القيروان


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الموقع:

تقع القيروان في تونس على بُعد 156 كم من العاصمة تونس. وكلمة القيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعني مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب. قام بإنشاء القيروان عقبة بن نافع - رضي الله عنه - عام 50هـ، وكان هدفه من بنائها أن يستقر بها المسلمون، حيث كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل أفريقية أن يعودوا إلى دينهم. اختار عقبة بن نافع موقعها على أساس استراتيجي واضح، فقد قال لأصحابه بعد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب: (إن أهل هذه البلاد قوم لا خلاق لهم، إذا عضهم السيف أسلموا، وإذا رجع المسلمون عنهم عادوا إلى عاداتهم ودينهم، ولست أرى نزول المسلمين بين أظهرهم رأيًا، وقد رأيت أن أبني ها هنا مدينة يسكنها المسلمون) فاستصوب أصحابه رأيه.

 

ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي، فلقد كانت مدينة القيروان تلعب دورين هامين في آن واحد، هما: الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلِّمون العربية وينشرون الإسلام.

 

عقبة بن نافع يدعو للقيروان:

مما يذكر من اهتمام عقبة بن نافع بالقيروان وحفاوته بها، أنه بعد أن انتهى من بنائها جمع وجوه أصحابه وأهل العسكر، فدار بهم حول مدينة القيروان وأقبل يدعو لها ويقول في دعائه: (اللهم املأها علمًا وفقهًا، واعمرها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزًا لدينك وذلا لمن كفر بك، وأعز بها الإسلام).

 

تأثر البربر بعقبة بن نافع:

مما يجدر ذكره أن البربر عندما رأوا عقبة بن نافع - رضي الله عنه - وهو ينشئ القيروان بنفسه تأثروا بشخصيته الدينية، وبما كانوا يرون عليه من التفاني في سبيل الإسلام، فدخلت جماعات كبيرة منهم الإسلام على يديه، وانضمت إلى القوات المحاربة، كما كان لهذه المدينة منزلة دينية عظيمة في نفوس المسلمين، وكانوا يعتبرونها مدينة مقدسة ولا يدخلها غير المسلمين.

 

معالمها:

يُعد مسجد القيروان الذي بناه عقبة بن نافع عند إنشاء المدينة من أهم معالمها عبر التاريخ، ويعتبر من أقدم مساجد المغرب الإسلامي والمصدر الأول الذي اقتبست منه العمارة المغربية والأندلسية عناصرها الزخرفية والمعمارية، كما كان هذا المسجد ميدانًا للحلقات الدينية والعلمية واللغوية التي ضمت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر.

كما أنشئت بالقيروان المكتبات العامة بالجوامع والمدارس، ثم اتسعت مدينة القيروان حتى صارت مع تقدم الزمن من أشهر بلاد المغرب العربي.

 

القيروان مركز علمي وديني:

كانت القيروان أولى المراكز العلمية في المغرب يليها قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى.

ولقد كان للقيروان دور كبير في نشر وتعليم الدين وعلومه بحكم ما علق على هذه المدينة من آمال في هداية الناس وجلبهم إلى أفريقية.

 

عمر بن عبد العزيز يرسل بعثة علمية من التابعين للقيروان:

في عهد الخليفة الأموي الصالح عمر بن عبد العزيز (99هـ 151هـ) أراد الخليفة تثقيف أهل المغرب وتعليمهم أمر دينهم فجعل من مدينة القيروان مركزًا للبعثة العلمية المكونة من عشرة علماء من التابعين فأرسلهم إلى أفريقية حيث انقطعوا إلى تعليم ساكني القيروان أمور الدين.

 

من أعلام القيروان:

من أعلام القيروان الإمام سحنون بن سعيد تلميذ الإمام مالك ومؤلف كتاب المدونة الذي كان له دور كبير في تدوين المذهب المالكي، والإمام أبي زيد القيرواني، ويحيى بن سلامة البصري، ومن علماء الطب اشتهرت أسرة ابن الجزار.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply