.

أما المراكز الإسلاميّة في وسط النّيجر وغربها فمنها المركز الإسلاميّ في " واتساكي " و "كوري" و "جالمي" و "جاروري" و"ساي" و"نجوندا"، وقد عثر في هذه المراكز على مجموعات قيّمة من المخطوطات الإسلاميّة المدونة باللّغة العربيّة في سائر المعارف والعلوم الإسلاميّة، منها (233) مخطوطاً في "زيندر" وحدها، وتوجد هذه المخطوطات بالمكتبة الوطنيّة في باريس.

 

إبداعات المسلمين:

ويوجد في النّيجر مجموعة من المراكز الثقافيّة ومعاهد البحوث والمكتبات والمتاحف الإسلاميّة، منها المركز الثقافيّ في العاصمة "نيامي"، والمركز الإفريقيّ للبحوث، والمعهد الإسلاميّ، والمركز العام للتوثيق، ومكتبة وزارة التّعليم العالي، ومكتبة جامعة نيامي، ومكتبة الجامع الكبير.

وتضم هذه المكتبات مجموعات نادرة من المخطوطات والكتب الإسلاميّة، كما تضم قاعات متاحف "نيامي" و"زيندر" و"ساي" مجموعات نادرة من الآثار الإسلاميّة، ولوحات الخطّ العربيّ، وفنون الزّخرفة الإسلاميّة ذات النقوش النباتيّة والجماليّة.

ويوجد في النّيجر العديد من المعاهد المتخصّصة في الحِفاظ على الفنون والحِرف الإسلاميّة مثل: صناعة منابر المساجد، والسجاجيد، وتذهيب أغلفة المصاحف الشريفة، والكتب الدينيّة، وصناعة أبواب ونوافذ المساجد، والنّقش على الأسقف والجدران مما يعتبره المسلمون في النّيجر من أهم إبداعات المسلمين الفنيّة في غرب القارّة الإفريقيّة التي يجب الحفاظ عليها وتطويرها.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply