الحركة الشعبية عام مضى وهم بقي ( ملف حصاد التجربة )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قد يكون من المبكر الحكم على تجربة جهة ما في السلطة بالفشل ولمّا يمضي على مشاركتها فيه عام، لكننا اليوم أمام مشروع متكامل ولد من رحم الكنيسة وغذي بأحقاد عنصرية لسنوات طوال، وذاق الناس مرارته الشوفينية لعقود دون أن تبدر ممن يقوم على هذا المشروع أي بادرة لخير أو إصلاح...اليوم، و الحركة الشعبية على أعتاب عامها الثاني في السلطة شريكاً مشاكساً منافساً تبدو كاللاعب على الحبلين وسط إرادة شعبية سودانية غائبة أو مغيبة، وحين يصل الموضوع إلى حد الدين والهوية والحاضر والمستقبل فإن براكين الغضب وردود الفعل القوية لا شك قادمة..

 

كانت أحداث الإثنين الأسود التي راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب السوداني، و هدرت فيها مئات الملاين من أموال الناس و أرزاقهم، كانت مجرد اختبار صغير لرد الفعل المتوقع، وقد كان، إلا أن رد الفعل المؤثر كان محدوداً ولم يستتبع بجهد حقيقي للإجابة على سؤال محوري في هذه القضية، هي: لماذا حدث كل هذا؟

الإجابة لن تكون سهلة أو متيسرة في ظل إصرار صناع القرار وأصحاب الرأي على الهروب من الإجابة على هذا السؤال، وفي ظل إمعان الطرف الآخر في السير في نفس الطريق الذي أوصلنا إلى الاثنين الأسود، وما تصريحاتهم النارية في الجنوب عنا ببعيد... المهم أن الآتي لن يكون سمناً وعسلاً كما خدرت بذلك الجماهير المنهكة من الحروب و الباحثة عن السلام، وأحداث الاثنين مرشحة للتكرار لكنها لن تكون بنفس ذلك الأثر المحدود على فداحته، إنما سيصبح مستقبل السودان وهويته وانتماءه في مهب الريح.. ونحن نفتح هذا الملف لا نأمل في تعميق الجروح أو إثارتها بقدر ما نحرص أن نكون من يقرع أجراس الخطر وقت الغفلة قبل أن تغرق السفينة ولات حين مندم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply