مذاق للألم كيان للنصر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

للألم مذاق وللعذاب ألوان وللشكوى رائحة وللهم جسد، في زمان باتت الأشلاء تتطاير والعمارات تتهاوى، والرؤوس تتدحرج والأطراف تبتر، والعيون تسمل، وتنصهر الأجساد على الأرض، وتنتثر الجماجم على الأسفلت بينما تتطاير ألسنة اللهب وأعمدة الدخان، ومن بينها يطل وجه قاتل مشوه النفس ينتمي إلى ثقافة الموت من وراء الغمام يقهقه، وهو يتلذذ بشوي لحم الأطفال، والشيوخ والنساء وكل ما يتحرك على وجه الأرض، ولا يستطيع الاقتراب خشية أن تنفجر في وجهه جمجمة ثائرة، أو تطعنه يد مبتورة، أو تشده أصابع مقطوعة تعلقت على سطح أحد البنايات المهدمة، أو يمسك بتلابيبه، ورقبته طفل تمددت أشلاء أبيه بجواره، ورأسه تشخب سيلا متدفقا من دم زكي..

توحّدت صور العذاب والألم في غزة والعراق ولبنان.. والعدو واحد وجهه وملامحه وسلوكياته الهمجية التي تتأفف من فعلها الوحوش في البرية..

هل رأيت صاروخا يعانق أجساد من حولك ويسوّي دورهم فوق رؤوسهم وأشلائهم؟

وهل رأيت قذيفة انشطارية تتحول إلى شفرات ملتهبة تقطع الرؤوس والأطراف؟

وهل رأيت ضابطا يمضع كبد الأطفال وأشلاءهم، ويتلذذ بشرب دمائهم.. ؟

إن كنت لم تر، وتحب أن ترى فتعال إلى غزةَ وبيروتَ، وعرِّج في رحلتك على بغداد وضواحيها..

وثق مثلي أن للفرح جسدا، وللنصر كيانا يتململ في أحشاء الأمة، وعما قريب تراهº فاشهد معي ميلاده

أليس الصبح بقريب.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply