الثقة والإيذاء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن العاملين في ميدان الدعوة الذين يثقون بنصر الله - سبحانه وتعالى - ويعتقدون في وعده، يجب ألا يستعجلوا قطف الثمار ولا يسرفوا في الأماني، وإنما عليهم أن يعيشوا قدر الله حلوه ومره وإن المعوقات التي توضع في طريقهم قد يظن الكثيرون أنها تفسد كل شيء وأن الأمر أصبح مستعصياً، ولكن عندما نتأملها ندرك أنها ظواهر عابرة، لا جذور لها. قد يواجهنا بها العدو ويحاول أن يجليها واضحة أمام أعيننا لتكبر صورتها وننشغل بها فتضيع عنَّا أهدافنا الأساسية ووظائفنا المنوطة بنا، والذي استخلفنا الله في الأرض من أجلها.

وإن ما تمارسه بعض الأنظمة اليوم تجاه الأجيال المسلمة الناشئة، لصورة طبق الأصل من مخططات اليهود التي تستهدف تجفيف منابع الخير في الأمة الإسلامية، وتعمل على إقصاء الشباب المسلم عن ميدان العمل فينشغلون بها. إن التهميش الذي يلاحق الدعاة إلى الله في كل مكان ومحاولات مسخ الهوية ليس مقصوداً لذاته وإنما لتعيش الأمة الإسلامية في ظلام حقيقي وفي دائرة اللاشعور، وأن تستثير فيك صوراً ومشاهد من الحيرة والقلق والإحباط النفسي، وانحسار الأمل وضيق الأفق، وقد يكون ذلك سبباً رئيساً في أن يصرفك عن طريق الحق دون أن تشعر، ولا شك أن كل هذا من جملة الأهداف المنشودة، التي يسعون إليها من خلال وضع العقبات والمعوقات والضغوط المستمرة التي يتم رصدها يومياً في طريق الدعوة.

فالثقة بالله أولى خطوات التحرر من الذل والهوان، وهذه الثقة هي حبل الله المتين والجدار المنيع الذي تتحطم عليه أهداف ومقاصد أهل الباطل وسلطانهم.

إننا إذا أصبحنا على مستوى الثقة بالله - سبحانه وتعالى -، فلن نكون فريسة لأعدائنا، وسنصمد أمام أخطر التحديات مهما كلفتنا ولن تموت فينا نخوة المعتصم ولا صلاح الدين، وعندها لا يعرف القلق أو التردد طريقاً لأمتنا.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply