أكثر من 400 ألف موقع تبث الدعارة والجنس والمخدرات


بسم الله الرحمن الرحيم

 

في الوقت الراهن يتحول ليل غالبية الشباب من الجنسين إلى نهار، ونهارهم إلى ليل، فيمضي بعضهم الساعات الطويلة متصفحًا مواقع الإنترنت ومنتدياتها، ومقلبًا في صفحاتها دون رقيب أو حسيب، وإن سألت عن دور الأبوين في الأسرة فهما وللأسف الشديد يغطان في نوم عميق بحيث لا يعرف أحدهما في أي شيء يضيع أولاده وبناته أوقاتهم الثمينة، ومن بين هؤلاء الشباب من يجنح في استخدامه للإنترنت ويتحول من مستخدم عادي إلى مدمن له وهذا كله يكون بسبب عشقه له وكما يقول المثل: 'حبك للشيء يعمي ويصم'

ومن حبه له يتغاضى عن النظر إلى عيوبه، فمن هؤلاء من يتسلل دون حياء، أو خجل، ودون حرج إلى تلك المواقع المشبوهة فيدمن على مشاهدتها، بل إن بعضهم لا يكتفي بمشاهدتها بمفرده بل يلجأ إلى نشرها بين أصدقائه وأقاربه وأقرانه، فيجتمع مجموعة من الشباب على مشاهدة هذه المواقع المخلة بالآداب العامة، وبما أمر به ديننا الحنيف من عفة الفرج، وغض البصر...

 

واقع أولادنا وبناتنا مع الإنترنت:

ولا يكتفي هؤلاء الشباب من الجنسين بالمشاهدة فقط، بل إنهم يعمدون، نتيجة لإدمان مشاهداتهم لمثل هذه الصور المتحركة التي تشع قذارة، إلى تكوين جماعات مشاهدة ومن ثم يلجئون لتطبيق مشاهداتهم بصورة بهيمية على أرض الواقع، فينشأ بين الصبيان كما بين البنات الشذوذ الجنسي [فاحشة قوم لوط، والسحاق] فيتكون من ثم في مجتمعاتنا المسلمة، نتيجة لانحراف فطر بعض شبابنا المسلم، أو فتياتنا المسلمات مجتمع السحاقيات من الفتيات اللاتي يتحدث البعض عن وجودهن في مدارس البنات، والشاذين الذين نجدهم في استراحات الشباب وتجمعاتهم في الشوارع العامة.

مؤسسات المجتمع المسلم في البلاد الإسلامية، ولا سيما المدارس والجامعات والأسرار، ودور العبادة، إضافة إلى جهود المربين والدعاة لإفهام الشباب خطورة نتائج هذه الأفعال المحرمة، مع تسهيل فرص الزواج وتيسيره من قبل الدول والمجتمعات الإسلامية.

 

وقد تسأل قارئة: لماذا تطرح 'المتميزة' مثل هذا الموضوع؟ ولماذا نهول من استخدام الشباب والفتيات للإنترنت؟

فنجيبها قائلين:

إن الاستخدامات السيئة للإنترنت هي التي تجلب الضرر على الفرد المستخدم وعلى المجتمع سواء كان هذا الاستخدام منحرفًا في الواقع، أو غير منحرف [بمعنى معروف بين أفراد المجتمع بانحرافه، أم لا].

وإليك عزيزتي القارئة المتميزة قصصًا واقعية لمستخدمي الإنترنت بطرق ضارة ففسدوا وأفسدوا مجموعات حولهم في المجتمع.

 

الحكاية الأولى: رغم كونها جميلة:

تقول صاحبتها: إنها كانت تعاني من فراغ عاطفي لكون زوجها الذي اقترنت به أتى لخطبة أختها الصغرى، ولكن أختها تصغره بكثير فأشاروا عليه بزواجه منها هي البكر، فقبل وقبلت أسرته، ولكنها بعد الزواج السريع اكتشفت بأن ثمة فوارق كبيرة بينهما في الاهتمامات، ورغم كونها جميلة، إلا أن زوجها لا يمكث في المنزل وخصوصًا بعد عودتهما من شهر العسل، حيث اشترى لها جهازًا، ووصله بالإنترنت وعلمها كيفية استخدامه.

ومع الوقت احترفت استخدامه، فأصبحت تدخل على غرف الدردشة والمسنجر، وتعرفت على عدد من الشاب والفتيات عن طريقها، ولقد لفت انتباها واحد من مجموعة الشباب الذين كانت تحادثهم وحاولت التعرف عليه أكثر، إلى أن اطمأنت له وتملكها حبه فأعطته رقم هاتفها الجوال وصار يتصل عليها أثناء غياب زوجها، ويبث لها لوعته وهيامه، ويؤكد عشقه لها، ومع الأيام توطدت علاقته معها على الرغم من حملها من زوجها.. ثم بدأت تهمل زوجها وأصبحت ترفض الخروج معه وتطالبه بالخروج بمفرده.

هذا الشاب أصبح يرسل إليها الصور الإباحية ويطلب منها أن تدخل إلى المواقع المشبوهة.. في البدء كانت ترفض ومن ثم أصبحت تفتح الرسائل التي تردها منه، وشيئًا فشيئًا أصبحت مدمنة عليها، ثم أصبح يرسل إليها ويسألها عن رأيها فكانت تحدثه.. وفي النهاية طلب منها مقابلته، وعندما رفضت هددها بفضح أمرها لدى زوجها، ومن ثم رضخت لأوامره وقابلته وتكررت لقاءاتها معه، إلى أن دعاها يومًا إلى شقة لصديقة وتحت إلحاحه وخوفها من تهديداته لها، قبلت والتقت به وحدث بينهما ما حرم الله.. وتوالت لقاءاتهما السرية المحرمة والزوج في غفلة من أمره، إلى أن دخل عليها يومًا قبل ولادتها دون أن تشعر هي به، وهي غارقة في حبال الرذيلة، وكشف الزوج أمرها وانتظر الزوج ولادتها ومن ثم طلقها وأخذ منها مولودها.. وهكذا حكمت على نفسها بالإعدام ثلاث مرات: بالطلاق مرة وأخرى بحرمانها من مولودها الأول، ومرة ثالثة بالفضيحة.

 

الحكاية الثانية: فقدت عذريتها وعمرها 13 سنة:

وهذه أخرى تفقد عذريتها وهي ابنة ثلاثة عشر ربيعًا دون أن تدرك معنى لما حدث لها، ودون أن تعي أمها أو تشعر بما حدث لابنتها إلا بعد أن اصطحبتها ذات مساء للمستشفى بعد مغص ألم بها، حيث أدركت هناك الصدمة التي اقشعر لها بدنها عندما أسفرت نتائج كشف الطبيبة عليها عن كون الفتاة على وشك الوضع. وبعد تحقيق الأم في الموضوع كشفت البنت أن ابن خالها كان يلعب معها لعبة العريس والعروس ونال منها مبتغاه. في ظل غياب الأم عن مسؤولياتها، وعدم توعيتها لابنتها، وترك ابن

الخال يلعب معها ويدخل غرفتها ويجالسها...

ومع التحقيق أيضًا تبين أن هذا الذئب الصغير يكبرها بأربع سنوات فقط، وكان يشاهد أفلامًا إباحية على مواقع الإنترنت مع رفقائه في مقاهي الإنترنت التي تكثر فيها العمالة الأجنبية، مع غياب الرقابة على هذه المحلات...

هذه الطفلة تزوجت ابن خالها وسترت الأسرة نفسها.. ولكن ماذا لو لم يكن الجاني هو ابن الخال؟!

قصص أخرى:

وهذه قصص أخرى تتعلق بمجموعة صبية من أبناء الجيران لا يمكثون في البيت بمقدار مكوثهم في الشارع مع رفقاء السوء. والأم والأب مشغولون عن تربيتهم بأمور أخرى.. في يوم من الأيام، بينما الجار عائد إلى منزله في وقت متأخر من الليل بعد مناسبة فرح لقريب له خارج المنطقة، إذ به يسمع أصواتًا تتسلل في الظلام الدامس، فأنصت قليلاً وإذا به يسمع أحدهم يقول لصاحبه: أنا دفعت لك مئة ريال من أجل أن آخذ منك ما أريد، واليوم ليس لدى مال، أنا أريدك وسوف أدفع لك حين ميسرة، وإذا به يوافقه ولكنه يطلب منه ثمنًا أكبر!!

وآخر من أبناء الجيران أيضًا يأتي إليه شخص.. في منتصف الليل ويأخذه معه إلى مكان ما في المدينة ولا يعيده إلى المنزل إلا في الساعات الأولى من الصباح.

كل ذلك يحدث في ظل غياب الآباء والأمهات، وفي ظل وجود وسائل اتصال مسمومة تنشر الفساد والانحلال الخلقي بين الشباب من الجنسين.

وبهذه الصورة وفي ظل غياب الوعي والوازع الديني بين الشباب، وفي ظل غياب تربية الأهل ودورهم في الحماية.. تستخدم شرائح معينة من الشباب من الجنسين الإنترنت في إقامة العلاقات المشبوهة عبر مواقع المحادثة أو ما يسمى بغرف الدردشة، ومن ثم تتحول إلى علاقات تمارس في الواقع وتتسبب في ظهور الأمراض الجنسية والاجتماعية، وتفشي السلوكيات المضطربة والمحرمة في المجتمعات الإسلامية.. وبهذا تضيع الأوقات الباهظة الثمن من عمر الشباب دون طائل، بين مشاهدة الصورة العارية، أو إقامة علاقة محرمة بين شباب وفتاة ضائعين، أو إقامة علاقات بين المثلين من الجنسين.. وهذا هو الهلاك بعينه للمجتمع وللأنفس..

وقفة مع الطب:

ويعلق الدكتور سليمان الخضري على ممارسة الشباب لهذه الأفعال فيقول: إن للصور الخليعة مخاطر نفسية وصحية على المراهقين والشبابº لأن تلك الصور تنطبع في ذهن المراهق وذاكرته حتى يألفها ومن ثم تصبح لديه شيئًا عاديًا.

كما يرى الدكتور الخضري أن الخطورة تظهر عندما يتذكر هذا المراهق تلك الصور والمشاهد التي طالعها عبر الإنترنت، ويرغب أن يشبع رغبته الجنسية بأي صورة، فلا يجد أمامه إلا سبيل الانحراف، فيسقط عن طريق الممارسة الخاطئة، أو ممارسة العادة السرية، التي يؤدي إدمانها إلى تدميره صحيًا ونفسيًا وقد يصاب عن طريق الممارسات الخاطئة بالأمراض الجنسية الخطيرة مثل الإيدز.

الآثار والنتائج:

تؤكد معظم الإحصائيات والتحليلات على الآتي:

* أن 80% من مرتادي مقاهي الإنترنت لم يتزوجوا بعد.

* أن 70% من هؤلاء يأتون للتسلية المحرمة والاتصال بالمواقع الإباحية.

* أن 55% من رواد مقاهي الإنترنت لا يعلم ذووهم عنهم شيئًا.

* أن كثيرًا من هؤلاء يتبادلون عناوين المواقع الإباحية حتى في مدارسهم ومواقع عملهم وجامعاتهم وكلياتهم.. وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على العملية التعليمية.

* إن أغلب مدمني الإنترنت من الشباب قد أثر ذلك في مستواهم الدراسي، فرجعوا القهقرى بعد أن كان بعضهم من المتقدمين دراسيًا.

* إن إدمان الإنترنت يؤدي إلى حدوث صراع نفسي داخلي بين ما ترسخ في وجدان المدمن من قيم ترى عليها، وبين هذه القيم الجديدة التي يتلقاها عبر الإنترنت.

* يعمل إدمان الإنترنت على تفكيك الروابط الأسرية، ودفع العديد من الأفراد إلى الاستغناء عن الطريق الطبيعي لتكوين الأسرة من خلال الزواج والإنجاب والاكتفاء بما يشاهد وما يمكن أن يمارس من محرمات تعوضه ـ فيما يرى ـ عن الزواج الذي يتطلب منه مبالغ باهظة.

* أن رخص أسعار أجهزة الكمبيوتر والاشتراك في شبكة الإنترنت ومجانيته في بعض الدول العربية والإسلامية أدى إلى جذب عدد كبير من الشباب وانضمامهم إلى عالم الإنترنت.

* ثمة أكبر من 400 ألف موقع لبث الدعارة والجنس والمخدرات والقمار من خلال الشبكة العنكبوتية حول العالم تدخل كل ممتلكي أجهزة الحاسوب واشتراكات الإنترنت، حتى مع وجود الرقيب في بعض الدول التي تفرض الرقابة على المواقع الإباحية.

* أثبتت الدراسات أن ضعف الرقابة على الإنترنت أدى إلى وقوع كثير من أبناء الأسر المحافظة في براثنها.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply